آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » أصوات تركية مؤيّدة: حان وقت «تصفير المشكلات»

أصوات تركية مؤيّدة: حان وقت «تصفير المشكلات»

|محمد نور الدين

تلقّى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، جرعة دعم قوية لخطوة الانفتاح على سوريا، من قِبَل حليفه، دولت باهتشلي، زعيم حزب «الحركة القومية». ومع أن مِثل هذا الدعم لم يكن مستبعداً، بالنظر إلى أن مصير باهتشلي وحركته باتا منذ عدّة سنوات رهينة إردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» تحت طائلة الاختفاء من المشهد السياسي، إلّا أن موقف «الحركة القومية» من شأنه أن يوضح بعض جوانب المسعى التركي الجديد. إذ وصف باهتشلي خطوة وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، نحو دمشق، بأنها «مهمّة وصائبة»، داعياً إلى «رفع مستوى التواصل مع سوريا»، مشدّداً على ضرورة «الانتقال إلى الحوار السياسي»، بوصْف الأخير «مهمّاً جدّاً للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب». وقال إنه «أيّاً كان من يعيش في هذا البلد، وإلى أيّ عرق أو مذهب انتمى، فإنه ليس عدوّاً أو خصماً لنا، بل هم إخوتنا وبيننا وبينهم روابط تاريخية وثقافية وإيمانية»، مشيداً بتصريحات تشاووش أوغلو حول المصالحة بين النظام والمعارضة السوريَين، وعادّاً إيّاها «شُحنة معنوية قوية، ويجب ألّا ينزعج أحد من ذلك». وأمل أن «يأتي عام 2023 وقد تطبّعت العلاقات مع كلّ جيراننا»، معتبراً أن «مِثل هذا التعاون سيكون فرصة لمناهضة الإمبريالية العالمية». وإذ رأى أن «تحالف الجمهور» بينه وبين إردوغان «يمثّل الإرادة السياسية الوحيدة للعيش معاً في هذه الجغرافيا»، فقد اتّهم «لقاء الستّة» الذي يمثّل أحزاب المعارضة الرئيسة، بأنه «شمّاعة ومجرّد أداة للإمبريالية وحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولين».

في المقابل، لا تزال دمشق ملتزِمة الصمت والحذر حيال الخطوة التركية، خصوصاً أن تركيز أنقرة على التعاون لمكافحة «الإرهاب الكردي» حصْراً يثير حفيظتها. صحيح أن الدولة السورية منزعجة للغاية من تعاون «قوات سوريا الديموقراطية» مع الاحتلال الأميركي، لكنّها عانت أيضاً ولا تزال من التنظيمات الإرهابية التي تقع في مناطق السيطرة التركية، ولا سيما في إدلب. وإذا كان الرهان التركي على تقديم «تنازلات» معيّنة لدمشق، مقابل دخول الجيش السوري في صدام مع الأكراد، فهذا في منتهى الخطورة؛ بالنظر إلى أن «وحدات الحماية» الكردية تظلّ جزءاً من النسيج السوري، وحوار الدولة معها لم ينقطع، وإمكانية التوصّل معها إلى قواسم مشتركة في إطار وحدة سوريا الجغرافية والاجتماعية غير مستحيلة، بل ميسّرة في حال بُذلت جهود مشتركة معقولة ومنطقية. لكن قبْل ذلك، أو بالتوازي معه، تتطلّع الدولة السورية إلى تقديم تركيا خطّة واقعية تقضي بانسحاب قوّاتها من مختلف المناطق التي تسيطر عليها، والتخلُّص بشكل أو بآخر من التنظيمات الإرهابية ذات المسمّيات المختلفة، وعندها فقط يمكن إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم الأصلية، وليس إقامة «مناطق آمنة» لهم؛ وعندها أيضاً يمكن تحديث «اتفاق أضنة» الذي لم يكن متكافئاً ولم يَعُد كافياً. وبالنتيجة، كما تحتاج تركيا إلى ضمانات أمنية إزاء أيّ تهديدات من داخل سوريا، فإن الأخيرة تحتاج إلى ضمانات مقابِلة بعدم تهديد أمنها، لا من الجيش التركي ولا من أيّ عناصر مسلّحة أخرى.
سيرياهوم نيوز3- الأخبار
x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة استهداف “تل أبيب”.. صدمة ودمار رهيب وتبادل لشظايا الصاروخ بين المستوطنين

حالة من الهلع والقلق بين المستوطنين الإسرائيليين بعد سقوط صاروخ من لبنان في مبنى في “تل أبيب” بشكل مباشر، حيث تحدّث المستوطنون عن الأضرار الناجمة ...