اتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أمس الخميس، القوات الأذربيجانية بارتكاب “فظائع لا توصف”، بينها التمثيل بجثث عسكريين وعسكريات أرمن خلال المعارك التي دارت بين البلدين الأسبوع الماضي.
وقال باشينيان، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة، إنّ “هناك أدلّة على حالات تعذيب وتشويه أجساد جنود أرمن أسروا أو قضوا في المعارك وجرى التمثيل بجثثهم، وحالات عديدة لعمليات قتل خارج نطاق القضاء، وسوء معاملة لأسرى حرب، إضافة إلى معاملة مهينة للجثث”.
وأضاف أنّ “عسكريين أذربيجانيين قاموا بتشويه جثث عسكريات أرمينيات، ومن ثمّ صوّروا ذلك بالفيديو بكل فخر”، مشيراً إلى أنّ “الجيش الأذربيجاني قصف بنى تحتية مدنية، ما أدّى إلى تهجير أكثر من 7600 شخص من ديارهم، في انتهاك لسيادة أرمينيا وسلامة أراضيها”.
وبينما كان باشينيان يلقي خطابه، كان وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف يستمع إليه في القاعة من دون أي مبالاة. وسيلقي الوزير الأذربيجاني كلمة بلاده أمام الجمعية العامة خلال نهاية الأسبوع.
ومنذ أيام، طالب باشينيان، في اجتماع حكومي، الجانب الأذربيجاني بمغادرة “الأراضي السيادية للبلاد”، قائلاً إنّ “موقف أرمينيا يبقى كما هو، أي على القوات المسلحة الأذربيجانية أن تغادر الأراضي الخاضعة لسيادة البلاد”.
من جهته، حمّل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف القيادتين العسكرية والسياسية في أرمينيا المسؤوليةَ الكاملة عن التصعيد عند الحدود مع بلاده، معقباً بأنّ “هذا التصعيد يمثّل صفعة لعملية تطبيع العلاقات”.
وفي 13 أيلول/سبتمبر الجاري، اندلعت اشتباكات حدودية دامية بين أرمينيا وأذربيجان أسفرت عن مقتل ما يقارب 300 شخص، في أعنف قتال بين البلدين منذ الحرب التي دارت بينهما في 2020. وتبادل كلا الطرفين المسؤولية عن إشعال فتيل هذه المعارك.
وفي الأيام الأخيرة، عاد الهدوء إلى الحدود، لكنّ الوضع لا يزال متوتّراً بين الجمهوريتين السابقتين في الاتّحاد السوفياتي السابق.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين (في تسعينيات القرن الماضي وفي العام 2020) للسيطرة على جيب ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه. وحصدت 6 أسابيع من القتال في العام 2020 أرواح أكثر من 6500 عسكري في الجانبين، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية.
وبموجب الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن أراضٍ سيطرت عليها لعقود، ونشرت موسكو نحو ألفي عسكري للإشراف على الهدنة الهشة.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين