آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » أصحاب الخبرة في إجازة والقرار بيد من لا يحمل شهادة جامعية..!!!

أصحاب الخبرة في إجازة والقرار بيد من لا يحمل شهادة جامعية..!!!

 

 

طلال ماضي

 

في مشهد يعكس خللاً بنيويًا في إدارة المؤسسات السورية، كشفت مصادر خاصة عن ظاهرة متنامية تتمثل في تولي طلاب الشريعة، وبعض المتقدمين لشهادة الثانوية العامة بصفة “أحرار”، مناصب إدارية حساسة في مؤسسات الدولة، حيث يقومون بتقييم عمل أساتذة جامعات وخبراء مهنيين، بل ويتحكمون بمساراتهم الوظيفية.

 

أحد الأساتذة الجامعيين، القادم من دولة أوروبية ويحمل سيرة ذاتية دولية مرموقة، فوجئ خلال اجتماع رسمي بأن المسؤول الذي يناقشه في ملف تقني حساس لا يحمل شهادة جامعية. وبعد سلسلة من الأسئلة، تبيّن أن المسؤول لا يزال يخطط لدراسة الماجستير، دون أن يكون قد أنهى دراسته الجامعية، وأن خلفيته الأكاديمية تقتصر على دراسة الشريعة.

 

إدارة الخبراء من قبل الطلاب

المفارقة لا تقف عند هذا الحد. ففي مؤسسة إعلامية بارزة، يقوم أحد الطلاب بإجراء مقابلات مع كبار الصحفيين، يوزع التعليمات، يصيغ الأخبار، ويقرر من يستمر في العمل ومن يُحال إلى الإجازة. ورغم محاولة أن تبدو المقابلات مهنية، إلا أن السؤال الأهم الذي يطرحه هو: “من أي منطقة؟ — ما يكشف عن منطق الولاء المناطقي في اتخاذ القرار، لا الكفاءة المهنية.

 

وفي وزارة الطوارئ والكوارث، تم استبعاد خبراء الزراعة وأساتذة الجامعات من المشاركة في تقييم حرائق الساحل، رغم خبرتهم الطويلة في إدارة الكوارث. وخلال محاضرة في نقابة المهندسين بدمشق، قاطع أحد كبار المهندسين المتحدث الرسمي، مؤكدًا أن المعلومات المقدمة مغلوطة، وأن أصحاب المهنة هم الأجدر بالحديث عن الحرائق. وبعد عدة محاولات للتصحيح، اضطر المهندس إلى مغادرة القاعة احتجاجًا.

 

مستقبل الكفاءات في سوريا

هذه الحوادث المتكررة تؤكد أن عديمي الخبرة باتوا يديرون شؤون من هم أصحاب اختصاص، في ظل عقلية “من يحرر يقرر”، حيث يُستبدل التقييم العلمي بالولاء السياسي أو الطائفي. ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة الجديدة، ووجود وزارة للتنمية الإدارية، لا تزال هذه الظواهر مستمرة، ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الكفاءات في سوريا.

 

صحيح أن الولاء لا يتعارض مع الخبرة، لكن التعامل مع الملفات التقنية والمهنية يجب أن يكون بمنطق الكفاءة، لا الانتماء. فإخماد الحرائق، على سبيل المثال، لا يحتاج إلى ولاء، بل إلى معرفة علمية ومهنية دقيقة.

 

ما نود قوله بوضوح: لا يمكن أن يستمر تقييم أساتذة الجامعات من قبل طلاب لم يحصلوا بعد على شهادة جامعية. فالمؤسسات لا تُبنى بالولاء وحده، بل بالكفاءة والاحترام المتبادل بين أصحاب الخبرة والموقع الإداري.

(أخبار سوريا الوطن 1-

(A2Zsyria

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التأمينات الاجتماعية: 423 مليار ليرة رواتب المتقاعدين بعد الزيادة على المعاشات في سوريا

    أوضح مدير عام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية حسن خطيب، أن المؤسسة انتهت من تنفيذ المرسوم رقم “103” لعام 2025، والقاضي بزيادة قدرها 200 ...