آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » ألغاز كثيرة وإجابات مفقودة: عملية تل أبيب تحيي كوابيس العدو

ألغاز كثيرة وإجابات مفقودة: عملية تل أبيب تحيي كوابيس العدو

أحمد العبد

رام الله | حسمت إسرائيل تردّدها بعد ساعات من الانفجار الذي هز تل أبيب مساء الأحد، مؤكدة، على لسان شرطة الاحتلال و«الشاباك»، أن ما جرى «عملية هجومية» استُخدمت فيها عبوة شديدة الانفجار، ورافعةً درجة التأهب والاستنفار في منطقة «غوش دان». كما بدأ جيشها شنّ عمليات بحث وتمشيط، داعياً المستوطنين إلى الحذر واليقظة والتبليغ عن أي شخص أو جسم «غريب». وكانت العملية قد أحدثت حالة من الإرباك والتوتر في صفوف المستوطنين، وكذلك المنظومة الأمنية والاستخباراتية التي احتاجت إلى ساعات عدة لتعلن أن الهجوم وقع على خلفية قومية، وأن المنفذ وصل من الضفة الغربية، مرجحةً أن يكون من منطقة نابلس. ورغم تكتّم الاحتلال على تفاصيل العملية، إلا أن هذه الأخيرة أثارت أسئلة لا تزال من دون إجابات قاطعة، على غرار: كيف وصل المنفذ وبحوزته عبوة ناسفة كبيرة الحجم وشديدة الانفجار إلى العمق الإسرائيلي؟ ومن الذي يقف خلفه؟ وكيف استطاع اختراق حالة الاستنفار القصوى القائمة منذ أسابيع سواءً في شمال فلسطين المحتلة أو في الضفة الغربية، وبدرجة أعلى في الداخل المحتل، تحسباً لردّ من إيران و«حزب الله» على اغتيال القائدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر؟وفي ظل الضبابية في التقديرات الأمنية الإسرائيلية وشح المعلومات، أعلنت «كتائب القسام»، رسمياً أمس، مسؤوليتها عن العملية بالاشتراك مع «سرايا القدس»، مؤكدة أن العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل ستعود إلى الواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرّت سياسة الاغتيالات. وفي المقابل، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن الناطق باسم شرطة الاحتلال قوله إن الغالب «أن التفجير في تل أبيب، والذي وقع بالقرب من كنيس فيه عشرات المصلين، هو عمل إرهابي»، وإنه «لو نجح المنفذ في الوصول إلى الكنيس أو إلى مجمع تجاري، لكانت نتائج فعله كبيرة». وسبق ذلك انتشار روايات متضاربة، من بينها أن الهجوم ذو خلفية جنائية ذات صلة بعصابات الإجرام، وأن المنفذ كان يحمل عبوة من دون أن يتّضح ما إن كانت العبوة انفجرت قبل الوصول إلى الهدف، أو كان الهدف قد زرعها في الشاحنة.

ورغم إعلان الاحتلال أن المنفذ جاء من منطقة نابلس، يبدو أن هذا الترجيح ليس قاطعاً؛ إذ دأبت سلطات العدو بعد كل عملية على نشر اسم المنفذ ومكان سكنه، بل ومداهمة منزله والاعتداء على أهله، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. كما أن السلطات الإسرائيلية لا تزال عاجزة عن تحديد الجهة التي أرسلته، فيما تراوحت التقديرات والتحليلات بهذا الخصوص ما بين تنظيمات فلسطينية أو جهات خارجية، من بينها «حزب الله» وإيران، علماً أن الجهات التي تبنّت هذا السيناريو الأخير استدعت عملية مفرق مجدو قبل أكثر من عام، والتي اتهم الاحتلال وقتها «حزب الله» بتنفيذها.

ينبئ الهجوم بعودة العمليات الاستشهادية إلى قلب المدن في الداخل المحتل

 

وأياً تكن حيثيات العملية وتفاصيلها، فهي تعدّ نوعية واستثنائية؛ كونها تنبئ أولاً بعودة العمليات الاستشهادية إلى قلب المدن في الداخل المحتل، في سيناريو يشكّل مصدر إقلاق للمنظومة الأمنية والاستخباراتية، ومن شأنه إعادة المستوطنين إلى سنوات الرعب، بعدما اعتقد هؤلاء أن مدنهم، وعلى رأسها تل أبيب، في مأمن. كما أنه إذا صحّت رواية الاحتلال عن أن المنفذ من مدينة نابلس، فهذا يعني ضربة أكبر للاستخبارات الإسرائيلية، خاصة في ظل ما تعيشه منطقة شمال الضفة الغربية من إجراءات أمنية معقدة جداً، تشمل انتشاراً مكثفاً للقوات، ونصباً للحواجز العسكرية، واستنفاراً للاستخبارات وطيران الاستطلاع التجسسي. ويضاف إلى ما تقدّم أن عجز العدو عن التعرف إلى هوية المنفذ خلال ساعات طويلة من التحقيق، وذلك نتيجة تحوله إلى أشلاء بفعل قوة التفجير، يدلّل على تطور مهم في صناعة المتفجرات، ويعيد الذاكرة إلى ما كان يُعمل عليه في الانتفاضة الثانية، علماً أن بعض المقاطع المصوّرة التي التُقطت للانفجار الهائل، أظهرت أن كارثة كانت على وشك الحدوث. وفي أعقاب الهجوم، سلّط الإعلام الإسرائيلي الضوء على حالة الهلع في تل أبيب، حيث بدت أسواق مدينة بيت تكفا، صباح الإثنين، خالية على غير العادة، وسط استنفار غير عادي أعلنته الشرطة في منطقة تل أبيب الكبرى.

وسبقت عمليةَ تل أبيب بساعات، عملية نوعية أخرى نفذها فلسطيني قرب مستوطنة «كدوميم» شمال الضفة، حيث استطاع قتل حارس أمن كان قد شارك في حرب غزة، بضربه بمطرقة على رأسه والاستيلاء على بندقيته والانسحاب من المكان. وفي أعقاب ذلك، حوّل جيش الاحتلال شمال الضفة إلى منطقة عسكرية مغلقة، نشر فيها آلاف العناصر من الشرطة والجيش والقوات الخاصة و«الشاباك»، فيما نصب عشرات الحواجز العسكرية، وأغلق مدينة قلقيلية، واقتحم بلدات ومدناً عدة، وشنّ حملة مداهمات واعتقالات في إطار البحث عن المنفذ، من دون أن يفلح في العثور عليه.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجيش الروسي يعزز مواقعه ويدمر عشرات الدبابات والمدرعات الأوكرانية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت خلال الساعات الـ 24 الماضية من تعزيز مواقعها وإحباط هجمات قوات نظام كييف، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية ...