آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » أسئلة مع جراح السويداء والوطن

أسئلة مع جراح السويداء والوطن

 

 

أحمد رفعت يوسف

 

مع كل مرة تدخل فيها سورية في منعطف خطير، أحاول أن اتروى في الكتابة، حتى لا أكتب وأنا تحت مشاعر الألم، والغضب، والحزن، على ما يحدث..

والآن وبعد ما حدث في السويداء، أتساءل بكل هدوء عن النتيجة، وهي نفس الأسئلة التي تساءلناها، عند حدوث مجازر الساحل، وأحداث جرمانا وصحنايا، وتفجير الكنيسة، ومع كل حادثة قتل، أو خطف، أو سبي، تحدث في أي مكان في سورية..

هل سورية أفضل بعد ما حدث؟.. بالتأكيد لا، لأنها أصبحت في وضع أصعب وأخطر..

هل الوحدة الوطنية أفضل؟… بالتأكيد لا، لأنها ازدادت تمزقاً، وتشرذماً، وخوفاً من الآخر، الشريك في الوطن.

هل صارت صورتنا في الخارج أفضل ؟.. بالتأكيد لا، لأنها تشوهت أكثر مما هي مشوهة، وأصبحنا في نظر العالم، طوائف وقبائل متوحشة، ومتعصبة، ومتناحرة، مع العلم بأن هذه الصورة خادعة، والشعب السوري، بمعظمه شعب حضاري، وفي مقدمة شعوب العالم، في التفوق والريادة..

وإضافة إلى ذلك، فقد رأينا كيف يحاول الأعداء، والطامعين بأراضينا، والمتربصين بنا، الدخول من الثغرات، والانقسام، لزيادة تمزيق مجتمعنا ووحدته، ولتحقيق مصالحهم، على حساب بلدنا وشعبنا.

ورأينا كيف تبخرت بسرعة، الآمال التي بنيت، على إمكانية خروج سورية، من القوقعة التي وجدت نفسها فيها، منذ أكثر من عقدين من الزمن..

ورأينا، كيف أصبح الغرب والشرق، والأعداء ومدعي صداقتنا، ينصبون أنفسهم، رعاة وأولياء الأمر، لمن بيدهم اليوم، السلطة والقرار في أقدم عاصمة في التاريخ، وهذا يسوءنا، ويزعجنا جداً، ويشعرنا بالإهانة والغضب بالتأكيد، سواء اتفقنا مع السلطة الموجودة، أو اختلفنا معها.

أنا هنا سأوجه أسئلة بريئة، لمن بيدهم السلطة والقرار اليوم..

هل صعب، أن يصدر اليوم قبل الغد، قرار بتعيين شخصية، من أهلنا في السويداء، ممن يتمتعون بالسمعة الحسنة، والسيرة الطيبة، وتحظى بثقة أهل السويداء، في منصب المحافظ…

وهل صعب، أن يتم تعيين قائد لشرطة السويداء، من أحد الضباط الشرفاء، من أهلنا في السويداء، أو من أهلنا من العشائر البدوية، في المنطقة، إن وجد..

وهل صعب، استدعاء عناصر من شباب المحافظة، ممن كانوا في الخدمة العسكرية والشرطة، وضمهم إلى الأمن العام، وجعل خدمتهم في السويداء، إلى جانب العناصر الآخرين من الأمن العام.

وماذا لو تم القيام بمثل هذه الخطوات، في حمص، وطرطوس، واللاذقية، والحسكة، وحلب، وفي كل المحافظات السورية؟.

هل يا ترى هذا مخالف للقانون والدستور، والقيم الأخلاقية والوطنية، أم متوافق معها؟.

أنا على ثقة، بأن هذه الخطوات السهلة والممكنة، وهي أساساً من حق الكوادر الوطنية، والمجتمعات المحلية، وتحترم التنوع السوري، تخفف من الخلل الكبير الموجود اليوم، في مؤسسات الدولة، ومناصبها العليا، وهي كفيلة لوحدها، بحل أكثر من سبعين بالمئة، مما نعاني منه اليوم، وتزيد الثقة بين السلطة والشعب، وتقوي الوحدة الوطنية، وتهدئ من روع الخائفين والقلقين، والذين يشكلون اليوم، أكثر من ثمانين بالمئة من المجتمع السوري..

أستطيع أن أتحدث كثيراً، لكنني سأكتفي بذلك، لأنني لا أريد أن أفتح الجروح الكثيرة والمؤلمة، وإنما بلمستها.

(اخبار سوريا الوطن 1-حوارية الصحفيين-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سوريا… إعادة الوطن إلى مساره

  زيد بن كمي     في ربيع عام 1977، كانَ لبنانُ علَى شفَا حربٍ أهليَّة، إثرَ اغتيالِ الزَّعيمِ الدُّرزيِّ كمال جنبلاط في كمينٍ نُصِبَ ...