حذر التيار الوطني الحر، أكبر كتلة مسيحية في لبنان، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اليوم السبت من تهميش الرئيس ميشال عون وكتل نيابية أخرى في المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
ويدور خلاف منذ أشهر بين الحريري وعون حول تشكيل الحكومة، مما يبدد الآمال في تغيير مسار الانهيار المالي المتفاقم في لبنان.
ويقول الحريري إن التيار الوطني الحر يحاول إملاء من يشغل مقاعد مجلس الوزراء حتى يكون له حق النقض (الفيتو) على القرارات.
واتهم التيار الذي يرأسه جبران باسيل، وهو أيضا صهر عون، الحريري بمحاولة حشد غالبية من أنصاره.
وجاء في بيان للتيار الوطني الحر أن المجلس السياسي للتيار الوطني الحر يحذر من “خطورة المنحى الإقصائي الذي ينتهجه دولة الرئيس المكلف في تعامله مع رئيس الجمهورية ومع الكتل البرلمانية المعنية”.
وجرى ترشيح الحريري السياسي السني المخضرم في أكتوبر تشرين الأول لتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 وألحق أضرارا بأجزاء كبيرة من المدينة.
وحكومة دياب باقية حتى الآن لتصريف الأعمال.
ويوم الاثنين، لم يحقق الاجتماع الثامن عشر بين الحريري وعون أي نتائج ملموسة.
ويمر لبنان بأزمة مالية عميقة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وهناك حاجة إلى حكومة جديدة لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الطريق أمام الحصول على مساعدات خارجية.
وانطلقت بعد ظهر اليوم السبت مظاهرة من الحراك الشعبي من منطقة الشفروليه في العاصمة اللبنانية بيروت باتجاه قصر بعبدا الرئاسي للمطالبة بحكومة انتقالية من خارج المنظومة الحاكمة.
وانطلقت المظاهرة بمشاركة مجموعات من النشطاء في الحراك الشعبي الذي انطلق في 17 تشرين أول/أكتوبر .2019
وأعلن المشاركون أن هذه المظاهرة تأتي استكمالاً لمظاهرتين سابقتين الأولى باتجاه مجلس النواب والثانية باتجاه مجلس الوزراء.
واعتبروا أن رئيس الجمهورية ميشال عون هو أحد مكونات المنظومة الحاكمة، وطالبوه بالاستقالة، كما طالبوا بانتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة، وأبدوا عدم ثقتهم برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة، وطالبوا بنظام بديل قائم على العلمانية.
وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات تدعو لمكافحة الفساد ولرحيل الرؤساء الثلاثة من بينها “يلا إرحل يلا فل ، الانهيار ما حدا شاف الخبز صار بثلاث آلاف”.
وحملوا لافتات من بينها: “البلد مخطوف والشعب رهينة، نعم لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان”، و “السلاح والفساد وجهان لسلطة مجرمة واحدة” وأخرى تطالب بكشف من استقدم نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت والتسبب بالانفجار، وغيرها تطالب بحياد لبنان.
يذكر أن لبنان يواجه أزمات سياسية وصحية واقتصادية ومالية أدت إلى انهيار عملته الوطنية. ولم تتمكن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت منذ 17 تشرين أول/أكتوبر 2019 من الضغط لمعالجة هذه الأزمات، أو تحقيق مطالبها وأولها رحيل المنظومة الحاكمة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم