آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » «أسطول الصمود» على بعد أيام من غزة

«أسطول الصمود» على بعد أيام من غزة

 

ريم هاني

 

 

 

وسط ملاحقة مكثّفة من المسيّرات الإسرائيلية، تتابع سفن «أسطول الصمود العالمي»، المحمّلة بالمساعدات الطبّية والإنسانية، رحلتها في اتّجاه قطاع غزة المحاصر، رغم تصعيد قوات الاحتلال هجماتها على الناشطين فيها، في تعدٍّ إسرائيلي جديد على القانون الدولي، والمياه الإقليمية التابعة لدول أخرى. واستدعى ذلك تحريك إيطاليا وإسبانيا، لسفن تابعة لبحريّتها، بهدف حماية «الأسطول»، وسط غياب واضح من جانب الحكومات العربية، التي يسجّل مواطنوها حضوراً لافتاً على متن القوارب.

 

وبعد ساعات من تعرّض الناشطين، ليل الثلاثاء – الأربعاء، لهجمات بقنابل صوتية وكيماوية، أطلقتها عليهم المسيرات الإسرائيلية، عندما كانوا على بعد 30 ميلاً بحريّاً من جزيرة جافدوس اليونانية، أرسلت إيطاليا سفينة حربية، الأربعاء، ثم أعلنت، أمس، إرسال سفينة ثانية، في خطوة انسحبت على إسبانيا أيضاً.

 

وكان وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أكّد، في بيان، أنّ «جناة مجهولين حالياً» استهدفوا السفن، معرباً عن إدانته الشديدة للحادثة. وأشار إلى أنّ الفرقاطة الإيطالية، متعدّدة الأغراض «فاسان»، التي كانت تبحر في السابق شمال جزيرة كريت، ستتوجّه إلى الأسطول بهدف إجراء «عمليات إنقاذ محتملة»، قبل أن يعلن، أمس، أنّ «هناك سفينة أخرى في طريقها (إلى محيط الأسطول)، استعداداً لأي طوارئ».

 

وتأتي الإجراءات المشار إليها في وقت تؤكّد فيه إدارة الأسطول، منذ فجر أمس، أنّ حكومات دول عدّة حذّرت مواطنيها المشاركين فيه من هجوم إسرائيلي وشيك عليه، وكذلك عقب تأكيد ناشطين على متن «سفينة عمر المختار»، الأربعاء، أنّ ثلاث طائرات مسيّرة تحلّق فوقهم، وتجري ما هو أشبه بـ«عملية مسح» للسفينة. وعبر صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للأسطول، أفاد نشطاء خليجيون بأنّهم لاحظوا، ليل 23 -24 أيلول، «نوعاً مختلفاً من المسيّرات التي كنّا نراها بشكل يومي، تحلّق على ارتفاع منخفض»، لافتين إلى أنّه «في منتصف الليل، وبينما كان الناس نائمين، بدأت هذه المسيّرات بإلقاء بعض المواد على عدد من السفن».

 

وبحسب المصدر نفسه، تعرّضت 14 سفينة لهجوم بالقنابل، 11 منها بقنابل ضوئية وصوتية، وأربع بمواد كيماوية، ما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص على متن القوارب بحروق في العينين ومشاكل في التنفّس، وتضرّر بعض السفن؛ ثمّ استمر تحليق المسيّرات طوال الليل. على أنّ ما يدأب الناشطون على ترديده، كلّما تعرّضوا لمحاولة ترهيب إسرائيلية جديدة، هو أنّ «ما يتعرّضون إليه هم لمدّة ساعات معدودة، يعانيه أبناء غزة بشكل يومي منذ عامين»، متسائلين، مرّة جديدة، عن سبب عدم «اقتداء حكوماتهم بالموقف الإيطالي».

 

أعلنت إيطاليا إرسال سفينة ثانية لحماية «أسطول الصمود»

 

ورغم أنّ قوات الاحتلال لم تتبنّ الهجوم مباشرة، إلا أنها كانت قد عمدت، طوال الأيام الماضية، إلى توجيه اتهامات إلى الناشطين بـ«التّواطؤ مع (حماس)»، فيما حذّرت الخارجية الإسرائيلية، في منشور عبر «أكس»، الأربعاء، من أنّ إسرائيل «ستتّخذ الإجراءات اللازمة لوقف السفن، إذا لم تقبل الاقتراح البديل بإسقاط المساعدات في ميناء إسرائيلي، وترك مهمّة نقلها إلى غزة للسلطات الإسرائيلية».

 

وفي حديث إلى «الأخبار»، يؤكّد الناشط والمنسّق التونسي، وائل نوّار، أنّه «مثلما لم تؤثّر علينا الهجمات التي وقعت في ميناء تونس، ولم تعطّل خروجنا، فإنّ الهجمات التي تعرّضنا إليها، لن تعطّل مواصلتنا لطريقنا ولن تمسّ معنويّاتنا أو تمنعنا من الإبحار بنفس العزيمة، بل إنها ستزيدها، نظراً إلى أنّ هذا الهجوم يزيدنا قناعة أننا على الطريق الصحيح وأنّ الكيان الصهيوني يخشى وصولنا إلى غزة، لذلك يريد أن يدفعنا إلى العودة من منتصف الطريق».

 

وفي حال سارت الأمور كما هو مخطّط لها، من ناحية الأحوال الجوّية، وعدم تجدّد الهجمات الإسرائيلية، من المتوقّع أن تصل السفن إلى غزة في غضون أربعة أيام كحدّ أقصى، طبقاً لنوّار. وأمس، نشر الأسطول عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تحديثاً» للمسار، جاء فيه أنّ السفن تقترب من جزيرة «كريت» اليونانية.

 

وإذ تلقّى الناشطون على متن السفن تعليمات حول كيفية الاستجابة «سلميّاً» لأي اعتداء من القوات الإسرائيلية أو احتكاك معها، يؤكّد نوّار «أننا في مهمّة إنسانية مدنيّة سلميّة، وتلقّينا تدريبات على اللّاعنف، ونحمل مساعدات إغاثية، أي أننا نُعتبر، قانونياً، سفينة إغاثية، وناشطين مدنيين، ونطالب، بالتالي، كافة الهيئات والمؤسسات الدولية بحماية هذه السفن». وفي وقت سابق، كانت مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قد دعت إلى وقف «الهجمات» على الأسطول، مطالبة بإجراء تحقيق «مستقلّ ونزيه وشامل».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد 13 عاما.. تركيا تعلن استئناف مناورات “بحر الصداقة” مع مصر

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، عن استئناف مناورات “بحر الصداقة” العسكرية المشتركة بين تركيا ومصر، في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد انقطاع دام 13 عاما. ...