آخر الأخبار
الرئيسية » شكاوى وردود » أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!  

أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!  

راما نسريني:

 

يواجه سكان مدينة حلب تحديّاً جديداً مع اقتراب فصل الشتاء، يتعلق بتأمين وسائل التدفئة.

فالمدفأة التي هي من الأساسيات التي لا غنى عنها، وخصوصاً في ظل البرودة القاسية التي تشهدها المدينة، اصطدمت بقدرة المواطن الشرائية والأسعار الفلكية المطلوبة في الأسواق، ما قد يحولها بالفعل إلى رفاهية لا حاجة، ويترك المواطن في مواجهة صقيع حلب الذي لا يرحم.

“راتبي لا يصل إلى المليون ليرة سورية، لا أستطيع دفع نصف الراتب لشراء مدفأة من أقل الأنواع جودةً”، يتحدث محمود خميس، متقاعد من سكان حي الصالحين لـ “الثورة”.

 

عجز عن الشراء

وأشار إلى أن أسعار المدافئ مرتفعة جداً بالنسبة له، وأنه لن يتمكن من تأمين سعر المدفأة بالأساس، ناهيك بتأمين الوقود أو الغاز الطبيعي أو حتى الحطب شهرياً.

 

وطالب خميس الشؤون الاجتماعية بالنظر لحال المتقاعدين ومحدودي الدخل، وتقديم الدعم المادي لتلك الفئات، إما عبر تقديم منح أو تخفيض الأسعار بما يتناسب مع قدرة المواطن ممن هم في مثل وضعه.

 

بدورها، عبّرت زهراء سلوم عن قلقها حيال دخول فصل الشتاء، وخاصة أنها عانت كثيراً في السنوات السابقة من مدافئ الحطب، التي ورغم تأثيرها الكبير على صحة المواطن، لما ينتج عنها من دخان سام، إلا أنها لا تعتبر أرخص بكثير مقارنة مع أسعار الحطب المرتفعة.

 

بينما أكد عبد الله خليفة، أحد سكان حي سيف الدولة، أنه لن يتمكن من شراء مدفأة جديدة نظراً لارتفاع أسعارها بشكل كبير.

مضيفاً: أمتلك مدفأة قديمة منذ سنين، وكنت أنوي شراء بديل عنها، لكن لا بديل عن تصليحها، وإعادة استخدامها مرة أخرى.

 

وطالب الجهات المعنية بالنظر في أسعار المدافئ، التي لا تتناسب ودخل المواطن على حد تعبيره.

 

 

 

بعضها يتجاوز المليونين..!

في جولة ميدانية لصحيفة الثورة، رصدت بعض أسعار المدافئ، الكهربائية منها والتي تعمل على الوقود “المازوت” أو الحطب، إذ تراوحت الأسعار ما بين الـ 200- 350 ألف ليرة سورية كحد أدنى لمدفأة تعمل على الحطب، فيما وصل السعر إلى مليونين ونصف المليون ليرة سورية، لبعض المدافئ التي تعمل على الغاز الطبيعي والكهرباء على حد سواء.

 

ويعود ذلك الاختلاف لفرق الأحجام والشركات المصنعة، فتلك التي أصبحت علامة تجارية متميزة في الجودة بين السوريين، تجاوزت أسعارها المليون ليرة سورية لمدفأة من الحجم الكبير تعمل على المازوت، أما تلك التي تعتبر أكثر تواضعاً من حيث الجودة، فتراوحت أسعارها بين الـ 300 إلى الـ 500 ألف ليرة سورية.

 

وتلك المبالغ بالطبع لا تشمل التكلفة كاملة، إذ سيحتاج المواطن إلى “البواري” لإتمام عملية التركيب، وهذه تصل سعر الـ 82 سم منها إلى عشرة آلاف ليرة سورية.

 

الأعلى سعراً

بينما تصدرت مدافئ الغاز الطبيعي والكهربائية المشهد، فكانت الأعلى سعراً في الأسواق إذ تراوحت الأسعار بين المليون إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية، حسب الجودة والعلامة التجارية والحجم.

 

وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال الوحيد: كيف سيستطيع الموظف، الذي يتقاضى مليوناً إلى مليوني ليرة شهرياً، أن يدفع كل تلك المبالغ، ناهيك بالتكلفة المترتبة على التدفئة شهرياً، كالمازوت أو الغاز الطبيعي أو حتى الحطب ؟!، وكيف سيتمكن من دفع مصاريفه الأخرى حتى نهاية الشهر؟.

 

 

 

في مرمى الرقابة

في حديثه لـ”الثورة”، يؤكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب عادل حلاق، أنه ومع حلول فصل الشتاء، تم تسيير دوريات على محال المدافئ، للتدقيق على الأسعار وفواتير البيع و الشراء، وتنظيم الضبوط العدلية بحق المخالفين للمواصفات والجودة، وإحالة ضبوط المخالفين إلى الجهات المختصة.

 

وبين أن المديرية، تعمل على الحد من تلاعب الأسعار، وذلك عبر تكثيف الرقابة التموينية على أسواق المدينة، و تسعى جاهدةً لحماية حقوق المواطنين.

وبينما تستمر معاناة المواطنين من الأسعار، تبقى الحاجة ملحة لضمان حق كل مواطن في التدفئة، والحماية من قسوة الشتاء، وخاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها كثير من الأسر الفقيرة.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خريجو كليات الهندسة دورة 2022 ينتظرون فرزهم إلى الجهات العامة ونقابتهم تقف إلى جانبهم وتسعى لتحقيق مطلبهم 

  متابعة:هيثم يحيى محمد   تلقينا معروضاً من مجموعة من خريجي كليات الهندسة دورة 2022 جاء فيه مايلي: نحن خريجو الهندسة لعام 2022، ما زلنا ...