د. فؤاد شربجي
أدمن أردوغان اللعب على الحبال. ولكن, في لقائه الأخير مع الرئيس بوتين قطع تحته أحد الحبال الأساسية. فارتبك واضطرب. ذهب إلى سوتشي على أمل أن يحصل من الرئيس بوتين على استئناف وتمديد اتفاق توريد الحبوب. وأمل أن يباشر بتنفيذ خطوط الغاز عبر تركيا. و طمح في أن يبدأ تنفيذ المحطة النووية الروسية لتركيا. وكل طمعه انصب في كسب روسيا إلى صفه ليتمدد في شمال غرب سورية. ليعيد اللاجئين إلى مناطق تمدده لتكون مساحات نفوذ جديدة له. ولكن ما جرى في سوتشي كان صفعة لأردوغان كي يستفيق من استغراقه في لعبة – ليست روسيا مجبرة أو مضطرة لها – لعبة القفز على الحبال الروسية الأمريكية.
حسب المعلومات فإن الرئيس بوتين كان واضحاً في موضوع سورية. ولسان حاله كان يقول لأردوغان ( أنت من تسبب في مشكلة اللاجئين السوريين إلى تركيا .. عليك أن تعترف بالحكومة السورية وبالرئيس الأسد… و عليك سحب قواتك من الأراضي السورية… ليصبح من الطبيعي والمنطقي أن تتمكن من لقاء الرئيس الأسد . للتفاوض معه حول حل المشاكل التي تهم البلدين )، وكان واضحاً تصريح الكرملين بعد انتهاء قمة سوتشي حيث (أكدت روسيا استمرار وقوفها مع سورية حتى استعادة النظام على كامل أراضيها ) وبسبب توقيت هذا التصريح فهو موجه إلى أردوغان ومن ورائه العالم كله وخاصة الـ(ناتو).
طبعا قضية سورية بالنسبة لأردوغان أهم من كل القضايا. وهذا الموقف الروسي الواضح أعاد أردوغان إلى زاوية ضيقة. ولم يفده الاستعراض الذي قام به في قمة (الناتو) الأخيرة للضغط على روسيا بكونه (أردوغان) عضواً ناشطاً مؤثراً في الحلف الأطلسي. وبعودة اتفاقه وتنسيقه مع الرئيس الأمريكي بايدن. بالعكس هذا ما فضحه ودفع الرئيس الروسي إلى تلقينه الدرس اللازم . ومعناه (لا تنسَ نفسك يا أردوغان .. ولا تتماد بألاعيبك … وعليك الرجوع إلى الواقع واحترام حقائقه)..
الموقف حول سورية في قمة بوتين – أردوغان. جزء من دبلوماسية روسيا تجاه ألعاب أردوغان. وكما صفع أردوغان في الموضوع السوري. كذلك لم يحصل على البدء بمد أنابيب الغاز لتكون تركيا مركز توزيع الطاقة العالمية كما يحلو له أن تكون . و أيضاً لم ينل المباشرة بإطلاق بناء المحطة النووية الروسية في تركيا . والأهم أنه لم يستطع أن ينال ما يدعم موقفه في العالم و يظهره كقوة وساطة فاعلة. وهو (استئناف وتمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود) وكانت القاعدة الأساسية لكل هذه القضايا تقول لأردوغان ( زمن اللعب على الحبلين ولى و راح )..
توهم أردوغان أنه يستطيع أن يلعب على الحبلين. الروسي والأمريكي. و تراءى له أن بإمكانه أن يحصل من كل منهما على مكاسب تدعمه وتقويه. و إن كان الأمريكي يستخدمه في تنفيذ أجندته ضد دول المنطقة. و أولها سورية . فإن روسيا بوتين التي لاعبته ضمن أصول استيعاب (ولدنته). عادت عند اللزوم. كما حدث في سوتشي. لتوقفه عند حده وتقول له ما معناه ( من يلعب على الحبلين وبينهما يقع على رأسه. . وربما لا يجد من يسعفه..) يبدو أن قمة سوتشي شكلت سقوطاً لأردوغان المتلاعب بين الحبال. والبعض يقول إن ما حدث مجرد تعثر فقط .. و علينا أن ننتبه لمناوراته للقيام مرة أخرى . و معاودة لعبه على الحبال !!!!!!
سيرياهوم نيوز1-تشرين