يواجه كبار السن تحديات فقدان القدرات العقلية، ما يدفعهم إلى التصرف بسلوكيات تشبه تصرفات الأطفال.

هل هناك تفسير علمي؟
تتساءل ريما (موظفة) التي تعيش مع والدتها العجوز في المنزل، هل هناك تفسير علمي لتصرفات كبار السن، عندما يبلغون عمراً معيناً؟ فهم يتصرفون كالأطفال، أم هو رد فعل ليأسهم من الحياة؟ كيف نتصرف معهم؟ المشكلة أننا لا نعرف أن كانوا يتقصدون إيذاءنا أم هم فعلاً يتصرفون بعفوية! لكن تصرفاتهم تدل أنهم يعون ما يفعلون تماماً، إذاً كيف يقومون بأفعال هم أنفسهم لم يكونوا ليفعلوها في سن أصغر؟
معاناة ريما مع والدتها لا تتوقف عند تصرفاتها فقط، إنما تحتاج إلى جليسة تؤنسها وتلبي طلباتها التي تشبه طلبات الأطفال، فعلاً أمي عادت طفلاً صغيراً يحتاج إلى الحنان والاهتمام ممن هم حولها حتى لو لم تكن تعرفهم .
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي تشرح أن ظاهرة تصرفات المسنين كالأطفال تسمى (الانحدار العمري)، حيث تتراجع الحالة الذهنية لكبار السن فتصبح شبيهه بحالة الطفولة، وترجع نجاتي تلك الحالة لأسباب نفسية وأمراض ذهنية.
فحياة المسنين هي عودة بشكل من الأشكال الى مرحلة الطفولة، فالكثير منهم يصابون بالنسيان وتتراجع لديهم حاستا النظر والسمع ويصبحون بحاجة الى مساعدة أبنائهم أو أحد البالغين من محيطهم، تماماً كما يحتاج إلى ذلك الأطفال بعد عام من ولادتهم.
وبحسب د. نجاتي فإن الخرف أو الزهايمر قد يؤديان إلى تدهور القدرات العقلية، ما يجعل كبار السن يتصرفون كالأطفال بسبب فقدان الذاكرة وصعوبة فهم من حولهم.
إضافة لذلك فإن الشعور بالوحدة أو العزلة يدفع بكبار السن للبحث عن الاهتمام بأي وسيلة ممكنة، بما في ذلك تصرفات الطفولة التي تعبر عن الحاجة للاهتمام.
ورجحت نجاتي إلى أن التقدم في العمر قد يحدث تراجع في القدرات العقلية ما يؤثر في التصرفات ويجعلها تبدو بسيطة أو طفولية، فكبار السن يتصرفون كالأطفال للحصول على الرعاية وخاصة إذا شعروا بالإهمال.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
