تستفيد حكومة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز من تلك الهوامش الوقتية والزمنية التي تؤسسها عملية مراقبة على مدار الساعة في الأردن لآخر تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الأردن الرسمي يريد أن يستيقظ في أي صباح وقد انتهت تماما فرصة عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الإدارة مجددا حيث قطيعة لن تحصل سابقا بين الأردن والبيت الأبيض في ظل إدارة ترامب.
وحيث إصرار أردني طوال الوقت على تخفيف أي لقاءات مع ترامب ورموز إدارته وبصورة قصدية تجنبا للمطبات والكمائن.
ويكشف مصدر غربي مطّلع جدًّا لـ”رأي اليوم” النقاب عن سلسلة من المخاوف الأردنية رافقت التواصل الحذر مع إدارة ترامب وتفسّر بالمُقابل تلك المخاوف سعي العاهل الملك عبد الله الثاني مرارا وتكرارا لتجنّب طلب مقابلة ترامب شخصيا وحرص المسؤولين الأردنيين بين الحين والآخر خلافا للعادة على تجنّب التواصل قدر الإمكان مع إدارة ترامب ورموزها.
المخاوف طبعا تشمل تصريحات وتغريدات من الطراز الترامبي الذي يحرج أو يخرج عن السياق.
وتشمل مفاجآت من إعلانات قد يكون لها علاقة بمؤتمر البحرين أو صفقة القرن مع أنّ الاردن متحفّظ عليهما.
بكل حال أوساط القرار الأردنية منشغلة جدًّا بآخر مستجدات الانتخابات الأمريكية الرئاسية والاعتقاد راسخ بأن بوصلة هذه الانتخابات قد لا تُحسم تمامًا قبل ثلاثة أشهر في الحد الأعلى.
والاعتقاد راسخ أيضا بأن تلك البوصلة سيكون لها بصمة مؤثرة ليس فقط على ملف القضية الفلسطينية ومساحات الاشتباك الأردني مع تفاصيلها.
ولكن أيضا على ملفات داخلية أردنية من بينها مسالة الانتخابات وتركيبة برلمان المستقبل ونهايات ملف الإصلاح السياسي وماذا سيُقال أو لا يُقال أو يُفعل أو لن يُفعل في ذلك السياق، الأمر الذي تشاء الصدف أنه يؤثّر بالنتيجة على توقيت إجراء انتخابات الأردن وبقاء أو رحيل حكومة الرئيس الرزاز الذي يسترسل بدوره بخططه ومشاريعه مستثمرا في الفارق الزمني أثناء الوقوف على محطة انتظار مستجدات الانتخابات الأمريكية.
يزيد هنا الاعتقاد وسط النخبة الأردنية بأن غياب ترامب مع نهايات العام الحالي عن المشهد يخفف وطأة ضغوط طاقمه على الأردن فيما يتعلّق بصفقة القرن.
ويزيد أيضا الاعتقاد بأن النقاط التي يخسرها ترامب اليوم لصالح منافسه الأبرز جو بايدن قد تُساهم في تحديد ملامح وهوية محطّات الإصلاح في الأردن، ولذلك تنشغل النخب الأردنية في مُتابعة التفاصيل.
وآخر مستجدات القراءة الداخلية الأردنية تتحدّث عن زيادة ملحوظة الأسبوع الماضي في فرص بايدن وعن مواقع يخسرها بالتدريج ترامب وإن كان لازال قويًّا جدًّا خصوصا في أوساط اليمين الأبيض في الوقت الذي ستزيد فيه فعلا فرصة بايدن خلال الأسابيع الخمسة المقبلة إذا ما وجدت دعوات الأمريكيين السود وحلفاءهم في الشارع طريقها نحو تنظيم حملات بدأت ترصدها السفارة الأردنية في واشنطن تحت عنوان التأطير والتنظيم الجماعي لمشاركة السود بكثافة في الانتخابات المُقبلة.
لذلك تبدو مراقبة المستجدات والتفاصيل في المشهد الانتخابي الأمريكي من الأولويات اليوم في بلدٍ مثل الأردن.
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 23/6/2020)