آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » «أزمة عقول» في الأندية الأوروبية الكبرى

«أزمة عقول» في الأندية الأوروبية الكبرى

 

يبدو العديد من أندية كرة القدم الشهيرة في مأزقٍ كبير يتمثّل بعدم إيجادها المدرب المناسب لها، ما يخلق فعلياً أزمة مدربين في عالم المستديرة، وهو ما يفسّر الكثير من الأمور التي حدثت في الفترة الأخيرة، وما سيفسّر الكثير من الأحداث التي سيشهدها الموسم المقبل أيضاً.في إسبانيا، بذل ريال مدريد جهداً كبيراً من أجل إقناع مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بتمديد عقده معه، رغم أن الأخير لم يفز بلقب الدوري الإسباني في الموسم الماضي ولا حتى بمسابقة دوري أبطال أوروبا. بالفعل، هو الريال نفسه الذي اعتاد البحث عن الأفضل وأطاح أحياناً مدربين عالميين رغم قيادته حتى الى لقبه المفضّل، أي دوري أبطال أوروبا، فالملكي لم يكتفِ يوماً بلقبٍ وحيد، بل أراد دائماً حصد كل شيء، فكان من بين الضحايا خلال سنواتٍ خلت أسماء كبيرة مثل الألماني يوب هاينكس الذي «طار» من منصبه في ختام موسم 1997-1998 بعد رفعه كأس المسابقة الأوروبية الأمّ، وذلك بسبب عدم فوزه بلقب «الليغا”. كما واجه المصير عينه الإيطالي فابيو كابيللو في عام 2007 بعد 11 يوماً فقط على قيادته الى اللقب المحلي للمرة الأولى منذ عام 2003، والمفارقة هنا أنه في العام المذكور، تجاهل الريال تجديد عقد فيسنتي دل بوسكي الذي قاده الى الفوز بالدوري، متذرّعاً بحجة عدم فوزه بـ«التشامبيونز ليغ»، وقد اتُّخذ القرار رغم معارضة لاعبين كبار له.

الريال أقنع أنشيلوتي بكل الوسائل للبقاء كونه يعلم أنه سيكون من الصعب عليه إيجاد بديلٍ مناسبٍ له، فعالم الكرة يعجّ بالمدربين الجدد الذين لم يختبروا الضغوط التي يفرضها تدريب فريقٍ كبير، ومعظمهم بدوا فاشلين، ومجرّد ظهورهم بشكل النجوم كان وراءه مديرو أعمالٍ حرّكوا الإعلام لمصلحتهم.

 

التمسّك بالموجود

مثالٌ آخر من إسبانياً أيضاً، وهو العمل الحثيث الذي قام به القطب الآخر في «الليغا» أي برشلونة بهدف إقناع مدربه الحالي تشافي هرنانديز بعدم الرحيل، رغم إعلانه عن قراره بترك النادي الذي لم يعرف سواه طوال مسيرته. البعض استغرب هذا التوجّه لدى إدارة النادي، وخصوصاً أن تشافي عرف موسماً كارثياً مع «البرسا» هذا الموسم، وخرج خالي الوفاض من كل المسابقات، لكن رغم ذلك أرادت إدارة جوان لابورتا عدم التفريط به لا لأنها مأزومة مالياً ولن تجد مدرباً جيّداً في السوق، بل إن السبب الرئيسيّ هو تفضيلها إبقاء الرجل الذي يعرف متطلبات النادي وراكم خبرته معه عوض عن أنّ استقدام مدربٍ آخر قد يأتي للتعلّم أو بحاجةٍ الى الوقت من أجل بناء مشروع النهضة بالفريق الكاتالوني.

تخشى الأندية الكبرى إقالة أو رحيل مدربيها للافتقار إلى مدرّبين جيدين في عالم الكرة

 

هي بالفعل أزمة مدربين، وهو ما يمكن لمسه من خلال الضياع الذي يعيشه واحد من أعرق الفرق العالمية أي بايرن ميونيخ الألماني، الذي، منذ إعلانه فكّ الارتباط مع مدربه الحالي توماس توخيل في نهاية الموسم، لم يتمكن من إيجاد البديل، والدليل أنه سعى إلى إعادة مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان الى المنصب الذي سبق أن طرده منه واستقدم توخيل بدلاً منه!

أضف أن البايرن حاول إقناع مدرب منتخب النمسا رالف رانغنيك بالإشراف عليه، رغم أن الرجل لا يملك تاريخاً كبيراً في الكرة الألمانية سوى من خلال منصب المدير الرياضي، فكانت تجاربه التدريبية مع الفرق المحلية عادية. لكن رغم العرض المغري، رفض رانغنيك القيام بالخطوة، فطفا في الأيام الأخيرة الحديث عن إمكانية تثبيت توخيل في منصبه مجدداً، رغم مشاكله الكثيرة مع اللاعبين وخسارته السباق الى لقب الدوري الألماني الذي سيطر عليه البافاري 11 موسماً متتالياً.

 

أندية إنكلترا محتارة

أما في إنكلترا، فباتت الأندية تهاب إقالة مدربيها لعدم قدرتها على إيجاد البديل الكفيل بتأمين نتائج أفضل، وهو ما يمكن قوله في تشلسي الذي صرف الملايين لتجديد فريقه لكنه لا يقف بين الفرق الخمسة الأوائل حتى على لائحة الترتيب العام للدوري الإنكليزي الممتاز، لكن الإدارة «طنّشت» حيال المطالبات بتغيير المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو للافتقار الى أسماءٍ مرشحة بديلة. والأمر عينه قد ينطبق مثلاً على مانشستر يونايتد الذي يهاب على ما يبدو خطوة إقالة مدربه الهولندي إيريك تن هاغ، لا لأنه سيحصل على مبلغٍ ضخم لقاء فسخ عقده، بل لأنه لا يعرف من يمكن أن يكون البديل المناسب للإشراف على الفريق.

كذلك، دخل غريمه القديم ليفربول في المتاهة نفسها مذ أعلن مدربه الألماني يورغن كلوب تركه في نهاية الموسم، فراح يغربل الأسماء الكبيرة الموجودة في السوق، لكنه لم يجد أيّاً منها متاحاً، لينتقل الى البحث عن مدربٍ بين البرتغال وهولندا، فاستقر على ما يبدو على مدرب فيينورد روتردام أرنه سلوت، آملاً أن تكون تجربته في دوري كبير على قدر التطلعات.

كذلك، ضجّت إيطاليا كثيراً هذا الموسم بمطالبات جمهور يوفنتوس بإقصاء المدرب ماسيميليانو أليغري من منصبه، لكن الأخير لا يزال مرتاحاً في كرسيّه حتى هذه اللحظة رغم تسجيل فريق «السيدة العجوز» موسماً مخيّباً آخر.

بطبيعة الحال، أيّ تبديلٍ لمدربٍ في الفترة الحالية يفترض أن يكون محسوباً بشكلٍ دقيق، إذ إن عصر إنجاب الكرة لعقولٍ مفكّرة على مستوى عالٍ قد توقف فجأةً على ما يبدو بانتظار ظهور غوارديولا آخر أو مورينيو جديد، أو ربما عودة زيدان بعد طول غياب.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس نادي الصفصافة: خلقنا من الضعف قوة

ممدوح علي   حقق شباب الصفصافة إنجازاً تاريخياً تمثل بصعود الفريق إلى دوري الدرجة الأولى بعد موسم عانى فيه النادي الكثير ولمعرفة المزيد عن هذا ...