آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » «أسطول الصمود» بوجه إسرائيل: مع غزة… حتى آخر سفينة

«أسطول الصمود» بوجه إسرائيل: مع غزة… حتى آخر سفينة

 

 

في خضمّ ترقب الملايين حول العالم، بما في ذلك أطفال غزة وسكانها، الذين كانوا ينتظرون سفناً قادمة من آلاف الكيلومترات لفك الحصار غير القانوني المستمر عليهم، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما كان متوقعاً، إلى محاصرة السفن التابعة لـ«أسطول الصمود العالمي»، ما أثار موجة اعتراضات رسمية وشعبية هائلة، إزاء كيان بات، بالفعل، «منبوذاً» على الساحة الدولية.

 

واللافت، أنّه عقب فشل محاولات الترهيب المستمرة منذ ما قبل إبحار الأسطول حتى، لا سيما عبر الهجمات التي شنتها إسرائيل بالطائرات المسيرة على الناشطين المدنيين، عمدت قوات الاحتلال، الأربعاء، إلى التشويش على كل الأجهزة الإلكترونية واعتراض سفينة «ألما» من دون اقتحامها – علماً أنّ الأخيرة هي «السفينة القائدة» التي تسير في المقدمة -، وذلك في محاولة لإيقاف سائر السفن.

 

على أنّه طبقاً لما أكده الناشط التونسي وائل نوار، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد «تفاجأت السفن الصهيونية ببقية سفننا التي تجاهلت وضع (ألما)، وواصلت السير في اتجاه غزة».

 

وبعدما لاحظت قوات الاحتلال أن الأسطول «تشكل مرة أخرى حول سفينة (سيريوس)، تركت (ألما) وسارعت نحو (سيريوس) واعترضتها من دون اقتحامها، لتتفاجأ، مرة أخرى، بأن بقية سفن الأسطول تجاهلت (سيريوس) وواصلت المسير نحو غزة». ودفعها ذلك إلى محاولة اختراق الأسطول من كل الجوانب لتشتيته، ولكن جميع السفن ناورت حيال تلك المحاولة، وواصلت إبحارها.

 

وبعد فشل إجراءات الاحتلال كافة، أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية»، مساء الأربعاء، بدء «عملية السيطرة على الأسطول»، والتي استمرت حتى أمس. ومع إعلان جيش العدو سيطرته «على أكثر من 40 سفينة من أسطول الصمود العالمي»، ونقل مئات المشاركين فيه إلى «ميناء» أسدود، بهدف ترحيلهم طوعياً أو إخضاعهم لإجراءات قانونية لـ«ترحيلهم قسرياً»، جنباً إلى جنب إجراء «قوات الاحتلال والبحرية مسحاً بحرياً للتأكد من عدم نجاح أي سفينة في الاقتراب من غزة»، انتشرت مقاطع فيديو، بثتها هواتف الناشطين، تُظهر دخول عناصر مسلحة تابعة للكيان إلى السفن لاحتجازها، في وقت وجهت فيه سلطات العدو حافلات السجون إلى ميناء أسدود لنقل النشطاء.

 

وكانت قوات الاحتلال قد عمدت إلى رش سفن الأسطول بالمياه في محاولة لإغراقها، فيما قال متحدثون باسم «أسطول الصمود» إن «البحرية الإسرائيلية صدمت عمداً إحدى السفن»، ليل الأربعاء – الخميس، مؤكدين أن «الهجمات الإسرائيلية غير القانونية على سفن إغاثة غير مسلحة تعد جريمة حرب».

 

ورغم نفي سلطات الاحتلال دخول أي سفن إلى المياه الإقليمية لغزة، أفادت وكالة «أناضول» التركية بدخول سفينة «ميكينو» إلى تلك المياه، بعدما أظهر نظام التعقب في الموقع الإلكتروني للأسطول، أن السفينة تنتظر على بعد نحو 9 أميال بحرية عن غزة.

 

وفي تصريح إلى الوكالة، أوضح عضو الوفد التركي في الأسطول، رمضان تونج، أن «ميكينو» تجاوزت الحصار ودخلت المياه الإقليمية لغزة، مؤكداً أنّه «قد تم كسر الحصار فعلياً، وأريد أن أشارككم فرحة وصول سفينتنا (ميكينو) إلى غزة التي تقع تحت حصار بري وبحري هائل من قبل إسرائيل لسنوات»، في حين تحدثت بعض المعلومات عن وصول سفينة إسبانية إلى المياه الإقليمية أيضاً. وبحلول المساء، أكد الأسطول، رسمياً، أن «إسرائيل اعترضت جميع القوارب إلا واحداً، هو مارينيت الذي لا يزال يبحر في اتجاه غزة».

 

توبيخ لـ«الديبلوماسيين» الإسرائيليين

وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي الأخير على «الأسطول»، استدعت إسبانيا القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، فيما وصفت تركيا العملية بـ«الإرهابية»، واستدعت بلجيكا، بدورها، سفيرة إسرائيل.

 

ومن جهته، أعلن الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، الأربعاء، أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الديبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد على خلفية ارتكاب القوات الإسرائيلية «جريمة دولية» باعتراضها أسطول الصمود الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، علماً أنّه قبل القرار، لم يكن قد بقي في كولومبيا سوى 4 ديبلوماسيين إسرائيليين، بعدما قطع بيترو العلاقات الديبلوماسية مع تل أبيب في العام الماضي.

 

وأعلن الرئيس الكولومبي أن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين من ضمن الناشطين في الأسطول أثناء إبحارهما في «المياه الدولية»، مطالباً بـ«إطلاق سراحهما فوراً».

 

على المقلب الفلسطيني، دانت حركة «حماس» بأشد العبارات «العدوان الهمجي على أسطول الصمود»، واضعةً إياه في خانة «العمل الإجرامي الذي يجب إدانته من جميع أحرار العالم». وأردفت أن «اعتراض جيش الاحتلال لأسطول الصمود واعتقال الناشطين هو قرصنة وإرهاب وسيزيد غضب شعوب العالم». كذلك، نددت دول من مثل قطر وإيرلندا وجنوب أفريقيا وباكستان والبرازيل وغيرها، جنباً إلى جنب منظمات حقوقية، بالعدوان الإسرائيلي على الناشطين.

 

رد فعل شعبي

واقترنت المواقف الرسمية بموجة من التظاهرات التي اجتاحت مختلف أنحاء العالم، في وقت انطلقت فيه، أمس، أكثر من 45 سفينة مدنية تركية نحو غزة، رداً على اعتراض الاحتلال «أسطول الصمود».

 

وخرجت تظاهرة أمام السفارة الأميركية في نواكشوط عاصمة موريتانيا، فيما تظاهر المئات في تونس تنديداً باعتداء البحرية الإسرائيلية على الأسطول. كذلك، شهدت بولونيا الإيطالية احتجاجات مناهضة للممارسات الإسرائيلية، بينما أغلق متظاهرون محطة القطارات المركزية في العاصمة الألمانية برلين. وشهدت مدن أوروبية أخرى أيضاً، من مثل روما وبرشلونة وبروسكل وإسطنبول وباريس وأثينا، تظاهرات داعمة للناشطين.

 

وفي إيطاليا تحديداً، أجبر عمال ميناء ليفورنو، الأربعاء، سفينة تحمل علم الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الميناء على خلفية تهديد العمال بالإضراب عن العمل.

 

وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن العمال أعلنوا، الثلاثاء، أنهم سيضربون عن العمل ولن يشاركوا في أي عمليات تفريغ أو تحميل بضائع، بعدما رست سفينة «زيم فيرجينيا» التي تحمل بضائع نحو إسرائيل، في الميناء. وعليه، اضطرت السفينة إلى المغادرة من دون القيام بأي عمليات تفريغ أو تحميل. وتعقيباً على ذلك، قال جيانفرانكو فرانشيسي، مسؤول «الاتحاد العام الإيطالي للعمل»، وهو أكبر نقابة عمالية في ليفورن: «نؤكد مرة أخرى أن ما يحدث في غزة ليس حرباً، بل إبادة جماعية حقيقية ترتكبها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النازية الفاشية».

 

وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، كان عمال الموانئ في إيطاليا قد منعوا السفن التي تحمل متفجرات أو وقوداً إلى إسرائيل، من الرسو في موانئ مثل جنوة ورافينا وتارانتو ومارجيرا في البندقية، بالإضافة إلى ليفورنو، في وقت دعا فيه «الاتحاد العام الإيطالي» للعمل إلى إضراب اليوم الجمعة، احتجاجاً على اعتراض «أسطول الصمود العالمي».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إسبانيا تدعو إسرائيل لـ”عدم تشكيل تهديد” على “أسطول الصمود” وتؤكد أنه يجري مهمة إنسانية

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إسرائيل إلى “عدم تشكيل تهديد” على أسطول الصمود العالمي، مؤكدا أنه يجري مهمة إنسانية. جاء ذلك في تصريحات للصحفيين ...