آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » أسعار منافسة وخدمة “ديلفري” سيارات الخضار الجوالة.. نمط تسويقي يسجل حضوراً

أسعار منافسة وخدمة “ديلفري” سيارات الخضار الجوالة.. نمط تسويقي يسجل حضوراً

سجل مشهد السيارات الجوالة، المتخصصة ببيع الخضار والفواكه، حضوراً بارزاً في العديد من قرى وبلدات محافظة درعا، حيث لا يكاد يخلو شارع أو ساحة عامة منها، في وقت بات لهذه السيارات زبائنها الذين اتجهوا إليها للتسوق وشراء حاجاتهم، والاستفادة من أسعارها المنخفضة نسبياً بالمقارنة من أسعار المحال المتخصصة بل وحتى الأسواق.

أحد أصحاب سيارات الخضار الجوالة أوضح في حديثه لـ”تشرين” أن هذه المهنة ليست دخيلة ولا جديدة على المشهد التجاري، فهي – حسب وصفه – ظاهرة قديمة وجدت رواجاً في الأرياف، وخصوصاً في المناطق التي تقل فيها محال الخضار والأسواق الشعبية، حيث غدت هذه السيارات بمثابة “أسواق جوالة”، أتاحت أمام الزبائن فرصة للتسوق بأسعار مناسبة ومنافسة، فضلاً عن توفير خدمة الوصول بالمنتج إلى مكان المستهلك مباشرة.

يبدأ صاحب السيارة يومه باكراً – كما يؤكد – حيث يتجه مباشرة إلى أراضي الفلاحين بالتزامن مع قطاف المحاصيل أو إلى أسواق الجملة لضمان الحصول على تشكيلة أوسع من أصناف الخضار الموجودة، ليقرر بعدها وجهته التي يختارها مع ضمان أن يكون المكان المقصود على مسافة قريبة للتقليل من صرف المحروقات.

وكشف صاحب السيارة أن هذه المهنة محكومة بشرطين أساسيين، فكلما كانت الأسعار أرخص، كان الإقبال على الشراء أكبر، فضلاً عن نوعية وجودة الخضار التي يتم تسوقها والتي تعد رائزاً في ارتفاع الطلب على الأصناف التي يتم عرضها من الخضار.

وتتغير أصناف الخضار المعروضة في السيارات الجوالة تبعاً للمواسم، وحسب تأكيد تاجر خضار، فإنه في ذروة المواسم وعند وجود فائض في الإنتاج، تكون هذه السيارات أحد الحلول لتصريف الفائض، حيث تنشط الحركة ويكون البيع من خلالها بالجملة وليس بالكيلو، كمواسم إنتاج البندورة والبطاطا والبطيخ والرمان والجزر وغيرها من المحاصيل، أما في مثل هذا الوقت من العام الذي يقل فيه الإنتاج، فيلجأ البعض للتسوق بالمفرق ومن الأصناف الموجودة في الأسواق الرئيسة وبكميات قليلة.

بدورها أشارت إحدى السيدات إلى أنها اعتادت شراء حاجتها من الخضار من السيارات الجوالة والتي باتت خياراً مجدياً للتسوق، وحسب تأكيدها، فإنّ الشراء من هذه السيارات يحقق توفيراً في الأسعار يصل إلى 30% بالمقارنة مع تلك الموجودة في المحال، ومن جهة ثانية فإنّها توفر خدمة الوصول بالمنتج إلى باب البيت وهذا ما يوفر كثيراً من الجهد على ربات المنازل.

ولفتت السيدة إلى أنّ كثيراً من الأسر باتت تعتمد على هذه السيارات لإعداد المؤونة من الباذنجان والفول والبازلاء وغيرها من المحاصيل، التي يقوم الزبون بالتوصية عليها مسبقاً لتصله إلى أمام منزله، حسب وصفها.

وتظل الميزة الرئيسة لهذه المهنة هي استفادة أصحابها من قربهم من مناطق الإنتاج، ما يعني حسب تأكيد الخبير الاقتصادي عبد اللطيف أحمد، توفيراً في تكاليف النقل واختصاراً لحلقات الوساطة التجارية بين الفلاح والمستهلك، وهذا ما يحقق وفراً وانخفاضاً في أسعار هذا النمط التسويقي، بالمقارنة مع غيره من مطارح التسوق الأخرى سواء المحلات التجارية أو حتى الأسواق.

ويرى أحمد أن هذه المهنة ليست جديدة، بل هي مهنة قديمة ومتعارف عليها سابقاً، لكن تزداد وتيرتها أو تنقص تبعاً للمواسم الزراعية ووفرة المنتجات، لافتاً إلى أنّ الغالب على أصحاب هذه المهنة هم فئة البائعين الذين يتسوقون خضارهم من المزارعين مباشرة أو من أسواق الجملة، ثم يقومون ببيعها في القرى والبلدات بأسعار منافسة، وهذا ما يعطي لهذه المهنة ميزة إضافية أخرى وهي توفيرها للمئات من فرص العمل التي تتيحها بشكل مباشر.

وأشار أحمد إلى ما يمكن عدّه سبباً لرواج هذه المهنة وارتفاع أسهمها مؤخراً، وهي أجور النقل المرتفعة من مناطق الإنتاج إلى سوق الهال المركزي بدمشق، إذ وصلت أجرة السيارة إلى قرابة مليوني ليرة، وهذا ما دفع كثيراً من المزارعين لبيع منتجاتهم في أسواق المحافظة مباشرة لتوفير أجور النقل المرتفعة.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عودة خدمة الإنترنت إلى دير الزور والحسكة بعد إصلاح عطل في كابل ضوئي

أعادت الشركة السورية للاتصالات خدمات الإنترنت فجر اليوم إلى ‏محافظتي دير الزور والحسكة، بعد إصلاح العطل الذي وقع ‏ظهر أمس على أحد الكوابل الضوئية الرئيسية المغذية ...