قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه عقب لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركمانستان، يعرب عن أمله في الحصول على فرصة لتقييم خطة السلام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن “السلام ليس بعيدًا، ونحن نراه”.
وجاءت هذه التصريحات للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته إلى تركيا بعد اختتام زيارته إلى تركمانستان، السبت.
وفي حديثه عن لقائه مع بوتين في عشق آباد، أوضح أردوغان أنهم ناقشوا بشكل رئيسي الحرب وجهود السلام.
وأضاف: “الرئيس الروسي يدرك جيدًا موقف تركيا من هذه القضية، كما هو الحال مع جميع الأطراف المعنية. نحن نعتقد أن هذه الحرب كان يجب أن تنتهي منذ وقت طويل، ونقول ذلك بوضوح لكل الأطراف”.
وبيّن أردوغان أن “المنطقة البحرية للبحر الأسود لا يجب أن تُعتبر ساحة لتصفية الحسابات، لأن هذا لا يخدم سوى إلحاق الضرر بروسيا وأوكرانيا على حد سواء، ولا يعود بأي فائدة على أحد. الجميع بحاجة إلى أمن الملاحة في البحر الأسود، ويجب ضمان ذلك بشكل حتمي”.
وأشار إلى أن هجومًا استهدف في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سفينتي “كايروس” و”فيرات” في البحر الأسود أثناء إبحارهما من مصر إلى روسيا.
وقال أردوغان: “تبادلنا مع السيد بوتين الآراء حول علاقاتنا الثنائية، والحرب في أوكرانيا، والقضايا الإقليمية. وأكدت له موقفنا الإيجابي تجاه الحوار الذي بدأ بمبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما بحثنا إسهامات بلادنا المحتملة في جهود السلام”.
وبشأن تفاصيل لقائه مع بوتين، قال أردوغان إنهما عقدا اجتماعًا مثمرًا وشاملًا وعميقًا.
وأوضح: “أبلغته أنني مستعد لاستقباله في أي وقت، وتحدثنا عن ضرورة الاجتماع في أقرب فرصة، وقد قال لي: سأفي بوعدي. وأتمنى أن يتم هذا اللقاء قريبًا”.
وأضاف: “علاقاتنا مع روسيا ليست مبنية على حسابات مصلحية آنية، بل تستند إلى تاريخ عريق، وأرضية دبلوماسية قوية، وثقة متبادلة”.
وعن الحرب الروسية-الأوكرانية، قال أردوغان: “كما تعلمون، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منخرط في هذا الملف. ونحن نشجع الولايات المتحدة على ذلك. وزير خارجيتنا هاكان فيدان على تواصل دائم مع المسؤولين الأمريكيين المعنيين، ونحن أيضًا نجري دبلوماسية هاتفية مع القادة من حين لآخر”.
وتابع: “بعد اللقاء مع بوتين، نأمل أن تتاح لنا أيضًا فرصة تقييم خطة السلام مع الرئيس ترامب. السلام ليس بعيدًا، ونحن نراه”.
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض عن مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.
وكانت وكالة “أسوشييتد برس” قد نشرت نسخة من خطة مكونة من 28 بندًا قالت إن الإدارة الأمريكية أعدتها لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وحسب تقارير إعلامية، اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة المقترحة، منها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام نهائيًا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً” في شؤونها.
وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي إن اتفاق 10 مارس بين الحكومة السورية و”قسد”، هو طريق حاسم لمستقبل المنطقة وسوريا المستفيد الأكبر منه.
وأوضح أردوغان: “تفاهم 10 مارس طريق حاسم لمستقبل المنطقة وسوريا المستفيد الأكبر”.
وأضاف: “نريد رخاء كل السوريين دون تمييز بين التركمان والعرب والأكراد والسنة والعلويين واتفاق 10 مارس يعزز هذه الإرادة”.
وبشان غزة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن مجلس السلام المزمع تشكيله في القطاع يجب أن يعالج المشكلة الأمنية التي تسببت بها إسرائيل، مؤكدا أن تركيا لن تتهرب أبدا من مسؤولياتها بهذا الصدد.
وقال : “من الضروري أن تفي إسرائيل بوعودها وتلتزم التزاما كاملا بوقف إطلاق النار لتسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة”.
وتتنصل إسرائيل من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبروتوكوله الإنساني، ما فاقم من معاناة الفلسطينيين الذين لم يشهد واقعهم المعيشي أي تحسن منذ ذلك الوقت.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
