حسين سمور
يعيش نادي ليفربول الإنكليزي أياماً صعبة جداً، بخاصة بعد توديع مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني الأسبوع الفائت، إضافة إلى ابتعاده عن مراكز المقدمة في الدوري الإنكليزي الممتاز (يحتل المركز السادس برصيد 42 نقطة)، مع بقاء أمل ضئيل بالمنافسة على المقعد الرابع، آخر المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال للموسم المقبل. وما يحدث مع النادي الإنكليزي هذا الموسم يدل بشكل واضح على أن الفترة الذهبية تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب قد انتهت عملياً.
وصل كلوب إلى ليفربول في تشرين الأول 2015، بعد فترة مميزة قضاها رفقة بروسيا دورتموند الألماني بين 2008 و2014. وحقق كلوب مع فريق شمال غربي إنكلترا لقب دوري أبطال أوروبا (2019)، والدوري الإنكليزي موسم (2019 ـ 2020) إضافة إلى السوبر الأوروبي (2020) وكأس العالم للأندية في ذات السنة، وكأس الرابطة الإنكليزية والدرع الخيرية عام 2022… وكان لافتاً خلال هذه الفترة أيضاً أن ليفربول خسر نهائيين لدوري الأبطال على يد ريال مدريد الإسباني.
ad
بنى المدرب الألماني فلسفته على ثلاثي المقدمة، المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبارزيلي روبيرتو فيرمينيو. هو عمل على البناء من الهجوم إلى الدفاع، ولكن هذه الفلسفة انتهت بعد رحيل مانيه إلى بايرن ميونيخ الألماني، وتراجع مستوى فيرمينيو، وعدم قدرة المدافع الهولندي القوي فيرجيل فان دايك على حمل الخط الخلفي لوحده، في ظل تراجع مستوى الظهير ترند آلكسندر آرنولد وزميله غوميز، إضافة إلى ضعف خط الوسط بعد تراجع مستوى فابينيو وجوردان هندرسون ونابي كايتا.
وبحسب العديد من المراقبين فإن ليفربول بحاجة للتعاقد مع لاعبين في أكثر من خط، بخاصة في الدفاع والوسط. وبحسب هؤلاء فإن النادي يجب أن يتخلى عن هندرسون وكايتا، إضافة إلى جويل ماتيب وجيمس ميلنر وفابينيو وكورتس جونز وجو غوميز، وشراء بدل منهم لتقوية الفريق والمنافسة على الألقاب.
ad
تعاقد المدرب الألماني أخيراً مع الأوروغواياني داروين نونيز مقابل مبلغ تجاوز 90 مليون يورو، ولكنه لم يكن على قدر الآمال، أقله حتى الآن. وفاقم الأمر إصابة البرتغالي دييغو جوتا، والكولومبي لويس دياز، ومعهما لاعب الوسط الإسباني تياغو ألكانتارا. الفريق فقد العديد من العناصر المهمة، وهو يعيش حالة ضياع.
والأكيد أن المبلغ الذي دُفع على نونيز كان يمكن استثماره بشكل أفضل، من أجل التعاقد مع لاعبين أكثر فعالية، وانسجاماً مع الفريق الإنكليزي، كما حصل في حالة التعاقد مع غاكبو الذي أظهر أن لديه ما يقدمه للفريق. والأمر المهم أيضاً هو أن ليفربول يحتاج اليوم لظهير يمكنه منافسة آرنولد الذي يلعب من دون ضغوط وبمستوى متواضع، بفعل غياب المنافسة وإدراك اللاعب الإنكليزي أن مركزه مضمون له.
هذه مرحلة صعبة، والعمل فيها ضروري بخاصة في ظل استمرار تألق مانشستر سيتي، ووجود لاعبين مميزين في صفوفه، في مقدمته النرويجي آيرلينغ هالاند. والأمر المقلق أيضاً بالنسبة لليفربول ـ والذي يجب أن يدفع إدارته إلى العمل ـ هو عودة منافسه التاريخي مانشستر يونايتد إلى السكة الصحيحة مع المدرب الهولندي إيريك تين هاغ، واحتلاله المركز الثالث خلف السيتي الوصيف وآرسنال المتصدر.
ad
إذاً إما التحرك في فترة الانتقالات المقبلة، أو تغيير الجهاز الفني، والدخول في مرحلة بناء من جديد قد تمتد لسنوات.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية