«ومات الممثلون جميعاً في المسلسل، ثم مات المخرج والمنتج ومات». «الايفيه» المعروف بلسان النجم عادل إمام في مسرحيته الشهيرة «الواد سيّد الشغال» (تأليف أحمد عادل)، يحضر في ختام مسلسل «أزمة منتصف العمر». أحبّ المخرج كريم العدل وضع نهاية غير عادية للعمل الدرامي (إنتاج «صبّاح إخوان») الذي عُرض على تطبيق «شاهد»، فقام بقتل غالبية الشخصيات في المسلسل. نهاية قاسية نوعاً ما، لعمل دار حول قصة حبّ «محرّمة»، تنتهي بمقتل الجميع، لكنْ، كلٌّ على طريقته الخاصة، إذ تنوّعت مشاهد الموت بين الانتحار الفردي والجماعي والقتل المتعمّد.
على غرار المسلسلات التركية التي تدور في فلك الخيانة، خرج «أزمة منتصف العمر» جريئاً في طرح مواضيع ربما لا تزال تُعتبر من التابوهات. الحماة التي تعشق زوج ابنتها، وتعيش معه قصة حبّ بعد حرمان طويل على مختلف الصعد الجنسية والعاطفية بعدما عاشت مع رجل أناني وغدّار.
ad
خاتمة العمل المصري أعادت إلى الذاكرة المسلسل التركي الشهير «العشق الممنوع» الذي عُرض عام 2010، وانتهى بانتحار سمر (بيرين سات) بعدما عاشت قصة حبّ «محرمة» مع مهند (كيفانتش تاتليتوغ) قريب زوجها عدنان (سلجوق يونتام).
تغيّرت الشخصيات قليلاً بين المشروعين التركي والمصري، لكنّ الخيانة جمعت النصّين ضمن دائرة من الشخصيات تجمعها القرابة بشكل أو بآخر. تنطلق أحداث المشروع الدرامي من امرأة حزينة تُدعى فيروز (ريهام عبد الغفور) تتزوّج بالقوّة عزت (رشدي الشامي) رجل الأعمال الثري الذي يكبرها بسنوات. تعيش أتعس أيام حياتها مع زوج يهملها من جميع النواحي، تكبر مريم (رنا رئيس) وهي الابنة الوحيدة لعزت من زواج سابق. لكن تشاء الأم أن تحبّ زوج ابنتها. وهنا تتكشّف الصراعات النفسية والعاطفية في نفس كل شخصية.
يُعتبر المسلسل العربي دسماً في طرحه طبيعة العلاقات الشائكة في مجتمعنا، فبدل أن يختبئ خلف أصعبه، يضع موضوع العلاقات الجنسية وحلم الأمومة على طاولة النقاش.
ad
تضحّي فيروز بحلم الأمومة بسبب أنانية زوجها عزت، وتُحرم من حياة هادئة بسبب خيانته المتكررة. أما عمر وهو طبيب أسنان، فقادم من عائلة مشتّتة، أهملته والدته في طفولته وجرت وراء أهوائها الجنسية. البطلة والبطل البائسان تجمعهما قصة حب وعلاقة جنسية لليلة واحدة كانت كفيلة بإنهاء مستقبلهما.
يدور مسلسل «أزمة منتصف العمر» في إطار 15 حلقة، وكان يمكن اختصار عددها إلى النصف تقريباً. لكن في الإجمال يستحق العمل النقاش لناحية أداء الممثلين الذين برعوا في تقمّص شخصياتهم. ثبّت العمل نجومية ريهام عبد الغفور التي عرفت كيف تجسّد مشاهد الحزن، بينما أثبت رشدي الشامي بأنه نجم يُحسب له حساب. عزّز المسلسل أيضاً من حضور الممثلة الشابة رنا رئيس التي برعت في مشهد الانتحار بعد أن تكتشف قصة حب والدتها وزوجها.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية