أكدت روسيا أمس أن استمرار الغرب بتزويد نظام كييف بالأسلحة، يعرقل حل الأزمة وأن الولايات المتحدة تتخذ أوكرانيا ميدان اختبار للأسلحة الجديدة، لافتة إلى أنها تمكنت من إحباط مخططات الغرب لتفكيكها وعزلها واستطاعت ضمان التعاون مع أغلبية دول العالم، مشيرة إلى أن الاعتقاد بأن الأمن المستدام في أوروبا ممكن دونها «وهم».
وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن استمرار الغرب بتزويد نظام كييف بالأسلحة يعرقل حل الأزمة الأوكرانية، محذراً من أن تعرض روسيا للخطر يعني أن مصير العالم لن يتقرر في أوكرانيا وإنما خارج حدودها.
وقال مدفيديف في مقال نشرته صحيفة «إزفستيا» أمس: إن «أعداء روسيا يواصلون تزويد نظام الفاشية الجديدة في كييف بالأسلحة، الأمر الذي يحبط أي إمكانية لاستئناف المفاوضات كما يرفضون إدراك أن الأهداف التي وضعوها محكوم عليها بالفشل لا محالة».
ولفت مدفيديف إلى أن الغرب لا يزال يتغذى بوهم خطير مفاده بأنه فكك الاتحاد السوفييتي من دون طلقة واحدة وأنه قادر على جعل روسيا تنهار من دون أن يدفع ثمن ذلك، قائلاً: هذه الأوهام الخطيرة لن تنجح كما منذ عهد الاتحاد السوفييتي.
وشدد على أن الذي أوصل إلى إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هو الهستيريا المجنونة التي تملكت الغرب ورغبته الجامحة في تمزيق روسيا، مشيراً إلى أن التاريخ يثبت أن أي إمبراطورية تنهار تدفن نصف العالم تحت أنقاضها أو حتى أكثر.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تمكنت من إحباط مخططات الغرب لتفكيكها وعزلها، واستطاعت ضمان التعاون مع أغلبية دول العالم.
وقال لافروف خلال اجتماع أمس الإثنين مع ممثلي وزارة الخارجية في الأقاليم الروسية: لقد دخل العالم حقبة من التغييرات الجذرية التي لا رجعة فيها.. لم ننجح فقط في إحباط خطط الغرب الجماعي لعزل روسيا بل وحتى تفكيك أوصالها وضمان استمرار التعاون مع الأغلبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي أيضاً.
وأشار لافروف إلى أنه على مدار العام الأول للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا زاد عدد الدول التي ترغب في الانضمام إلى مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون بشكل كبير ووصل الآن إلى عشرين دولة.
وعلى خط موازٍ، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الإثنين، أن الكرملين يولي اهتماماً كبيراً لخطة الصينيين بشأن التسوية في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، تخضع تفاصيل الخطة لتحليلٍ دقيق.
وقال بيسكوف: إن أي خطط من شأنها أن تسهم في نقل الصراع إلى مسار سلمي جديرة بالاهتمام، مضيفاً: نتعامل مع خطة أصدقائنا الصينيين باهتمام كبير، وبالنسبة إلى التفاصيل، يجب أن تخضع التفاصيل لتحليلٍ دقيق مع مراعاة مصالح مختلف الأطراف.. هذه عملية طويلة ومرهقة للغاية.
في غضون ذلك أكد السفير الروسي لدى ألمانيا سيرغي نيتشايف أنه من السذاجة والوهم الاعتقاد بأن نظام الأمن المستدام في أوروبا ممكن من دون روسيا.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن نيتشايف قوله: «سيكون من السذاجة والوهم للغاية التفكير في إمكانية إنشاء نظام الأمن المستدام في أوروبا من دون روسيا، فما بالك إذا كان ضدها»، مشدداً على أن الأزمة الراهنة في علاقات روسيا مع ألمانيا غير مسبوقة في تاريخ ما بعد الحرب، وليس هناك أي استعداد من برلين لاستعادة العلاقات الثنائية.
وأعرب نيتشايف عن أمله في أن يفهم السياسيون الألمان عاجلاً أم آجلاً أن الضغط على روسيا لا طائل منه وأن لا بديل عن علاقات حسن الجوار لصالح السلام والاستقرار في القارة الأوروبية.
إلى ذلك أكد سفير روسيا لدى الصين إيغور مورغولوف أن واشنطن تسعى من خلال حربها ضد روسيا في أوكرانيا، لتحقيق عدد من الأهداف بما فيها استخدام منطقة الصراع كميدان اختبار أنواع جديدة من الأسلحة.
وقال مورغولوف في حديث لصحيفة «غلوبال تايمز» الصينية نشر أمس: من خلال شن الحرب ضد روسيا حتى آخر أوكراني، يحاول البيت الأبيض حل العديد من المشكلات دفعة واحدة، من بينها صرف أنظار مواطنيه عن المشكلات الداخلية الخطيرة التي تفاقمت على خلفية وباء كوفيد.
وأضاف: تحت ستار مساعدة كييف، تضخ واشنطن أموالاً جديدة في مجمعها الصناعي العسكري، ما يحفز أيضاً نمو عدد من القطاعات المرتبطة به، كما أنها تتخلص من الأسلحة القديمة عن طريق نقلها إلى أوكرانيا، وتستخدم منطقة النزاع كميدان اختبار أنواع جديدة من الأسلحة في ظروف القتال.
من جهة ثانية، وصف وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو الهجوم على خطوط أنابيب «التيار الشمالي» بالعمل الإرهابي.
وقال سيارتو لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «أياً كان ما حدث في خطوط أنابيب التيار الشمالي فهو أمر فاضح لأن هذه أول مرة يتعرض فيها مرفق بنية تحتية حيوية أوروبية لهجوم»، مشدداً على أنه: «أياً يكن من نفذه يجب اعتبار مثل هذا الهجوم إرهابياً، ونحن نؤيد إجراء تحقيق شامل وعميق ومفصل حول ما حدث، لافتاً إلى ضرورة أن تقدم الأمم المتحدة آلية للتحقيق في الحادث.
سيرياهوم نيوز1-الوطن