بأناملها الرقيقة وبحركة مرتعشة تمرر فاطمة الطعمة إبرة معدنية صغيرة في نهايتها قشة ذهبية مرنة بين أعواد من سعف النخيل ونبتة الحلفاء مشكلة أطباقا وأواني في غاية الروعة.
لا تمل الطعمة وهي من قرية الجديدة بريف حمص الشرقي من تكرار العملية السابقة مئات المرات فقد اعتادت منذ عشرين عاماً الجلوس لساعات طويلة بعد الانتهاء من الأعمال الزراعية لنسج أواني القش وإنتاج السلال وأطباق الطعام والزينة بأحجام مختلفة.
تقول الطعمة لنشرة سانا سياحة ومجتمع إنها ورثت هذه الصنعة عن أم زوجها حيث كانوا في مواسم الحصاد يأتون بالقش وينقعونه بالماء لتسهل حياكته ومن ثم تبدأ رحلتهم في حياكة أدوات المطبخ من أطباق مختلفة الأشكال.
وتشير الطعمة إلى أن مهنة صناعة القش أصبحت من الماضي وتعكس صورة الحياة التراثية لأهل الريف السوري حيث تطورت الصناعة واستغنى الكثيرون عن اقتناء تلك الأطباق فتحولت إلى زينة وتذكار تعلق على الجدران.
وتحتاج صناعة أواني القش وفق الطعمة إلى الدقة والتركيز لأن أي خطأ في دقة تناسق الأعواد قد يكلف خسارة ساعات طويلة من العمل لافتة إلى أنها زينت أطباقها بالكثير من الرسومات المحببة لديها تحضيراً لمشاركتها بالمعارض التراثية في مختلف المحافظات.
وتجد الطعمة في ليالي الشتاء متسعاً أكثر للعمل في حياكة الأطباق والصمديات بعيداً عن أيام الصيف الحارة وتقول إن سرعة إنجاز القطعة الواحدة أكبر.
عمل الطعمة يشكل مصدر رزق لعائلتها التي تتكون من ستة أبناء ولم تكتف بهذا العمل بل تقوم بزراعة الأرض المحيطة بمنزلها الريفي بأنواع الخضراوات التي تكفي استهلاك العائلة.
تمام الحسن
سيرياهوم نيوز 5 – سانا