أعلن سكرتير مجلس الأمن الأرميني، أرمين جريجوريان، مساء الأربعاء، وقف إطلاق النار مع أذربيجان.
وأفاد موقع أزاتوتيون الإخباري الذي أورد النبأ بأنّ أذربيجان لم تؤكد بعد ما قاله جريجوريان.
وكانت وكالات أنباء روسية نقلت، في وقت سابق، عن جريجوريان قوله: “بفضل تدخل المجتمع الدولي، جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وجاء في الإعلان أنّ الهدنة سارية منذ ساعات عدة. وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا، في وقت سابق، إنّ إطلاق النار في المناطق الحدودية توقف، فيما يلقي كل طرف باللوم على الآخر في تجدد الاشتباكات.
هذا وأعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، يوم أمس، أنّ خسائر القوات المسلحة الأرمينية من جراء تفاقم الأوضاع عند الحدود مع أذربيجان بلغت 105 قتلى.
فيما أعلن وزير خارجية أذربيجان، جيخون بايراموف، أمس، أنّ باكو اقترحت، من جانب واحد، على الجانب الأرميني وقفاً لإطلاق النار لأسباب إنسانيّة.
يشار إلى أن روسيا، القوة الدبلوماسية الأهم في المنطقة والتي تمتلك 2000 جندي لحفظ السلام هناك، توسطت في الاتفاق الذي أنهى القتال بين الطرفين في العام 2020، والذي سمّي حينها باتفاق “حرب كاراباخ الثانية”.
جهود دبلوماسية روسية للتوصل إلى هدنة
من جهته، قال العضو البارز في مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، جريجوري كاراسين، لوكالة الإعلام الروسية إنّ الجهود الدبلوماسية الروسية لها فضل كبير في التوصل إلى الهدنة.
وأضاف كاراسين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى باشينيان، ودعا الطرفين إلى الهدوء وضبط النفس.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء نيكول باشينيان، في كلمته أمام البرلمان، إنّ بلاده وجهت نداء لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة موسكو لمساعدتها على استعادة وحدة أراضيها.
فيما نقلت وكالة تاس للأنباء عنه قوله: “إذا قلنا إنّ أذربيجان شنّت عدواناً على أرمينيا، فمعنى هذا أنّها تمكنت من بسط سيطرتها على بعض الأراضي”.
الأمم المتحدة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار
وكانت الأمم المتحدة رحبت بتوصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الحدود بينهما.
وقال مساعد الأمين العام للامم المتحدة ميروسلاف جينكا، خلال جلسة لمجلس الأمن حول التصعيد الأخير بين أرمينيا وأذربيجان: “مساء أمس، أُعلن عن الاتفاق على وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، نرحب بهذا الاتفاق ونأمل أن يستمر وقف إطلاق النار”، مبيناً أنّ “فريقي الأمم المتحدة يحتفظان في كل من أرمينيا وأذربيجان بقنوات اتصال مع السلطات، ونحن مستعدون للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة إذا طُلب منّا ذلك وحسبما تسمح الظروف”.
وأضاف جينكا: “كانت اشتباكات هذا الأسبوع هي الأضخم منذ سلسلة من حوادث التصعيد عام 2020، وهي تكشف أنّ عملية تطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان لا تزال تواجه عقبات خطيرة”.
الصراع قد يزعزع استقرار نقل النفط والغاز
منذ سنوات، تتقاتل أرمينيا وأذربيجان بسبب نزاع على منطقة ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة جبلية معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان لكنها موطن لعدد كبير من الأرمن.
واندلع القتال للمرة الأولى بين الطرفين، قبيل انهيار الحكم السوفياتي، إذ سيطرت القوات الأرمينية على مساحات شاسعة من الأراضي داخل المنطقة وحولها في أوائل التسعينيات، قبل أن تستعيد أذربيجان غالبية تلك الأراضي بدعم من تركيا خلال 6 أسابيع في العام 2020.
ومنذ ذلك الحين، يسجّل وقوع مناوشات بين الدولتين بين فترة وأخرى، على الرغم من الاجتماعات التي كانت تعقد بين رئيس الوزراء الأرميني والرئيس الأذربيجاني، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية شاملة.
وقد أثارت التسوية الاستياء داخل أرمينيا بسبب هزيمة العام 2020، وتسببت باحتجاجات متكررة ضد باشينيان.
يذكر أنّ نشوب صراع شامل بين أرمينيا وأذربيجان ينذر باحتمال انجرار روسيا وتركيا إليه، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى العالم.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين