بسام ابو شريف
ان أي محاولة لاستكشاف الطريق التي سيختارها بنيامين نتنياهو في شق سياسة خارجية أو داخلية تتم بمعزل عن معرفة عميقة لشخصية نتنياهو وما يميزها سلبا أو ايجابا ستكون دون شك مخطئة .
نتنياهو نرجسي حتى النخاع ولا يرى مستقبلا لاسرائيل الا من خلاله ولايرى نجاحا لاسرائيل الا من خلاله ولايرى مستقبلا متطورا لاسرائيل الا من خلاله ولايرى كنيست الا خاضعا له ولايرى حكومة الا وهو يرأسها هذا هو بنيامين نتنياهو النرجسي الذي لا يرى اسرائيل الا من خلال مصالحه وأهوائه وآرائه وخطوطه السياسية الخارجية والداخلية .
لذلك لابد أن نأخذ هذا طوال الوقت بعين الاعتبار ومع كل تطور أو حادث أو حديث لايملك نتنياهو الا أن يقيس الأمور ويزنها بميزانه الخاص ميزان مصالحه الشخصية أولا وثانيا وثالثا .
بنيامين نتنياهو أذكى حتما من ذلك الشخص الذي شكل ائتلافا لايتيح له مجالا للحركة الواسعة خارج حدود اسرائيل وللحركة الواسعة في مخططها الاستراتيجي لضرب ايران ومخططها الاستراتيجي في جعل الولايات المتحدة تصب في سلاحها الى جانب سلاح اسرائيل في ضرب ايران وضرب الحلف الاقليمي الذي يدعم ايران وتدعمه ايران لايجد ذلك سهلا ولايجد ذلك من مصلحة اسرائيل الاستراتيجية لكنه يراه من مصلحته الشخصية ولذلك اختاره ليس عن غباء انما خدمة لنرجسيته ورغبته في خدمة مصالحه والهروب من المحاكمة التي كانت لو حصلت أو ستحصل ستقضي على مستقبله السياسي كليا ولولا امتلاك بنيامين نتنياهو ، حتما ، لبعض الأسرار التي ستجعل الولايات المتحدة غير قادرة على التصرف تجاهه وتجاه سياسته داخل فلسطين المحتلة أو في المنطقة كل ذلك لكانت الولايات المتحدة قد تصرفت تصرفا ليس بالضرورة مخالفا كليا وانما أكثر جرأة في انتقاد الحكومة الاسرائيلية التي أعلنت منذ بدايتها أنها لن تجتمع بوزراء كبن غفير وغيره من المتطرفين أعلنت الولايات المتحدة عدم موافقتها على هذا التحالف الذي يحكم اسرائيل وترفض حتى الآن أن تلتقي بأي وزير ينتمي لأحزاب متطرفة التي يعتمد عليها نتنياهو هي لا تخالف ولا تعترض على نتنياهو انما على حلفائه .
أمام هذا لابد أن نتنياهو يملك من الأوراق ما يكفي لجعل الولايات المتحدة تقف عند حدود معينة في انتقادها لسياسة الحكومة التي يحكمها المتطرفون وعارضت وتعارض يوميا السياسة المعلنة ولو كانت شكلية للبيت الأبيض تجاه الضفة الغربية والقدس هذا من ناحية الولايات المتحدة لكن بنيامين نتنياهو يواجه وضعا داخليا صعبا بالفعل وعندما تصل الأمور الى أن يكون الشارع قد امتلأ بمظاهرتين متعارضتين واحدة تؤيد المتطرفين الذين شكلوا ائتلاف نتنياهو واخرى تعارض المتطرفين الذين شكلوا هذه الحكومة .
عندما تمتلء شوارع تل ابيب بمظاهرتين مضادتين بشعارات متعارضة وبخطوط سياسية خارجية وداخلية متناقضة فهذا يعني أن الشرخ في المجتمع الاسرائيلي هو شرخ عمودي وانه خطير على مستقبل ذلك المجتمع العنصري سواء أكان عنصريا متطرفا بشحطتين أو بشحطة واحدة المظاهرتين متطرفتين ولكن هذا الفطر الذي يفصل بين هذا التطرف وذاك جعل منه نتنياهو وبن غفير كيلومترات وليس فطرا وجد نتنياهو نفسه ف اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد قبل يومين أمام حادث جعله يقفز من المفاجأة ومن احتمالات المستقبل بهذا الحادث فقد وجهت سفينة حربية ايرانية صواريخها لحاملة نفط اسرائيلية تعتبر ايران وتعتبر كل القوى العربية الثورية مرورها مخالف لكل الأعراف ولكل القوانين ولكل قوانين المقاطعة العربية والايرانية لاسرائيل جعله هذا الحادث يقفز ليعرف أن الخطر أصبح جسيما وأن الخطر أصبح قريبا فقد كان هذا حسب تقارير مخابراته له هو رد ايران على المسيرات التي وجهت لمصنع الصواريخ والمسيرات في أصفهان في ايران تلك العملية التي لم تتوان اسرائيل عن عدم نفيها وهذا تأكيد أنها كانت وراءها ورغم بيان الجيش الاميركي أنه لم يشارك بها الا أنه لم ينف أن الجهات الأمنية الاميركية قد شاركت نفى فقط مشاركة الجيش والقوات المسلحة الاميركية وليس أجهزتها الأمنية ذلك جعل نتنياهو يدرك أن ايران التي تدرك أن اسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراء عملية أصفهان هي الآن تستهدف من قبل الصواريخ الايرانية فالضربات التي وجهت لحاملة النفط الاسرائيلية هي ضربات موجهة لمن كان وراء عملية أصفهان أي الأجهزة الامنية الاميركية والأجهزة العسكرية الاسرائيلية بقي أن نقول أن انتقام ايران ممن أرسل المسيرتين الى أصفهان لم يتم بعد كانت المقدمة فهنالك الجهات التي تعاونت وسمحت لاسرائيل باستخدام أرضها لاطلاق المسيرتين على أصفهان هذا الطرف سينال عقابه في القريب العاجل …
لابد لنا أن نقول ان عملية الرد على حاملة النفط الاسرائيلية ستكون فاتحة لمعركة أيضا ستتوالى بين ضرب ورد ورد وضرب لأن هذا الأمر يعني الوجود الاسرائيلي في البحر الأحمر وتعاون اسرائيل مع دول الحلف الابراهيمي التي أقامت وسمحت لاسرائيل بأن تقيم قواعد على أرضها تستخدم للهجوم على ايران .
فالهجوم على ايران هو خطوة استراتيجية في برنامج بنيامين نتنياهو وهو يضعها كملجأ له للهروب من أزماته الداخلية لاشعال حرب ضد ايران تجعل من حربه ضد ايران هي التي تشد الاسرائيليين جميعا نحو هدف استراتيجي واحد لكن بنيامين نتنياهو فوجئ أيضا في ذلك الاجتماع بتلك الاستراتيجية الدفاعية الهجومية التي اتخذها الأسرى الفلسطينيون أسيرات وأسرى من فتيات ورجال فلسطينيين في سجون اسرائيل فقد اتخذوا قرارات لمواجهات استراتيجية مع ادارة السجون وشن هجوم جعل ادارة السجون في موقع الدفاع وليس في موقع الهجوم هذا الأمر سيتطور تطورات خطيرة جدا وأكثر خطر هو التالي ..
يرفع الآن مجموعات من الشباب القياديين في الميدان شعار تحويل معركة السجون الى معركة ضد المحتل أي أن السجون مرة اخرى مطالبة بأن تقود ليس فقط نضالها داخل الأسوار داخل السجون والزنازن بل أن تقود نضال الشعب السطيني بأسره داخل وخارج السجون ضد الاحتلال والنضال داخل السجون هو طليعة النضال ضد الاحتلال وهذا اشعار ان طبق سوف يعني أن انتفاضة شعبية فلسطينية ستعم الأراضي المحتلة وأن بنيامين نتنياهو سيجد نفسه بدلا من أن يكون في موقع الهجوم على ايران ومحور المقاومة سيضطر في موقع الدفاع داخل اسرائيل نفسها من هنا نقول أن الخيارات التي يطرحها الاستراتيجيون الاسرائيليون ليست هي الخيارات الوحيدة فهنالك أشياء قد تفرض على نتنياهو ولذلك هي ليست من خياراته ومن الأمور التي قد تفرضها الهبة الشعبية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية تفرضها على نتنياهو فرضا ليجبر هو أن يجر الى معركة للدفاع عن نفسه وعن حكومته وربما عن مؤسسات اسرائيل أيضا نحن ننادي أيضا بضرورة أن تلتحق المنظمات الفلسطينية بالأسرى الفلسطينيين وأن تشن خارج السجون مقاومة كبيرة وواسعة وفي كل مكان وفي كل زمان حتى يشعر الأسرى أولا أنهم ليسوا وحيدين ومعزولين وثانيا حتى يشعر الأسرى بأنهم يقودون معركة ضد الاحتلال وأن قيادتهم لهذه المعركة سوف تشعل النار في كل أنحاء فلسطين هبة في كل قرية ومخيم ومدينة ضد قوات الاحتلال ومنعها من الدخول وامطارها بالمقاومة بغض النظر عن الوسائل الموجودة أو المتوفرة لشن هذه المقاومة انما لابد من مقاومة في كل زمان ومكان وهي ستؤدي بالفعل لاحقا الى تنفيذ شعارنا القديم شعار وديع حداد وراء العدو في كل مكان وعندها ستكون المعركة مفتوحة ضد بنيامين نتنياهو وحكومته ليس فقط داخل فلسطين المحتلة بل أيضا خارجها .
خيارنا الوحيد أن نحول مقاومة الأسرى في السجون الى قيادة لمقاومة هي الأشمل على جميع أنحاء فلسطين هذه هي المقاومة التي ستضع بنيامين نتنياهو وحكومته في زاوية وتجبرها على تنفيذ مايجب عليها أن تنفذه في هذه المرحلة من تراجع وربما سقوطها سقوطا ذريعا واذا كان بن غفير قد قال اذا أشعرني الاسرائيليون أنهم لايريدونني فانني سأستقيل وهنا بيت القصيد هل تتمكن المعارضة الاسرائيلية من فرض الاستقالة على هؤلاء نقول لهم بصراحة لايمكن اذا بقيت المعارضة في اطار العنصرية الذي يبث الكراهية للفلسطينيين ويبث لهم العداوة في كل مكان لابد من نشوء تيار ليبرالي يرى حقوق الشعب الفلسطيني حقوقا مشروعة ويتعاون مع الفلسطينيين من أجل دحر العنصريين والفاشيين واسقاطهم سقوطا ذريعا.
كاتب فلسطيني
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم