آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » ألوان عبد الهادي.. ترسم ظلَّ أبيها بالكلمات

ألوان عبد الهادي.. ترسم ظلَّ أبيها بالكلمات

لها من اسمها كلّ النصيب، فهي تمرّغ ريشة اللون بحبر اللغة، فتتعدّى اللوحة القماشيّة التي اعتادت كفنانة رسمها بإبداعها اللونيّ التي غرقت به حتى النّخاع، لتكتب على أوراقها القابضة على شغاف قلبها كل هذا الحب والوفاء لوالدها تغدو الابنة البارّة له، للشعر واللغة والغناء، وكيف لا تكون كذلك، لأب شاعر أسمى قريته بيت الشيخ يونس صافيتا – طرطوس-  بأمّ الربيعين، فنهلت منه الشعر وأطلقت مهرجان أم الربيعين الثقافي عام ٢٠٠٠ وإلى اليوم ورغم ويلات الحرب على سورية لا يزال الملتقى يحتفي بالشعر والشعراء القادمين من جميع المحافظات لإحياء الكلمة واللون والنغم في طبيعةٍ جاذبة لكل إنسان مرهف الأحاسيس،

الشاعرة ألوان عبد الهادي كتبت الشعر باسمها باسم الوطن والشجر والمدى فهمست لنا الأوراق، توشوشنا أسرار الشاعرة وخواطرها وذكرياتها، ووصايا أبيها الروحيّة، فأصغينا بملء قلوبنا إلى ثلاثة وثلاثين نصاً تحت عنوان: “أبي يقول لي في أوراق هامسة” إصدار دار أعراف- طرطوس- فكان همسها الأول للأمس فكتبت:  “أبوانا.. صديقان كانا كل العمر.. إلى ما بعد الأبد هذا ما قالته لنا: الأشجار.. والغدران والدروب  والمنحنى”، بلغة شفيفة سهلة الوصول والتواصل إلى القلب والعقل بعفو الخاطر وبعيداً عن أي تصنّع كتبت عبد الهادي عن الحب الانتظار، الوفاء الأوهام وأحاسيس وجدانيّة قد تبدو وبرأي أقرب إلى الخاطرة والقصة القصيرة التي تتقن حبكتها وعقدتها وعناصرها.. من الشعر. مخاطبة والدها بشوقٍ في النص الذي توسّط الديوان والذي اختارته عنواناً له: أبي يقول.. “ أحنّ إليك  في المشهد اليومي مع إخوتي السبعة كنا نسعى ونتبارى كي نكسب  ضحكة منك ونتراضى كم قصة تختبئ بأوراق الرمان.. يقول: شجرة الرمّان الباسقة  والغافية على كتف دارنا تشبه شجرة الرمان المتجذّرة في بستان “عين مريزة” بألم لم تعد لنا كله غاب معك لا عاد يصيح الديك ولا الدجاجات الملونة  تغازله.. وأنا معلّقة بصور تلك الأماسي تركتها بين يدي محبرة أغرف منها بشره”. المحاميّة ألوان عبد الهادي لاتزال تمارس مهنتها الإنسانية بإحقاق الحق وإحياء العدالة، إلا أن الحياة لم تعدلها.. هكذا أظهرت لنا نصوصها، وكأننا نجدها على الأوراق ألوان الأنثى التي خذلها الزمن فرصّعت عواطفها الذكريات واستفاضت  بما كتبت من أحلام وقداسة الانتظار: “تقفّيت آثارك  أنتظر لقاءً قادماً من الغد  ونحتُّ لكَ من حب الزيتون المسابح مسحت بالزّيت المقدّس لها لون أدمنته في رحيلك وصوت نشيج يتكسّر في القلب”، لغة مشرقة بألوان الحياة وزهوها، بالعبارات الدلالية على صعيد المفردات والتراكيب والرموز التعبيرية في الصور الشعريّة، يبقى الجانب المشع من النصوص هو الأعم هكذا نثرت وهكذا وعدت سوريّتها بأن تبقى نجمة مشعّة في سمائه فكتبت نصاً بعنوان في كل حين: “عندما تنقشع  غمامات السواد  من سمائي وتشرق شمس الصباح فاردة أجنحتها .. وتغمر مساحاتك وطني وأتنفس هواءك النّقي وأستظل بفيئكَ العليل.. وقتئذٍ… تغور أحزاني القديمة  من آلاف السنين وتزهر نجومي  في كل حين”. أنهت الشاعرة ديوانها بلوحة تشكيلية لها لزورقٍ لا ركّاب فيه، كما بدأته بصورة لأبيها الشّاعر إبراهيم عبد الهادي والذي أهدته الديوان “إلى صوت والدي الرخيم الذي يتغلغلُ فيّ.. والذي أوصاني قائلاً: نحنا غنيّنا لزماننا..فغنّوا لزمانكم”، فختمت ديوانها لتقول لنا..ها أنذا” يطالعني عمق المكان ..ولون الصمت آهاتٍ من أمواجِ الليل  قطافَ المواويل باقاتِ شوقٍ تدلّت من شبابيك الجوى على عتباتِ من غنّوا مزمور الحياة”.

سيرياهوم نيوز 2_الثورة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

ميّار النوري: «ترتيب خاصّ»

– وسام كنعان   احتاج المخرج السوري الشابّ ميار النوري، إلى بضعة أيّام فقط ليوضّب أغراضه ويعود أدراجه إلى مدينته دمشق، بعدما أنهى دراسة الإخراج ...