دحام السلطان
أكد مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة محمود العكلة أمس، أن واقع قطع مياه محطة علوك بريف مدينة رأس العين المحتلة لا يزال على حاله وأنه لا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه المحطة على الرغم من أن المساعي لحل تلك المشكلة لا تزال جارية مع الصديق الروسي، مشدداً على أنه لا حلول نهائية إلا بعودة المحطة إلى المؤسسة ودخول العاملين فيها للإشراف عليها.
ودخلت قضية قطع مياه الشرب القادمة من محطة «علوك» إلى مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي شهرها الثامن على التوالي، ولا يزال أكثر من مليون إنسان من مواطني المدينة وريفها الغربي، يعيشون كارثة إنسانية حقيقية اليوم، وسط صمت وتخاذل المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً على وقع الكارثة الإنسانية التي أجهزت على ما بقي من معاناة المواطن في الحسكة، بعد وقوعه تحت ظلم ومعاناة الحصار والتضييق عليه من جانب الاحتلالين الأميركي والتركي الموجودين على مساحات واسعة من أراضي المحافظة.
في الوقت الذي بقيت فيه معضلة محطة مياه علوك المصدر الوحيد لمياه الشرب في مدينة الحسكة وريفها الغربي من دون حلول مفيدة وقطعية على الرغم من كل المساعي الحكومية بالمحافظة مع الصديق الروسي، والمنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني لحل المشكلة وإنهاء معاناة المدنيين التي بدأت اليوم تتفاقم مع دخول فصل الصيف الحار، وانتشار الأوبئة والأمراض السارية، إلا أن جميع المساعي الدولية فشلت في تحييد محطة علوك عن الصراعات الدائرة في المنطقة.
وفي تصريح لــــ«الوطن»، أكد العكلة أن الحلول البديلة لا تزال على حالها ولا تفي بالغرض وقال: إنه «لا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه علوك»، مشيراً إلى أن جميع الحلول الموجودة اليوم هي خجولة جداً ومن دون المستوى المأمول، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي ما زالت تتم بالطريقة التقليدية كما هي الحال في المخيمات التي نُصبت للمهجّرين، من خلال محطات التحلية الموجودة في الحدائق العامة التي يصل عددها إلى ١٦ محطة عاملة من أصل ٢٠ محطة، وبطاقة إنتاجية يومية محددة بـ٢ م٣ فقط في الساعة، مع وجود نحو ٦٠٠ خزان ثابت موزعة على أحياء المدينة، سعة كل واحد منها ٥ م٣ أي بما يعادل ٢٥ برميلاً للخزان الواحد، ويتم تزويدها بالمياه بشكل يومي لحل ما أمكن ولو بجزء بسيط من حاجة المواطن من مياه الشرب.
وأوضح العكلة، أن الأنباء «غير الرسمية» الواردة من محطة علوك تفيد، بأنه تم تشغيل المحطة آخر مرة الخميس ما قبل الماضي من جانب أدوات الاحتلال التركي الموجودة في المحطة، حيث جرت عملية الضخ للمياه، بشكل ضعيف جداً، ولم تحل المشكلة، بل عقّدتها.
وأوضح العكلة، أن ورشات المؤسسة الفنية لم تدخل إلى المحطة للكشف عن الأعطال وصيانتها منذ تموز العام الماضي، مشدداً على أنه لا حلول نهائية إلا بعودة المحطة إلى المؤسسة وبإشراف العاملين فيها.
وأشار العكلة إلى أن المحطة والأراضي المحيطة محتلة من قبل القوات التركية لمسافة طولية تصل إلى ٣٠ كم منذ التاسع من شهر تشرين الأول ٢٠١٩، حيث انقطعت المياه عن المدينة وريفها الغربي نحو ٣٨ مرة وأطولها الفترة الحالية التي بدأت منذ الثاني من شهر تشرين الثاني الماضي.
وختم العكلة تصريحه بالقول: إن «المساعي لا تزال جارية مع الصديق الروسي للانتهاء من المشكلة التي أصبحت كارثة إنسانية مزمنة».
سيرياهوم نيوز1-الوطن