آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أسرارٌ مكنونة في طيّات الزمن: هل يمتلك الماضي خرائطَ اليوم؟

أسرارٌ مكنونة في طيّات الزمن: هل يمتلك الماضي خرائطَ اليوم؟

ثمّة أبوابٌ مهملة في ردهات التاريخ تترقّب من يجرؤ على فتحها. هناك، في سكون العصور الغابرة، من وراء الأسوار الحجرية، بين دهاليز البلاط المظلمة، وعبر حجرات المدن المتغيّرة؛ تسحبنا الروايات التاريخية إلى زمنٍ آخر، نستكشف ما تخفيه الأقنعة، وننصت إلى خبايا الزمن. لعلّها مرآةٌ تعكس ذواتنا: أحلامنا، صراعاتنا، وتوقنا الدفين لأن نكون أكثر من عابرين.

في هذه القائمة المختارة من الروايات الأجنبية، تتجلّى شخصياتٌ طالتها رياح الزمن، تتأرجح بين الواقع والأسطورة، مثيرةً فينا السؤال: ماذا لو أنّ الماضي يمتلك مفتاح الحاضر؟

خائنة آل بولين

تعود الكاتبة الرائدة في الرواية التاريخية فيليبا غريغوري لتضيء شخصية جين بولين التي ظلّت حتى الآن حبيسة الظلّ في بلاط هنري الثامن. تبدأ القصة من طفولتها كخادِمة في القصر، لتشهد بعد ذلك صعودًا مدوّيًا في شبكة البلاط الغادرة، حيث تتحوّل نعمة الملك إلى نقمة، وتصبح النجاة مستحيلةً إلّا بأن تجمع شتات فطنتها وحِذقها.

الطفل الشمعي

شمال الدنمارك وفي القرن السابع عشر، تُحاكم النبيلة كريستينزي كروكو بتهمة ممارسة السحر، وتُروى القصة من منظور تمثالٍ شمعيّ صنعته بنفسها. هذا التمثال لا يرى ولا يسمع، لكنه يستمع إلى الهمس، ويشهد الهجمة على النساء، ويشعر برعشة الخشية من النار والقيود. في كوبنهاغن، يرسل الملك كريستيان الرابع رجاله لتمشيط البلاد بحثًا عن علامات «السحرة». وتستند كاتبة الرواية أولغا رافن إلى سجلاتٍ تاريخية لمحاكمات الساحرات في شمال غوتلاند، فتقدّم سردًا كئيبًا وسريع الإيقاع، يعكس الضغوط التي عاشتها النساء في تلك الحقبة.

قضية السيدة ويلسون

بينما نعرف المشهد الأسطوري في غاتسبي العظيم لـ ف. سكوت فيتزجيرالد، تأتي الروائية أليسون ريدي لتضيء زاويةً مهملة من ذلك العالم: حياة ميرتل ويلسون، الزوجة المهملة المقيمة في وادٍ من الرماد بين نيويورك ولونغ آيلند، والتي تعيش في صمتٍ وخيبةٍ حتى تصطدم بـ توم بيوكانان. رواية ريدي تعيد قراءة هذا العالم من منظور المرأة التي كانت دومًا خارج الصورة المركزية، فتمنحها صوتها، ورغبتها، وألمها.

الاسم المستعار.. أو هنري لبين ياغودا

يخرج الكاتب الشهير أو. هنري (الاسم المستعار لـ ويليام سيدني بورتر) ، من سجن نيويورك الصاخبة عند مطلع القرن العشرين، قبل أن يشقّ طريقه شرقًا نحو بداية حياةٍ جديدة. رغم ماضيه كمختلِسٍ ومحتال، يبني لنفسه صورة بطلٍ محبوب، يتلاعب بالحقائق والحكايات، ويحاول، بين ناطحات السحاب والأزقّة المضيئة، إعادة صياغة وجوده. الرواية تجسيدٌ ذكيّ لحقبة مانهاتن – حبُّها، خيانتُها، وانتهاؤها — بتوقيع بول دراي.

حديقة الحيوان الخزفية

ينقلنا الروائي جيليان فورسبيرغ بين أروقة بلاط الملك أوغسطس العظيم في مدينة دريسدن بالقرن الثامن عشر، هناك حيث تتشابك قصتان: الأولى للمعلم الشاب يوحان كاندلر الذي يُكلّف بصنع حديقة حيواناتٍ خزفية وفق معايير الملك اللا متناهية، والثانية لـ فاطمة، خادمةٍ تركية في البلاط، تبحث عن الحرية وتعيد تموضعها داخل شبكة السلطة والجمال. الرواية، بحسب دار النشر، تجمع بين طموح الفنان وبطش السلطان، وتطرح فكرة أنّ الحرية، بقدر ما هي جميلة، فهي هشّةٌ كالخزف.

المصدر: صحيفة واشنطن بوست. بقلم كات تريغارسكي

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الدراما الاجتماعية السوريّة تستعيد ألقها

  لين أبو زينة   تستعد الدراما السورية لعودة قوية في رمضان 2026 عبر أعمال اجتماعية تعكس التحولات السياسية والاجتماعية الأخيرة. تتضمن العروض مسلسلات مثل ...