زاهي حواس*
هل يمكن أيَّ باحث أن يستعمل صور الأقمار الاصطناعية كي يفهم ما في باطن الأرض على عمق 100متر؟ الإجابة هي مستحيل أن يحدث ذلك طبقاً للعلم، ولذلك وجدت أن المقال الذي نُشر عن وجود أعمدة أسفل هرم الملك خفرع في الجيزة والمؤتمر الصحافي الذي عُقد هما عبارة عن بروباغندا لبعض الأشخاص الذين يطلبون الشهرة عن طريق الأهرام المصرية.
نشر هذا الموضوع شخصان، Corrado MalangaFilippo Biondeو . الأول متخصص في الهندسة الكهربائية والثاني في الكيمياء الصناعية، و قد نشرا مقالهما في دورية باسم MDPI Remote Sensing ومن ينشر في هذه المجلة يدفع مبالغ مالية تحددها إدارتها، ولذلك يمكن أن ينشر أي موضوع، ولا نعرف من راجع هذا “البحث” قبل النشر.
وقد أشار الإثنان في المقال إلى أن هناك طريقة علمية جديدة لمعرفة ما في داخل الأرض باستعمال الأقمار الاصطناعية.
وفي مقدمة البحث كلام عن هرم الملك خوفو، وهي معلومات غير كاملة وتدل إلى عدم إلمام بدراسة الأهرام. وخلاصة البحث أن هناك خمس غرف أسفل الهرم مشابهة لغرفة الدفن الموجودة داخل هرم خوفو، وثمانية أعمدة تحت الهرم، كل عمود طوله 648 متراً، تحيط بها ممرات حلزونية، وفي نهاية هذه الأعمدة، غرفتان كبيرتان مقاس 80 80x متراً. وأشار العلماء المتخصصون في دراسة هذه الأجهزة إلى أنه لا يمكن لهذه الطريقة أن ترصد أعمدة حلزونية بعمق 648 متراً وغرفاً بطول 80 متراً بالإضافة إلى ممرات، ولذلك نقول إنه لا يوجد رصد اصطناعي في العالم قادر على كشف أمر بهذا الشكل.
هناك بعثات عملت داخل هرم الملك خوفو، أول بعثة من جامعة ستانفورد بالتعاون مع جامعة عين شمس، وكذلك بعثة حالية من علماء متخصصين في فروع العلم ويستخدمون أحدث الأجهزة من اليابان ويقودها العالم المصري د. هاني هلالة، ولم تعلن هذه البعثات أي اكتشافات، وهناك نقطة مهمة جداً تدحض هذا الكشف، وهي أن المصري القديم عندما بنى الهرم الثاني قام بتشييد قاعدة مربعة وتوجد حول الهرم حفر دائرية صغيرة استغلها المصري القديم في بناء القاعدة وبعد ذلك قام بالحفر حول الجوانب الأربعة في الصخر حتى تشييد القاعدة بطول ثمانية أمتار من الصخر، لذلك لا يمكن أن تكون هناك غرف وأعمدة أسفل القاعدة الصخرية، وما حصل هو بروباغندا من بعض هواة الشهرة الذين يريدون أن يسوّقوا أسماءهم في مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق كشف غير موجود.
*عالم مصريات متخصّص في عصر الأهرام
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار