| فادي بك الشريف
يبدو أن أزمة المحروقات لم تستثن أحداً من القطاعات والفعاليات على اختلافها حتى وصلت تأثيراتها إلى قطاع المشافي التعليمية، كان آخرها مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بدمشق والذي اتخذ قراراً بإيقاف جميع العمليات الباردة حتى إشعار آخر وذلك بسبب تأثير المحروقات ونقص المادة لزوم التدفئة وحدوث تأثير على واقع الكهرباء.
وكشف مصدر مسؤول في مشفى التوليد في حديث خاص لـ«الوطن» أن هذا القرار شمل فقط العمليات الباردة والتي بحاجة إلى وقت لإنجازها، من دون أن نشهد أي تأثير على العمليات الساخنة الإسعافية سواء عمليات الولادة الطبيعية أو القيصرية.
وبيّن المصدر أن 90 بالمئة من عمليات مشفى التوليد وأمراض النساء هي إسعافية، والتوقف شمل فقط 10 بالمئة من العمليات الباردة والتي تشمل الأورام الليفية والتهاب البول، مع استمرار كل العمليات بشكل يومي مع وجود الكادر المناوب في أيام العطل لتقديم جميع الخدمات العلاجية والإسعافية للمرضى ضمن نظام دور مطبق ويشمل مختلف الحالات بوجود قاعة انتظار وتنظيم عملية استقبال مختلف الحالات.
ولفت المصدر إلى أنه تم وضع الجهات المعنية المسؤولة بصورة الموضوع، ليصار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكداً أن الأمر في طريقه إلى الحل وعودة العمليات الباردة إلى وضعها الطبيعي في المشفى وذلك حتى نهاية العام الجاري، علماً أن ذلك مرتبط بمدى توافر المادة، مع التأكيد على عدم تأثر العمليات اليومية التي تجريها لأكثر من 500 مريض بشكل شهري.
وبين المصدر أن المشفى يجري وسطياً من 25 عملية إلى 30 عملية ولادة طبيعية وقيصرية بشكل يومي، إضافة إلى استقبال عدد من الحالات الواردة من بعض المشافي، علماً أن عدد الولادات الطبيعية اليومية أكثر من القيصرية.
وكشف المصدر عن إعادة افتتاح شعبة العقم وطفل الأنبوب بعد توقف خلال الأزمة، علماً أن الشعبة تم افتتاحها عام 2007 وتقدم خدماتها بأسعار رمزية مقارنة مع القطاع الخاص، علماً أنه تم تأمين مختلف المستلزمات لعمل الشعبة مع تزويدها بأحدث الأدوات والتجهيزات وتخصيص كادر طبي وتمريضي مدرب ومؤهل للعمل.
وبيّن المصدر أنه تم استقبال 3 حالات ومن المقرر استقبال حالة رابعة هذا الأسبوع، مع العمل على إجراء جميع التحاليل العامة للعقم وتحليل السائل المنوي، وإجراء (بزل خصية) لأول مرة، وحقن داخل الرحم وطفل الأنبوب، بما فيه استقبال أكبر عدد ممكن من الحالات، بحيث ينافس القسم أحدث مراكز طفل الأنبوب على مستوى الوطن العربي.
هذا وكانت عالج المشفى مشكلة نقص أطباء التخدير في المستشفى والتي حصلت سابقاً بسبب الضغط الكبير على المستشفى والمناوبات، بحيث تمت الاستعانة بكوادر (المواساة والأسد الجامعي) لتدارك النقص وإجراء العمليات بشمل يومي وتقديم جميع الخدمات للمرضى بشكل جيد.
هذا وبحسب المصدر تتجاوز نسبة الخدمات شبه المجانية الـ60 بالمئة، مؤكداً أن الأجور التي يتقاضاها المشفى بالنسبة لعمليات الولادة تعتبر رمزية وتقل لـ 10 أضعاف وأكثر عن العمليات التي تجرى في القطاع الخاص، حتى إنها تقل لـ3 أضعاف عن مشفى الزهراوي التابع لوزارة الصحة، ناهيك عن الأجور الزهيدة للتحاليل الهرمونية التي تجرى في المشفى.
الجدير بالذكر بأن المشفى يضم أقسام الإسعاف والنسائية والأورام والحوامل والمخاض والأطفال والتشريح المرضي والمخبر والأشعة والصيدلية.
وتم بدء العمل بمشفى التوليد المختص بأمراض النساء في العام 1983، وصدر مرسوم إحداث المستشفى كهيئة عامة مستقلة بالمرسوم التشريعي رقم 18 تاريخ 5/8/2000م، ويعد من أهم المشافي التعليمية في سورية، وأكبر مركز تخصصي بأمراض التوليد والنسائية وجراحتها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن