جدت دراسة اجتماعية هامة جديدة أن الأطفال الذين ينشؤون في أسر أحادية الوالد أكثر عُرضة بنسبة الضعف للإصابة بالأمراض النفسية والإدمان على الكحول في مراحل متقدمة من الحياة.
وتتفاوت الأسباب التي تقف وراء ظاهرة أحادية الوالدين، الذي ربما يكون الأب أو الأم، نتيجة لفقد الطرف الثاني من جراء الطلاق أو الموت أو الإنفصال أو الإنجاب دون زواج أو وصاية.
وناقش العلماء علىفترات طويلة من الزمن مدى تأثير العائلة على سلوكيات الأطفال، إلا أن الدراسة الأخيرة تكتسب أهمية خاصة لشموليتها ومتابعتها لمليون طفل، وعلى مدى عقد كامل، وحتى بلوغهم سن العشرينات، وفقاً للأسوشيتدبرس.
وأكدت الدراسة الأخيرة التي نشرت مجلة “لانسيت” الطبية أبعاد المشكلة الاجتماعية، إلا أن الأسئلة الدائرة حول كيفية وصول مثل هؤلاء الأطفال في آخر المطاف إلى إدمان الكحول والتعرض للأمراض النفسية تظل عالقة دون إجابات.
وتقترح الدراسة الحديثة أن المصاعب المالية التي تواجهها الأسر أحادية الأباء، ربما تلعب دوراً في الظاهرة، فيما تطرقت الدراسة إلى أراء بعض العلماء الآخرين الذي يعتقدون بأن نوعية الرعاية الأبوية التي ينشأ تحت ظلها هؤلاء الأطفال ربما تكون أحد الأسباب.
واستخدم القائمون على الدراسة السجلات الوطنية في السويد التي تغطي تقريباً كافة السكان وتحوي على معلومات اجتماعية – اقتصادية وصحية مفصّلة.
وأجريت الدراسة على 60 ألف طفل يعيشون مع والداتهم و 5،500 مع آبائهم، بجانب 921،257 طفل يعيشون تحت كنف الوالدين معاً. وتراوحت أعمار الأطفال في بداية البحث ما بين 6 إلى 18 عاماً ووجد العلماء أن الأطفال الذين عاشوا في أسرة أحادية الوالدين، أكثر عرضة بنسبة الضعف، للتعرض لأمراض نفسية مثل الإكتئاب الشديد وانفصام الشخصية (شيزوفرينيا)، كما ترتفع بينهم ظاهرة الإنتحار والإدمان على الكحول.
وتنتشر ظاهرة الإدمان على المخدرات بنسبة ثلاثة أضعاف بين الفتيات اللواتي تربين على يد والد واحد، وترتفع بين نظرائهن من الشباب إلى أربعة أضعاف.
وتطرقت الدراسة إلى أن العامل الاقتصادي ربما يلعب دوراً هاماً في الظاهرة، إلا أن بعض الخبراء ناقضوا مدى العلاقة، خاصة وأن الأمهات اللواتي يربين أطفالهن دون وجود الأب، في السويد يعشن حياة فوق خط الفقر مقارنة ببعض الدول الأخرى.
وحول ذلك قال د. ستيفن سكوت من معهد الطب النفسي في لندن إن ظاهرة الفقر قد تقلصت بشكل كبير في أوروبا خلال الـ20 و 30 عاماً الماضية، إلا أن معدلات تعرض الأطفال لأمراض نفسية ظلت كما هي.
سريا هوم نيوز /4/ موقع طرطوس