آخر الأخبار
الرئيسية » غير مصنف » ألعاب إلكترونية (قاتلة) تغزو العقول… ودور الأسرة محوري في التوعية

ألعاب إلكترونية (قاتلة) تغزو العقول… ودور الأسرة محوري في التوعية

مع التطور الكبير الذي شهده مجال البرمجيات والألعاب الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة وبما تتمتع به تلك البرامج والالعاب من جاذبية كبيرة للأطفال واليافعين وحتى الكبار أضحت تشكل مصدراً للقلق وفي بعض الأحيان خطراً على حياة مستخدميها وخاصة الأطفال ولتتحول من وسيلة للترفيه إلى أداة لنشر ثقافة العنف والقتل وحتى الإدمان الإلكتروني.

من التوتر إلى الإدمان علامات تنتج عن تعلق الأطفال بالألعاب ووفق السيدة منى وهي أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9 و15 عاما فإن آثار تعلق ابنائها بلعبة البابجي تتراوح بين السلوكيات العصبية والتوتر واللامبالاة بالدراسة وعدم الاحترام وحتى رفض أي أمر أو نصيحة للوالدين في حال تم حرمانهم من اللعبة.

حال السيدة سمر ليس أفضل مع ابنها ذي العشرة أعوام فهي اليوم تبحث عن “حل ناجع ينقذ طفلها من الإدمان على الألعاب الإلكترونية التي حولته إلى شخصية انطوائية” مؤكدة أنه يجب التصدي لهذه الألعاب بكل الوسائل لما لها من نتائج سلبية على الطفل والمراهق.

دراسة أمريكية نشرت في مجلة الطب السلوكي الحيوي وهي المجلة الرسمية للرابطة الأمريكية للطب النفسي خلصت إلى أن المراهقين الذين يمارسون الألعاب الرقمية العنيفة لمدة تفوق ثلاث ساعات يوميا لديهم ردود أفعال جسدية ونفسية عنيفة كما أن متابعة الألعاب العنيفة تحرض على السلوك العدواني والغضب إضافة إلى مشاكل صحية بالنوم واضطراب عدد ضربات القلب.

تأثير الألعاب الإلكترونية لم يقتصر على الأطفال والمراهقين وإنما تعداهم ليصل إلى فئة الشباب الناضجين وليتسبب بمشاكل أسرية وخلافات وإهمال للعمل والواجبات كما حدث مع الشاب غدير الذي يبلغ 28 عاما ولديه طفلة وجد نفسه “يغوص في عالم اللعبة الإلكترونية” وفق ما قال غير مبال لما يحدث لعائلته لدرجة أنه يجد اللعبة أهم من تأمين احتياجات أسرته ومهامه كموظف.

حوادث كثيرة نسمعها عن انتحار طفل أو حتى شاب بسبب تأثير بعض الألعاب الإلكترونية ومنهم طلاب في الجامعات فالطالبة حلا تحدثت بحزن عن زميلها في كلية الزراعة الذي “توفي بنوبة قلبية بسبب خسارته في لعبة البابجي” وروت الكثير من الخلافات بين الشباب على أحداث اللعبة ونتائجها.

رغم تأثيراتها السلبية في الأجيال إلا أن صناعة الألعاب الإلكترونية تبقى صناعة رائجة كما صناعة الأسلحة لأنها تدر أرباحا خيالية على صناعها.

فوفق دراسة صدرت عن منظمة برمجيات الترفيه التي تعنى بتحديد تقديرات الأعمار والمحتوى لألعاب الحاسوب والفيديو في ألمانيا فإن “معدل نمو أرباح قطاع الألعاب الإلكترونية ينمو أربع مرات أسرع من اقتصاد الولايات المتحدة وأن هذا القطاع يضيف ما مقداره 2ر6 مليارات دولار سنوياً إلى الناتج المحلي الأمريكي وتصل أجور العاملين فيه إلى 95 ألف دولار سنوياً ما يفسر سبب الاستماتة في نشر هذه الألعاب على امتداد العالم.

الاختصاصية والاستشارية النفسية الدكتورة سلاف معروف أشارت في حديثها لمندوبة سانا إلى أن الألعاب الإلكترونية صممت من قبل أشخاص متخصصين في العلوم النفسية يستهدفون زبائنهم “ضحاياهم المحتملين” في أوقات يكون فيها التركيز والنشاط الذهني منخفضا جدا ومشوشا كأوقات الليل المتأخرة أو الصباح الباكر فيعطونهم “إيعازات” ليقوموا بتنفيذها كالانتحار والقتل كما في لعبة “الحوت الأزرق ومريم” والمطاردة والعنف واللعب بالنار والأسلحة كما في لعبة “جنية النار والبوكيمون والبابجي”.

وبينت الاختصاصية النفسية أن مخترعي هذه الألعاب يستهدفون شرائح عمرية مختلفة وبالأخص الأطفال والمراهقين للاستحواذ على عقولهم وتقديم كل المغريات والتسهيلات للدخول في اللعبة والانغماس فيها إلى الحد الذي يصعب فيه التوقف والانسحاب حتى الوصول إلى نقطة لا رجعة فيها نقطة إنهاء الحياة تنفيذا لتعليمات وأوامر مخترعي اللعبة المحركين السريين لكل خيوطها.

وأكدت الدكتورة معروف أن لعبة “الحوت الأزرق” تعد من أخطر الألعاب الإلكترونية الحالية في العالم إذ تسببت منذ ظهورها بانتحار ما يفوق الـ100 شخص عبر العالم موضحة أن النتائج السلبية لهذا الإدمان على الصحة النفسية تظهر من خلال الموجات الكهرومغناطيسية قصيرة التردد التي يتلقاها الطفل باستمرار ولأوقات طويلة تؤثر في كهربائية الدماغ ما تسبب في توليد نوبات من الصرع إضافة إلى العزلة الاجتماعية والعزوف عن التواصل والاكتئاب.

وحول أهمية استثمار التقنيات في التعلم ذكرت الاختصاصية في التربية وصعوبات التعلم والنطق فاديا بدر ضرورة سن قوانين وتشريعات تجرم المواقع التي تبث ألعابا مؤذية مع تشديد الرقابة الأسرية في المنزل على الأطفال وتعليمهم المنافسة مثل ألعاب الذكاء والألعاب الرياضية لكونها بدائل سليمة ومفيدة وتلبي الرغبة في الانتصار والفوز لدى الأطفال.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أضافت اضطراب الألعاب الرقمية إلى التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض العقلية ذات الصلة وهو “مرجع للأمراض المعترف بها والقابلة للتشخيص” معلنة أن إدمان الألعاب الرقمية يسبب اضطرابا في الصحة العقلية شبيها بتعاطي المخدرات والقمار وغيرها من الممارسات الإدمانية الخطيرة.

محاسن العوض

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إردوغان منتشٍ بعودة ترامب… ويعود إلى «نغمة» منبج وتل رفعت

علاء حلبي     بالتزامن مع نشوته بفوز «صديقه» دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وبدء الحديث عن إمكانية انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا ...