قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي: إن الملء الثاني لسد النهضة سيسبب «صدمة مائية» لمصر، مشدداً على أن «مصر لن تقبل بأي تصرف أحادي وغير قانوني حول مياه النيل».
ونقل موقع «مصراوي» تصريحات تلفزيونية لعبد العاطي تحدث فيها عن الخطوات التي سيتم اللجوء إليها، حال عدم قبول أديس أبابا بالعودة للمفاوضات الجادة والتوصل لاتفاق.
وأوضح أن وزارة الري تستهدف تبطين 7 آلاف كيلو متر من الترع في المرحلة الأولى، حيث تم الانتهاء من تبطين 1700 كيلو متر من المشروع، بقيمة وصلت إلى أكثر من 20 مليار جنيه، كما تستهدف تبطين 20 ألف كيلو متر من الترع بتكلفة أكثر من 80 مليار جنيه.
وأكمل: «أمر آخر وهو إعادة استخدام المياه أكثر من مرة لسد العجز المائي خاصة أن مواردنا المائية تبلغ 60 مليار متر مكعب سنويا بواقع 55 مليار متر مكعب من مياه النيل، والباقي تخص المياه الجوفية ونقوم باستهلاك 80 مليار متر مكعب من المياه سنويًا رغم أن احتياجاتنا من المياه 114 مليار متر مكعب سنويا».
وأشار إلى أن مصر تقوم بسد هذا العجز عبر إعادة استخدام المياه أكثر من مرة، متابعاً: «لا توجد دولة في إفريقيا تعيد استخدام المياه مثل مصر فنحن نعيد استخدام المياه 4 مرات على الأقل».
وأعرب الوزير، عن أمله أن يتم استئناف المفاوضات مجدداً، وقال: «هناك تجميد لمفاوضات السد الإثيوبي حالياً ونأمل أن يكون هناك تحريك سريع للمفاوضات».
وأضاف: «المبعوث الأميركي استمع لكل الأطراف ولم يتقدم بأي مقترح حتى الآن، بالإضافة إلى أن رئيس الكونغو استمع بدوره لرؤى الدول لكن لم يبلور مقترحاً يمكن الحوار حوله».
وأشار الوزير إلى أن مبعوث أميركا استمع للرؤى المختلفة للدول، لافتاً إلى أن «هذا من طبع مؤسسات الولايات المتحدة، حيث إنهم يسلكون مسلك الاستماع في العادة واستطلاع الرؤى المختلفة ومن ثم الرجوع لدوائر مختلفة لديهم لتشكيل رؤية».
وقال الوزير المصري: إن «رئيس الكونغو استطلع آراء الدول الثلاث وعاد لتشكيل رؤية ورغم كونه جاداً جداً لكونه قام بزيارات الدول بنفسه إلا أنه أيضاً لايوجد حتى الآن ماتم بلورته على أرض الواقع».
وشكك عبد العاطي في قدرات سد النهضة الإثيوبي على توليد الكهرباء في شهر آب المقبل، قائلاً: «أشك في قدرة إثيوبيا على توليد الكهرباء في آب المقبل، مصر في جعبتها العديد من الأوراق خلال الفترة القادمة».
وتابع: «لا أستبعد ذهاب مصر لمجلس الأمن الدولي، مصر لديها سيناريوهات لما بعد الملء الثاني، أنا طول الوقت قلق من قضية السد الإثيوبي من دون القلق لن أعمل، لكن أنا مطمئن لأننا دولة قادرة ولدينا قيادة وهذا يطمئن كل المصريين وهي قيادة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر».
ووسط تلك التوترات المتصاعدة ستبدأ قوات مصرية – سودانية مناورة عسكرية مشتركة يوم الأربعاء المقبل، بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية.
ووفق المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العميد تامر الرفاعي، فإن التدريب المشترك الذي أطلق عليه «حماة النيل» يأتي لـ«تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة، وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين».
وتعد التدريبات المصرية – السودانية هي الثالثة من نوعها بين البلدين خلال أشهر قليلة، فقد سبقها «نسور النيل – 1» تشرين الثاني الماضي، و«نسور النيل – 2» في نيسان الماضي.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن25-5-2021)