آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » أطفالنا.. ما هي صفاتهم؟

أطفالنا.. ما هي صفاتهم؟

أيمن الحرفي:

كل طفل في هذا العالم تدور عيناه في محيطه باحثاً مفكراً عن شخصيته وهويته وكيانه ويسأل نفسه من أنا؟ ما هي المساحة المخصصة لي في عالم لم أر فيه إلاٌ العطف والحنان في الخلية الأولى وهي الأسرة لمجتمع كبير هو هذا العالم بما فيه من أقرباء وأصدقاء الكبار منهم و الصغار، تساؤلاته تأتي من خلال الصرخات الأولى طالباً الطعام منصتاً لنبضات الحب الصادرة عن نبع العطاء، كيف لا و هو الآن في جنة الحب والحنان.
1. لكن كل هذه الحديقة الوارفة من الحب والحنان لا يغني الأهل عن حيرتهم حول الصفات والسلوكيات التي سيتسم بها طفلهم، هل هي عادات موروثة أم مكتسبة؟ ما الذي علينا فعله كأهل حتى يتحلى ابننا بأجمل وأرقى الصفات؟

يؤكد معظم الأطباء والعلماء النفسيين بأن هناك عادات وصفات اجتماعية محددة مثل (الطيبة والخبث والأمانة والخداع ونحمل المسؤولية والتهاون و الاقتصاد والتبذير …) كلها ليست موروثة على الإطلاق و إنما يتعلمها الطفل في مراحل حياته أو ما تحويه من خبرات و تجارب و هي تختلف عن المزاج الذي يولد مع الطفل و لهذا فخبرة الأبوين في هذا المجال مطلوبة لتتماشى مع مراحل نمو الطفل و مع محيطه فالأهل شاؤوا أم أبوا لا بد لطفلهم من الاحتكاك بالخارج أطفالاً أم أصدقاء الكبار أو الصغار.
أما الصفات المكتسبة فمنها لون الشعر والخصائص الفسيولوجية من والديه.
وقد حددت إحدى دراسات علم الوراثة الصفات التي يمكن أن يرثها من الأم أو الأب ورد ذلك في تقرير خوسيه رولدان برييتو و الذي نشر في مجلة “بيكيا بادريس” الإسبانية (أن الأطفال يعتبرون مزيجاً معقداً من صفات كلا الوالدين وهم بالوقت ذاته بحاجة إلى تعلم الكثير من الأمور الأخرى من الأب و الأم فالطفل يمكن أن يرث عن والدته حركاتها و حتى الأرق أثناء قيلولتها ورغم أن الطفل يمكن أن يرث الجينات السائدة أكثر من المتنحية فإن لون شعر الأم يمكن أن يعطي على الأغلب لون شعر طفلها المستقبلي.
و لا يخفى علينا أن المجتمع بمحيطه مع البيئة يلعبان دوراً مهماً في تكوين شخصيته و بالتالي صفاته المكتسبة و يعتبر التركيب الوراثي من العناصر الأكثر اهمية في مزاج الطفل مثل عدم توقفه عن البكاء أو الصراخ. والطفل يمكن أن يكون أعسر مثلاً في حال كان أحد والديه أو كلاهما من مستخدمي اليد اليسرى.
و السؤال الأهم لدى الأهل ما دور الذكاء وهل هو مكتسب ام موروث؟، تجيب إحدى الدراسات الحديثة في جامعة كاليفورنيا أن الذكاء ينتقل إلى الطفل بفضل اثنين من الكروموسومات إكس من الأم وواحد من الأب و بغض النظر عن مستوى التعليم و الطبقة الاجتماعية والاقتصادية فإن مستوى ذكاء الأم يمكن أن يكون مؤشراً جيداً على مستوى ذكاء الطفل. والسؤال الذي يخطر ببالنا هل يمكن أن نغير من صفات أو سلوكيات طفلنا التي لا تعجبنا؟ والإجابة تقول بعد دراسات وأبحاث أن هناك طفل يتغير إلى حد كبير و آخر لا يتغير إلا بقدر محدود و المسألة متوقفة على آلاف المؤثرات الداخلية والخارجية التي يمر بها الطفل في مراحل حياته وما تحمل معها من خير و شر و نجاح و فشل و خيبة وأمل، و معظم الأطفال ليس لديهم رغبة في التغيير فهم يقاومون وإذا ما انهزم الطفل في معركة فتح معركة جديدة مبالغاً في عناده كلما شددنا، و يتصرف بمزاج حاد يثير التوتر في البيت، و من ثم يبحث بطريقة ذكية عما يثير عواطف أمه ليصل إلى ما يريد فيدعي الخوف تارة و الجوع و الألم تارة أخرى و يكثر من الطلبات و الاستجداء و من ثم افتعال الأسباب التي قد تفجر ثورات الغضب أملاً أن ينصاع والداه لرغباته، هذا العناد هو رسالة موجهة لوالديه وعليهما أن يفكا رموزها، و غالباً ما توضع هذه الرسالة بقالب سؤال: من صاحب الأمر؟ أنت أم أنا؟ والإجابة هنا ضرورية لعدم تكرار المحاولة مستقبلاً و لتحديد الصلاحيات، حالات تبدر من الطفل كالغضب و الصراخ والعناد و الغيرة و التمرد تلزم الأهل بإزالة أسبابها و توضيح الأمور بالحوار و الإقناع و بالشدة و الحزم في بعض الحالات و بالحكمة و الحلم في مواضع أخرى و أكثر الآباء نجاحاً هم القادرون على وضع أنفسهم مكان أبنائهم ليروا ما يرون و يفكروا كما يفكرون و يشعروا كما يشعرون ليتعلموا الوصول إلى قلوب اولادهم و يكسبوا ثقتهم و احترامهم وما لم يتقنوا هذه المهارة فإنهما سيبقيان في دائرة التصرف المؤذي و الضار للأسرة.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...