وداد محفوض:
تردّي واقع رغيف الخبز في طرطوس، معاناة متجددة لسكان المدينة، حيث يعاني الرغيف العديد من المشكلات، ومنها (الرائحة السيئة أو صغر في الحجم أو الطعم غير المقبول، كأنه قد خُبز منذ عدة أيام مع أنه وصل للتو إلى المعتمد، لكن “لا شكل ولا طعم”.
وفي جولة لـ” تشرين” على بعض المعتمدين في عدد من أحياء طرطوس، التقت بعض المواطنين، ومنهم العم أبو محمد الذي أبدى عدم رضاه عن واقع الرغيف، لكنه لا يريد أن يتكلم لأن الحال لن يتغير!
وأردف: إن فرن الرمل كان جيداً حتى في أصعب أوقات الأزمة، لكن خبزه الآن لا يصلح للأكل، فهو الأسوأ خلال السنتين الأخيرتين.
أم علي تحصل على خبزها من معتمد يأتي به من فرن خاص، أكدت أن نوعية الخبز جيدة، لكن حجمه صغير وبذلك لا يفي حاجات أسرتها منه، فالربطة 14 رغيفاً بوزن كيلو ونصف، هذا إذا وصلت إلى ذلك، لكنها مضطرة إلى السكوت لأن المعتمد قريب من بيتها، متسائلة أين الرقابة على الأفران والمعتمدين، لأنه مع صغر حجم الرغيف أيضاً يتقاضى المعتمد زيادة على ثمن الربطة، فهي تدفع 1500 ليرة للربطة المزدوجة بدلاً من 1100 ليرة.
أما ياسر أحمد، فأوضح أن رغيف الخبز الآن مقبول ويمكن أن يصبح جيداً لو أنه يبرد في الأفران قبل تعبئته بالأكياس حتى تبقى الربطات طرية ولا تصبح كالعجين، وتجعلها في أوقات كثيرة غير صالحة للاستهلاك لأكثر من ساعات.
المواطن راجح أسعد، بيّن أن الخبز هو المصدر الرخيص الوحيد المتبقي لربِّ الأسرة ضمن دائرة الغلاء الفاحش في كل شيء، وأهمها المواد الغذائية، فلا يمكن الشكوى خوفاً من رفع سعره بحجة تحسينه.
من جانبه أشار المعتمد سالم سالم إلى أن نوعية الخبز بين المقبولة والجيدة، لكن الأهم أن رغيف الخبز بقي في متناول كل أسرة، وخاصةً الآن، لأن ضعف القوة الشرائية للمواطن باتت تجعله يفكر بأرخص المواد ليطعم أسرته، فالغلاء فاحش جداً، مضيفاً: لكن تخفيض عدد الربطات أحياناً يدخلنا في إرباكات مع المواطنين.
أبو علي معتمد وصاحب بقالية، يعزو المشكلات إلى نوعية الرغيف للوقت المحدد لوصول الخبز، مضيفاً: أحياناً تتأخر سيارة التوزيع، وتختلف جودة الخبز من فرن لآخر والناس يجادلوننا وكأننا السبب بسوء الخبز شارحاً خسارته ببقاء خبز متبقٍّ يدفع ثمنه ويتلف لعدم أخذ الكمية كلها، وإن قمنا ببيعه حرّاً يعاقبنا القانون.
مدير فرن الرمل حسن عبد الكريم في أوضح لـ”تشرين” أنهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه، لكن هناك بعض الصعوبات تخفض من جودة رغيف الخبز، كنوعية الطحين غير المناسبة والخميرة الجافة بدلاً من الطرية، إضافة إلى الطقس الحار في مثل هذه الأوقات من السنة، فهو يزيد من المشكلة.
وأكد عبد الكريم أنه مع بداية الشهر القادم سيصبح الوضع أفضل مع تحسن الطقس. لافتاً إلى أنه تتم تعبئة الربطات بعد تبريدها حسب المقاييس النظامية، لكن تعبئة الخبز وشحنه إلى صالات “السورية” وبأوقاتها المحددة يجعل ربطات الخبز تصل للمواطن بجودة متدنية، لأن تفريغ الحمولة يحتاج إلى وقت، كما أن إيصالها إلى جميع الصالات بنفس الوقت مربك.
من جانبه، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك نديم علوش بيّن لـ”تشرين” أن دورياتهم متواجدة دائماً وجاهزة لأي شكوى، وأي مخالفة، وتقوم الدورية بتنظيم الضبوط وإحالتها للقضاء عن طريق فرع الأمن الجنائي والمحكمة، وهناك ضبوط يصالح عليها خلال 7 أيام حسب نوعها، ونوّه بأنه تم تنظيم أكثر من 6500 ضبط منذ بداية العام ولن يتهاونوا بمسألة رغيف الخبز، لأنه حساس ويمس قوت المواطن
سيرياهوم نيوز١ _تشرين