يعتبر غاز الرادون عديم اللون والرائحة ثاني أكبر سبب للإصابة بسرطان الرئة بعد التدخين. وعلى الرغم من خطورته، غالبًا لا يُدرج الأشخاص غير المدخنين أو من يدخنون نادراً ضمن برامج فحص سرطان الرئة، ما قد يعرّضهم لخطر متزايد دون علمهم.
لكن فريق بحثي من جامعة «كالغاري» في كندا كشف طريقة مبتكرة وبسيطة لتحديد التعرض الطويل الأمد للرادون، ما قد يساعد الأطباء في التعرف على هؤلاء الأفراد المعرّضين للخطر، حتى لو لم يدخنوا أبداً أو أقلعوا عن التدخين منذ فترة طويلة، وفقًا لموقع «ساينس أليرت».
أظافر القدم: أرشيف طبيعي لتعرض الجسم للسموم
أظهرت الدراسة التجريبية التي قادها عالم الكيمياء الحيوية آرون غودارزي والفيزيائي مايكل وايزر، أن قصاصات أظافر القدم تمثل مؤشراً موثوقاً لتحديد التعرض الطويل للرادون. بعد استنشاق الرادون، يتحول بسرعة إلى رصاص مشع يُخزن في الأنسجة البطيئة النمو مثل الجلد، الشعر، والأظافر.
ويشير الباحثون إلى أن قياس نظائر الرصاص في أظافر القدم يوفر وسيلة كمية للكشف عن التعرض على مدى العمر على مستوى الفرد.
صعوبة التعرف على التعرض للرادون
على عكس التدخين، فإن التعرض للرادون ليس سهلاً على المرضى الإبلاغ عنه. فمعظم الناس لا يدركون أنهم تعرضوا له، كما يختلف مستوى التعرض حسب الموقع الجغرافي، نوعية المباني، وطرق التهوية. على الرغم من وجود قوانين للتقليل من تراكم الرادون في المباني، إلا أن تطبيقها محدود في بعض الدول، وخاصة في المباني القديمة.
مصادر تراكم الرادون
ينبع غاز الرادون طبيعيًا من الأرض، ويتشتت في الهواء المفتوح، لكنه يتراكم داخل المباني المغلقة ذات التهوية السيئة. كما يمكن للمياه الجوفية الغنية باليورانيوم ومواد البناء مثل الخرسانة الخفيفة والفسفوجبس أن تسهم في تراكم الغاز داخل المنازل.
نتائج الدراسة
باستخدام تقنيات فائقة الحساسية، وجد الباحثون نظير الرصاص (210Pb) في 71% من أظافر القدم التي تم تحليلها. وأظهرت النتائج أن الأظافر لدى البالغين الذين تعرضوا لمستويات عالية من الرادون لمدة 26.5 عام احتوت على 0.298 فيمتوغرام من الرصاص لكل نانوغرام من الرصاص الثابت، مقارنة بـ0.075 فقط لدى من تعرضوا لمستويات منخفضة، أي بفارق 397%، ما يشير إلى تسجيل تاريخ التعرض في أظافر القدم.
كما أظهرت الدراسة أن مستويات الرادون المرتفعة يمكن اكتشافها في الأظافر حتى بعد ست سنوات من تقليل التعرض في المنزل.
التوسع في البحث
تجربة أكبر تشمل 10 آلاف شخص من المقيمين في كندا جارية حالياً للتحقق من فاعلية هذه الطريقة على نطاق واسع، عبر فحص منازلهم وأخذ عينات من أظافرهم. ويأمل الباحثون أن تسهم هذه البيانات في إدراج المزيد من الأشخاص غير المدخنين أو المدخنين نادراً ضمن برامج الفحص المبكر لسرطان الرئة، مما قد ينقذ حياتهم.
يتيح هذا الاكتشاف إمكانية الكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للرادون حتى بدون تاريخ تدخين طويل، ما يعزز فرص التشخيص المبكر والعلاج الفعال لسرطان الرئة، ويضع أظافر القدم كأداة طبيعية وموثوقة لرصد التعرض طويل الأمد للسموم البيئية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم