| سيلفا رزوق
أكد المندوب الدائم للاتحاد الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ألكسندر شولغين أن الأميركيين يحاولون دائماً تحويل المنظمة لأداة تخدم أجنداتهم السياسية، مبيناً أن الولايات المتحدة وحلفاءها عملوا على اختراق البعثات، كما حصل في حادثة دوما نيسان 2018 بهدف العبث بالتحقيقات وشن الهجوم على سورية وتحريف الحقائق وتوجيه اللوم إليها.
وقال شولغين خلال مؤتمر صحفي في مبنى وزارة الخارجية: الأميركيون كانوا يحاولون دائماً تحويل منظمه الأسلحة الكيميائية إلى أداة سياسية لتنفيذ أجندتهم السياسية وأميركا معروفة بأنها تستخدم دائماً حلفاءها والمنظمات الدولية من أجل استبدال القانون الدولي بأحكام أخرى من صنعها وتحقيق مصالحها، وبهذا ينتهكون القانون الدولي ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية لتنفيذ أجندتهم وأطماعهم السياسية.
ولفت شولغين إلى أن الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تخضع بشكل كامل للأميركيين وأجندتهم، وهناك بعثات وفرق للتقصي وهذه الفرق تحاول دائماً إصدار تقارير منحازة وتشوه الحقائق والنتائج.
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول التقارير المفبركة الصادرة عن المنظمة فيما يخص سورية وحادثة دوما المزعومة ومصير المنظمة في ظل محاولات التسييس المستمرة اعتبر شولغين أن محاولات الأميركيين لا تتوقف في استخدام المنظمات الدولية لمصلحتهم، مشيراً إلى التقرير الذي صدر مؤخراً بما يخص دوما، حيث حاول الأميركيون وحلفاؤهم البريطانيون والفرنسيون استغلال البعثات للهجوم على سورية وهم شنوا عدواناً ثلاثياً عليها عندما كانت بعثة المنظمة في دوما.
وبين شولغين أن الأميركيين يحاولون العبث في التقارير التي تصدر ولا تكون ملائمة لما يريدونه، فهم يسعون لإلقاء اللوم على سورية أياً كانت الوقائع والحقائق، ويحاولون توجيهها بما يناسب مصالحهم، وأضاف: «فيما يخص بعثة تقصي الحقائق الخاصة بسورية كان من بين اللجنة مفتشان صديقان وأرادوا أن يكشفوا الحقائق ويتحدثوا عن النتائج الأولية بأنها تتناقض مع ما يتحدث عنه الغربيون والأميركيون خصوص تورط سورية والمسؤولين السوريين والجيش العربي السوري بقصف الكيميائي على دوما، فكانت النتائج تتحدث عن غاز الكلورين الذي جرى إحضاره إلى مبنى في دوما ولم يتم ضربه من الجو كما يدعي الأميركيون، وعندما تحدث المفتشان عن ذلك، تحدثا بإرادتهما ولم يكونا مرغمين على ذلك، ولهذا السبب قامت واشنطن بإرسال ثلاث أشخاص مجهولي الهوية من واشنطن إلى البعثة ليحضروا اجتماعاتها وهؤلاء الأشخاص حاولوا أن يفرضوا رواية معينة عما حصل في دوما وأعطوا إملاءات للجنة وللأمانة الفنية ليحرفوا الحقائق ومسار التحقيق لكي يتم الوصول إلى إلقاء اللوم على الحكومة السورية، وكان هذا خرقاً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وخصوصاً المادة الثامنة في المعاهدة التي تمنع أي تدخل خارجي بعمل البعثات والأمانة الفنية، وهذا كان مثالاً معروفاً للجميع من خلال محاولات حرف التقرير عن مساره وتغيير النتائج»
شولغين شدد على أنه كان هناك دائماً تسييس لا ينتهي للأمانة الفنية ولعمل منظمه الأسلحة الكيميائية وقال: «إذا استطعنا العمل معاً لإعادة المنظمة لآلية الإجماع فسيكون ذلك انجاز مهم، وإذا لم نتمكن من ذلك فستكون المنظمة متجهة إلى الهاوية من حيث عملها، وربما تفشل في مواصلة مسارها المستقل لمراقبة ومنع انتشار الأسلحة الكيميائية».
شولغين أكد أنه ليس هنالك من شك على الإطلاق حول انفتاح سورية واستعدادها للقيام بما هو مطلوب لإغلاق ملف «الأسلحة الكيميائية» لكن على الرغم من ذلك تدخلت الدول الغربية في عمل فريق تقييم الإعلان المسؤول عن التحقق من الإعلان الأولي لسورية وتم أمرها بأن تقوم بنشر تقرير يمثل الأجندات السياسية للدول الغربية ومن خلاله هم لا يزالون يحاولون الحصول على النصر وعلى نتيجة توافق أجندتهم بخصوص القيادات السياسية، وخاصة هذا النوع من الضغوط الذي يمارسونه على سورية ضمن إطار عمل حظر الأسلحة الكيميائية.
وحول مؤتمر الاستعراض الخامس للمنظمة الذي عقد أيار الفائت حيث لم تتمكن الدول الغربية من تمرير مخططاتها في الوثيقة الختامية، بين شولغين أن المؤتمر الذي عقد في أيار وكان المقصود به الوصول إلى نسخة نهائية حيث من المهم جداً أن تكون بعثات التفتيش على مستوى عالٍ لضمان أنه لن يكون هناك انتهاك لاتفاقيه حظر الأسلحة الكيميائية، كما أن هناك تحد مهم آخر وهو محاربة الإرهاب الكيميائي لأنه ولأسباب عديدة هناك إرهابيون من داعش لديهم إمكانات الوصول إلى التقنيات المستخدمة في إنتاج الأسلحة الكيميائية، وقال: «نحن وزملاؤنا السوريون أصررنا على ضرورة رفع كل القيود المفروضة لتتمكن كل الدول من التعاون بشكل ناجح وعلى وجه الخصوص وفق المادة 11 من اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تتعلق بتبادل تقنيات الكيميائية فيما يتعلق في المواد غير المحصورة بالاتفاقيات، لذلك كنا قادرين على طرح هذه الأجندة الإيجابية لكن الأميركيين وحلفاءهم كانوا يدفعون باتجاه عكس ذلك، ونوعاً ما حاولوا احتواء وزرع فكرة بأن السوريين يشكلون مشكلة كبيرة أيضاً لوظيفة عمل المنظمة وكنا في هذه الوثيقة قريبين من الوصول على إجماع، لكن بقي 5 بالمئة فقط من الوثيقة ربما لم نكن قادرين على الوصول إلى تفاهم مشترك فيها، فدفع الأميركيون باتجاه تبنيها خارج الإجماع، وعملوا على الحصول على أعداد كافية لتبني هذه الوثيقة، لكن في الواقع عملنا كسوريين وروسيين مع الآخرين ونجحنا نوعاً ما في الوصول إلى موافقة بعثات أخرى على رواياتنا وعلى النهج الذي اتبعناه أيضاً، من خلال روسيا وسورية والصين وإيران والعديد من الدول الأخرى، لذلك ولأن الأميركيين كانوا خائفين من نتائج هذا الوضع ولخوفهم من عدم حصولهم على عدد كافٍ من الأصوات استسلموا في النهاية وقالوا لن يكون هناك تصويت، ودعونا ننهي هذا المؤتمر من دون تبني أي وثيقة نهائية، وهذا أمر مخيب للآمال لأن المنظمة يجب أن تقدم وثيقتها النهائية لكن مع ذلك يمكننا العمل سوية من دونها».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن