أسماك جديدة في طرطوس وخطوات لتعزيز واقع الثروة السمكية

محمد محمود

رغم الشكاوى التي يطلقها صيادو طرطوس بشكل مستمر عن فقر الساحل السوري بالأسماك، وقلة كميات السمك التي يستخرجونها من بحره، تطل بين الفترة والأخرى أنواع جديدة وغريبة من الأسماك، كان آخرها ما سجله سوق السمك في بانياس لسمكة شفافة اللون غريبة المظهر ذات أسنان بارزة وحادة، وعيون جاحظة، ولشكلها المخيف أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي اسم سمكة الشيطان، في حين أطلق عليها أصحاب بعض محلات السمك اسم سمكة “بسيليقة”.
وبالتواصل مع الدكتور علاء الشيخ مدير فرع المنطقة الساحلية للثروة السمكية لمعرفة حقيقة الأنواع الجديدة الموجودة في الساحل السوري، وواقع الثروة السمكية فيه، بين الشيخ أن السمكة التي أثارت الجدل هي واحدة من خمسة عشر صنفا جديدا أو أكثر تم رصدها، وتسجيلها في السنوات الماضية في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في السواحل السورية، مبينا أن الاسم العلمي للسمكة الغريبة هو Sudis Hyalina، وهي سمكة ليست بجديدة حيث ظهرت للمرة الأولى في العام 2013، وتم رصدها مقابل شاطئ البسيط، وتعيش في المياه العميقة على أعماق 200 إلى 2000 متر، مضيفا: يصل طول السمكة إلى 100 سم وهي من الأسماك المفترسة وغير المؤذية أو الضارة بالإنسان.
وحول أسباب انخفاض كميات الأسماك البحرية المستخرجة من البحار السورية أشار الشيخ أن هذا الأمر يتعلق بعدة عوامل مهمة طبيعية وبشرية، فالأسباب الطبيعية مرتبطة بضيق الرصيف القاري لدينا (حتى عمق 200 متر) والذي يصل في أقصى حالاته لـ 5 كم بالمتوسط، كما أن قلة الأنهار التي تصب في البحر وبالتالي قلة المغذيات، وقلة الخلجان والرؤوس على الساحل والتي تعتبر ملاذاً أمناً لتكاثر الأسماك وقلة التيارات البحرية التي تحمل معها المغذيات البحرية تعتبر أسبابا هامة.
أما عن الأسباب البشرية، فقد أوضح الشيخ أنها عديدة كغلاء وسائل الصيد، والصيد المخالف، والصيد الجائر الناتج عن تطور وسائل الصيد.
ودعا مدير فرع المنطقة الساحلية إلى تحسين واقع الثروة السمكية في المياه البحرية السورية عبر خطوات مختلفة أهمها، حماية البحر من التلوث،وحماية الأسماك الموجودة فيه بمنع الصيد المخالف والجائر، ودعم وتشجيع إقامة المزارع السمكية (أقفاص عائمة) مطالبا بإنشاء معامل علفية متخصصة في مجال أعلاف الأسماك لدعم المربين، كما دعا لتشجيع البحوث العلمية في مجال الثروة السمكية والبيئة المائية، وتشجيع الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي في المياه البحرية والعذبة عبر إنشاء معامل متخصصة، ورأى الشيخ ضرورة إحداث كلية متخصصة بالعلوم البحرية، والأسماك في إحدى جامعاتنا، معتبراً أن هذا الأمر من شأنه تأهيل كوادر علمية متخصصة في كل مجالات الأسماك، لتعزيز نموها وانتشارها في البيئة البحرية السورية.
(سيرياهوم نيوز ٣-البعث)