بقلم : هني الحمدان
وزارة “حماية المستهلك” لم يحالفها الحظّ في أيّ من مساعيها لتحقيق الحماية للمستهلك الذي كفر بكل أشكال وألوان الغلاء . جلّ قراراتها جاءت في خانة توسيع الهوّة والشرخ بين المستهلك وبينها ، فتهاوت الثقة ولم يعد لها مطرح , في ظل قرارات كانت قاسية ، ولعل آخرها ارتفاع سعر الخبز ، هذه المادة التي تغنّوا طويلاً بدعمها ، وبأنها ذات السيادة الحمائية ، وخطوطها حمر . لكن عناد وزارة ” التموين ” وإصرارها على تغيير المعادلات كان الأقوى ، فجاء القرار الذي يوصف بحق بأنه القرار الظالم ..
بدأت الوزارة سلسلة قرارات كانت مجحفة ونالت ما نالت من جيوب الفقراء والمحتاجين والمساكين ، ويا حسرتهم وويل وضعهم البائس .
ربما يكون لبعض القرارات مبررات ما ، لكنها جاءت صادمة , ومتلاحقة, وبنسب عالية ،وهذا بلا شك يلحق الاضطراب وفقدان أي سيولة ولو كانت ممتازة ، فالزيادات لبعض الأساسيات والسلع الضرورية تضاعفت وهذا بالعرف الاقتصادي إجحاف سيتأثر منه المواطن مع مرور الأيام ، فمبدأ ” الخبطة ” الثقيلة لن يكون سليماً ، بل سيلحق الأذى عما قريب ، وتظهر بعض المؤشرات الاقتصادية التي ستفرز مسائل اجتماعية خطيرة ..!
الانتقال السريع من خلال اعتماد بعض قرارات ذات أثر اقتصادي واجتماعي تنموي له من السلبيات العديدة ما يخلق تحديات تنموية وإيجاد حلول من الصعب تجاوزها بفترة وجيزة ، وخاصة في ظل تداعيات تراجع مؤشرات الاقتصاد والإنتاج ككل .
القرارات أخذت مسارها في حيز التنفيذ ،لكن الملاحظ وكما هو معهود هناك ما يدعو للاستهجان والضحك حقاً ،ولنا في قرار رفع سعر الخبز محطة مكشوفة أمام المواطن , تظهر هزالة طرح أجهزة الوزارة ،ومخاطبتها للمستهلكين وكأنها في برج عاجي ، والجمهور في خندق اللاوعي ،إلا أنها لم تع أن أي مواطن بات على دراية تامة بأدق التفاصيل والأسرار ،وهنا لا دواعي للخوض في ما ذهبت إليه تبريراتها الفارغة ،وتأكيداتها بضرورة إنتاج خبز ذي جودة عالية ومنع أي تلاعب ..!
جميلة هي الخطابات ،والأجمل أن من يطلقها ينساها أو يتناساها !.
المواطن أيها السادة لم تعد تنطلي عليه خطاباتكم و أقوالكم أو يقيم لكم وزناً ، لقد عرّتكم أفعالكم وقرارات الظلم ،وكأنكم بتلك الأخيرة ستغيرون خارطة الواقع ، لقد زدتم نسب الفقر ، وأتعبتم المواطن كثيراً في الانتظار لكي يحصل على لقمة عيشه ،انتبهوا لتصريحاتكم ولفنون تصنيعكم لأقفاص العيب ، فقط تابعوا حسن إجراءاتكم لضمان خدمات تليق بمواطن تعب كثيراّ جراء تخبطكم و” تعفيسكم ” وسوء تنفيذكم لمسؤولياتكم ..!
(سيرياهوم نيوز-تشرين1-11-2020)