أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن سياسات الغرب هي التي تسبب مجاعات وارتفاع أسعار الطاقة، لافتاً إلى أن هناك كراهية فظيعة لروسيا في دوله، في حين أكد المتحدث باسم الكرملين أن بلاده لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، في حين أكد نائب وزير الخارجية الكسندر غروشكو تمديد العمل بصفقة الحبوب لمدة ستين يوما.
وخلال افتتاح المؤتمر التأسيسي لحركة «محبو روسيا» في موسكو، قال لافروف: «إن أوروبا تتصرف وفقاً للإملاءات الأميركية، والغرب يحاول فرض قيمه وقواعده على الجميع، ويحاول شيطنة روسيا، وتحميلها مسؤولية كل المآسي في العالم»، وذلك وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف لافروف: إن «المرحلة الراهنة محفوفة بالاضطرابات والمخاطر، وإن النازية تخيم اليوم على الدول الأوروبية بشكل واضح».
وأوضح لافروف أن روسيا لا تتعاون مع أحد ضد أحد ولا تطلب من أحد أن يتخذ أي موقف محدد، والجميع بإمكانهم أن يكونوا ذوي آراء مستقلة، ويتخذوا مواقفهم، مشيراً إلى أن إنشاء تحالفات مثل «أوكوس» هو دعوة للصدام لفترة طويلة.
وقال لافروف: «إننا نعرف أن الولايات المتحدة والأنغلوساكسونيين أخذوا زمام السيطرة في أيديهم، ويقولون للأوروبيين لا يوجد مكان لإستراتيجية أوروبية مستقلة، مضيفاً: «نحن لا نحشد أي أحد للحرب ضد الغرب إنما يجبروننا على الحرب، ولم نعرقل جهود أحد في الوصول إلى مصالحه بالطرق الشرعية، وإنما نصد العدوان وندافع عن شعبنا ومصالحنا».
بدوره، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن بلاده لا تعترف بإجراءات المحكمة الجنائية الدولية، حيث إن اختصاصها لا يمتد إلى روسيا.
ونقلت «سبوتنيك» عن بيسكوف قوله للصحفيين: «نحن لا نعترف بهذه المحكمة، ولا نعترف باختصاص هذه المحكمة. هذه هي الطريقة التي نتعامل بها معها، نحن نتذكر أنه لسنوات عديدة لم تكن هناك هيئات قضائية دولية، حتى تلك التي لا نعترف بها، ولا أعضاء المجتمع الدولي الآخرون يولون اهتماماً بتدمير البنية التحتية المدنية، وبقتل المدنيين من القوميين الأوكرانيين في دونباس».
وتعتزم المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في المستقبل القريب، فتح قضيتين حول ما سمّته «جرائم حرب» روسيا في أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وتشمل قائمة التهم «قصف البنية التحتية المدنية» و«ترحيل أطفال أوكرانيين قسراً»، وفقاً لقولهم.
وسبق أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هدف روسيا من العملية العسكرية الخاصة يتلخص في حماية السكان في إقليم دونباس، الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية من نظام كييف.
من جهة ثانية، أكد بيسكوف أن العلاقات مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها وأن الاتصالات بين موسكو وواشنطن كانت أكثر كثافة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أنه لا توجد في الوقت الحالي أي اتصالات بين الدولتين على أعلى مستوى.
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد تصريح الأخير بأن حجم المساعدة لأوكرانيا، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيرتبط بنتائج اجتماعه بالرئيس الروسي، أشار بيسكوف إلى أنه لم يتم حتى الآن أي حديث ولم يتم طرح أي مبادرات جدية مفصلة بخصوص عقد لقاء محتمل بين الرئيس بوتين وترامب.
في الغضون، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو تمديد العمل بصفقة الحبوب، وتأكيد طبيعتها كحزمة اتفاقات، مشدداً على أن موسكو ستسعى، لضمان الوفاء بجميع التزاماتها بموجب صفقة الحبوب، وإزالة جميع العقبات أمام توريد المنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن المفاوضات لا تزال جارية.
وفي وقت سابق أفاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، بترحيب موسكو، بفكرة تمديد العمل بصفقة الحبوب، التي سينتهي العمل بها في الـ18 من آذار الجاري، لمدة 60 يوماً إضافياً، فقط، في حين ذكرت وزارة الخارجية الروسية حينها أن دول الغرب تعمل على تخريب صفقة الحبوب، من خلال تنفيذ جزء واحد من بنود الاتفاقية، وهو الجزء المتعلق بصادرات المنتجات الغذائية الأوكرانية فقط.
وبهذا الصدد، قال غروشكو: إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون خلق بؤر للتوتر للمواجهة الجيوسياسية مع روسيا في كل من مولدوفا وجورجيا الدولتين الجارتين لروسيا، حيث نرى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على خلق المزيد من بؤر التوتر على طول حدودنا وتنظيم نوع من المنافسة الجيوسياسية في هاتين الدولتين اللتين تعتبران أساسيتين، حتى لأسباب جغرافية، للمصالح الأمنية الروسية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن