رأى رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يحاول المماطلة وكسب مزيد من الوقت بالتصريح عن استعداده للحوار سعياً منه للحصول على دعم حلف شمال الأطلسي الناتو، في حين كشفت وثائق سرية عن «مخطط شيطاني» قام به الأمن الأوكراني قبيل فراره من مدينة خيرسون، في حين أعلنت السلطات الروسية أن أكثر من 845 ألف شخص لجؤوا إلى روسيا من إقليم دونباس وأوكرانيا.
ونقلت وكالة «تاس» عن فولودين قوله على موقع تيلغرام رداً على تصريحات زيلينسكي إن الرئيس الأوكراني قال الكلام ذاته قبل المحادثات التي جرت في تركيا عندما كانت قواتنا بالقرب من العاصمة كييف، مضيفاً إن روسيا قامت بتخفيض نشاطها في تلك المنطقة وسحبت قواتها ولكن الاستفزازات من الجانب الأوكراني استمرت وأتت أحداث بوتشا وتخلت كييف عن الالتزامات التي قبلتها والآن السيناريو ذاته يتكرر مرة أخرى.
وشدد فولودين أن على زيلينسكي أن يتخذ بعض القرارات المهمة إذا كان يهتم بشعب بلاده حيث خسرت القوات الأوكرانية حتى الآن 23367 جندياً واستسلم 1464 آخرين في ماريوبول حتى أمس في حين أن 2500 شخص محاصرون في معمل الصلب ازوفستال.
وقال فولودين إن على زيلينسكي أولاً سحب قواته من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين والالتزام بالاعتراف باستقلال القرم بموجب اتفاقية والتخلي عن الانضمام لتكتل ورفع العسكرة وإلغاء النازية من أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا هو الطريق الوحيد أمام الرئيس الأوكراني للخروج من الأزمة في بلاده.
وفي وقت سابق قال زيلينسكي إن أوكرانيا جاهزة للتراجع عن طلب الانضمام لحلف الناتو وعن موقفها من القرم ولكن ليس قبل أن توقف روسيا جميع الأعمال القتالية ضد كييف وتقوم بسحب جميع القوات.
إلى ذلك أعلن قائد المركز الوطني لإدارة الدفاع التابع لوزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف أن القوات الأوكرانية والقوميين المتطرفين يحتلون الحضانات والمدارس وغيرها ويتخذونها مقرات عسكرية لهم.
ونقلت وكالة «تاس» عن ميزينتسيف قوله إن القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب القوميين ينشرون معدات الإطلاق الخاصة بهم والأسلحة الثقيلة في حضانات الأطفال والمدارس الثانوية ومباني البلدية والمنشآت الطبية في عموم أوكرانيا ومن ضمنها مناطق ومدن دنيبروبيتروفسك وزابوروجي وكييف وأوديسا وسومي وخاركوف وتشيرنيغوف.
وأضاف ميزينتسيف إن منظمة الصحة العالمية لم تقدم بعد التقييم المناسب أو تعترض لكون المؤسسات الصحية لا تستخدم من قبل النازيين الجدد في أوكرانيا لأغراضها الأساسية كتقديم الرعاية الطبية ولكن تتم إساءة استخدامها وتحويلها إلى مقرات ومراكز لإطلاق النار وتنفيذ العمليات العسكرية.
وكان ميزينتسيف أكد أن سلطات كييف تعامل المدنيين الأوكرانيين بطريقة غير إنسانية ولا تأبه لمصيرهم وتتجاهل كل الأعراف الأخلاقية والقانون الإنساني الدولي، مضيفاً إن روسيا تملك قاعدة أدلة عملياتية بخصوص الجرائم المروعة الجديدة التي يحضر نظام كييف لاقترافها.
على خط موازٍ كشفت وثائق تم العثور عليها في أرشيف جهاز الأمن الأوكراني عن أن الجهاز قام قبل فراره من مدينة خيرسون بتجنيد أفراد من الدفاع المحلي لتنفيذ عمليات تخريبية في هذه المنطقة.
وتم العثور على هذه الوثائق السرية أثناء تدقيق أرشيف الملفات الشخصية لقوات الأمن الأوكرانية، التي تم العثور عليها مخفية في مستشفى خيرسون الإقليمي للأطفال.
وقال مسؤول بجهاز الأمن الروسي لوكالة «نوفوستي»: أثناء العمل مع الأرشيف تم تحديد اسم رئيس قسم الشرطة في ميناء «خيرسون» التابع لمديرية خيرسون للإدارة الرئيسية للشرطة الوطنية في منطقة خيرسون، مكسيم فلاديميروفيتش جاركوف، وهو أحد المشاركين في عملية «مكافحة الإرهاب» التي كانت تجريها قوات الأمن الأوكرانية في جنوب شرق أوكرانيا. واتضح أثناء أعمال التحقيق أن جاركوف كان يقوم بأمر من موظفي جهاز الأمن الأوكراني بتجنيد أفراد من وحدات الدفاع المحلي لتنفيذ أعمال تخريبية في مؤخرة القوات الروسية.
وأضاف المصدر أن أحد قادة الخلية الإرهابية هو ضابط قوات الأمن المحلية، فلاديمير أناتوليفيتش تشيكوفسكي، مشيراً إلى أنه يجري حالياً تحديد هوية باقي أعضاء الخلية.
بالإضافة إلى ذلك تم العثور في هاتف محمول لجاركوف على مراسلاته مع موظفي جهاز «كا» التابع لدائرة الأمن الأوكرانية في منطقة خيرسون، والذي كان جاركوف يقوم بتنفيذ تعليماته.
وأفادت وكالة «نوفوستي» أيضاً بعثور قوات الأمن الروسية خلال أعمال التفتيش في شقة جاركوف على مخبأ لوثائق سرية وقنابل يدوية وصمامات ومحطات إذاعية.
ونقلت عن المصدر قوله: إن الوثائق السرية للغاية التي تم العثور عليها مؤرخة في عام 2014، ما يشير إلى استخدام عملاء الشرطة الأوكرانية القدامى من قبل جهاز الأمن الأوكراني لتشكيل مجموعات إرهابية اعتباراً من عام 2014.
وتقع مدينة خيرسون الأوكرانية تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية منذ 24 شباط الماضي.
في غضون ذلك أعلنت السلطات الروسية أن أكثر من 845 ألف شخص من أوكرانيا ومنطقة دونباس وصلوا إلى روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر روسي قوله إنه وفقاً لأحدث البيانات الرسمية وصل إلى الحدود الروسية أكثر من 845 ألف شخص من أوكرانيا وإقليم دونباس، مشيراً إلى أنه يوجد في الوقت الحالي أكثر من 32 ألف لاجئ من ضمنهم 12 ألف طفل يتوزعون على مراكز إيواء مؤقتة في 45 منطقة في روسيا في حين أن الباقين تم توزيعهم على أقاربهم القاطنين في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس السبت إجلاء مجموعة من المدنيين لأول مرة من مدينة ايزيوم بمنطقة خاركوف الأوكرانية معظمهم نساء وأطفال إلى الأراضي الروسية.
سيرياهوم نيوز _ الوطن