علي سرور
احتضنت لوس أنجليس، أمس الخميس، النسخة العاشرة من الاحتفال السنوي لتوزيع جوائز ألعاب الفيديو. إلا أنّ الأجواء الاحتفالية ترافقت مع ترقّب كبير لهذا القطاع الذي يعاني بشكل غير مسبوق، بعدما شهدت 2024 موجات صرف موظّفين كبيرة وإغلاق استوديوات كثيرة، في ما وُصف بأنّه إحدى أسوأ السنوات في تاريخ قطاع ألعاب الفيديو.
في هذا السياق، نشر رئيس إحدى استوديوات ألعاب الفيديو البريطانية، مايك بيثيل، على منصّة «بلو سكاي»، تعليقاً أكد فيه أنّ مجال ألعاب الفيديو «قاتم خلف الكواليس»، مضيفاً أنّ القطاع عاش حالة «سقوط حرّ» خلال العامين المنصرمين.
من جهته، كشف موقع Game Industry Layoffs أنّ قطاع الـ«غايمينغ» خسر خلال العام الحالي ما لا يقلّ عن 14,500 موظّف حول العالم، بعدما كان قد فقد 10,500 السنة الماضية.
وبالفعل، أغلقت استوديوات عدّة أبوابها، فيما أعلنت شركة «يوبيسوفت» الفرنسية العملاقة في مطلع كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي إغلاق فرعَيْها في مدينتَيْ سان فرانسيسكو الأميركية وأوساكا اليابانية. كما أقفلت شركة «سوني» في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي استديو «فاير ووك» التابع لها والمسؤول عن لعبة «كونكورد» على أجهزة «بلايستايشن»، بعد انطلاقة وُصفت بالـ«كارثية» أدّت إلى إغلاقها بعد ثلاثة أشهر فقط، إلى جانب صرف 210 موظفين، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».
ورغم أنّ سوق ألعاب الفيديو تواصل نموها مع إيرادات وصلت إلى 187.7 مليار دولار خلال العام الحالي بحسب شركة «نيوزو» المتخصصة في متابعة بيانات القطاع، غير أنّ الاستوديوات والشركات الناشرة تواجه انخفاضاً كبيراً في الاستثمارات منذ سنتين، مع تحويل الأموال إلى قطاعات أخرى أبرزها الذكاء الاصطناعي.
وفي حين صمدت بعض الألعاب الرئيسية في القطاع كأحدث نسخة من «كول أوف ديوتي» التي حققت أفضل بداية لنسخة من السلسلة الشهيرة بحسب شركة «أكتيفيجن بليزرد» الناشرة لها، سجلت ألعاب عدّة كانت تعلّق عليها آمال كثيرة مبيعات مخيبة، على غرار الجزء الثاني من «فاينال فانتاسي 7» و«ستار وورز آوتلوز».
استحوذت «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن بليزرد» العام الماضي
استحوذت «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن بليزرد» العام الماضي
في هذا السياق، يشير المحلل في شركة «نيكو بارتنرز» المتخصّصة في سوق ألعاب الفيديو، دانيال أحمد، إلى أنّه من الصعب على الألعاب الجديدة إثبات نفسها في سوق تحتكر فيها حفنة من الألعاب وقت اللاعبين وأموالهم، مشيراً إلى ألعاب «فورتنايت» و«ماينكرافت» و«جي تي ايه 5».
والجدير ذكره أنّ اللعبة الأكثر رواجاً لهذا العام كانت من الصين، وهي «بلاك ميث: ووكونغ» التي حققت نجاحاً مبهراً. ولفت أحمد إلى أنّه بحسب التقديرات، باعت اللعبة أكثر من 25 مليون نسخة في العالم، 70 في المئة منها في الصين التي تضمّ نحو ربع السوق العالمية بحوالى 722 مليون لاعب.
اكتسحت «بلاك ميث: ووكونغ» سوق ألعاب الفيديو
اكتسحت «بلاك ميث: ووكونغ» سوق ألعاب الفيديو
يأتي ذلك في وقت تحسّن فيه الصين موقعها في مجال الألعاب المخصصة للهواتف المحمولة والألعاب المجانية، مستفيدة من انخفاض تكاليف التطوير مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا. كما أنّها تضم شركات عملاقة في هذا المجال، منها «تينسنت» و«نت إيز».
ويشرح أحمد أنّ اندفاعة الاستديوات الصينية لإطلاق ألعاب ذات ميزانية كبيرة لا يزال في بداياته، مشيراً إلى أنّ رقعتها ستتّسع أكثر في السنوات المقبلة.
أخبار سورية الوطن١_الأخبار