فؤاد مسعد:
انتهت مؤخراً عمليات تصوير الفيلم الروائي القصير (أماني)، سيناريو و إخراج محمد سمير الطحان، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، تمثيل: أسامة الروماني، جمال العلي، الطفل حمود أبو حسون، نجاح المختار، صباح السالم، عادل أبو حسون، مادونا حنا ، مضر عساف، مع الطفلتين روسيل ابراهيم واليسار نعمان. ونص الفيلم تم اختياره كأفضل نص مناصفة في الموسم السادس (عام 2021) من مسابقة سيناريو الفيلم القصير فئة سينما الأطفال التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما.
يتناول الفيلم حكاية منسوجة من رحم الواقع بطلها طفل يعارك الحياة بكل ما فيها من قسوة، حول المحور الأساسي للفيلم يقول المخرج محمد سمير الطحان: يتعرض الفيلم لعدد من القضايا الهامة ولكن تيمته الأساسية عمالة الأطفال وغياب الأمان عن شريحة منهم وخاصة من جعلتهم الحرب أيتاماً فوجدوا أنفسهم في بيئة غير مناسبة منعتهم من التعلّم ومن إظهار مواهبهم وإمكانياتهم. فنتابع حياة الطفل كريم الذي يجبره زوج أمه على ترك المدرسة ليعمل معه في جمع الخردة والنفايات من الحاويات، فيجد كريم خلال عمله أوراقاً مكتوباً عليها بخط اليد، وبما أنه طفل شغوف بحب القراءة ويمتلك خيالاً خصباً مرتبطاً بالتمثيل وتأليف القصص يقرأ الأوراق ويتخيل طفلة مسجونة يقوم زوج أمها بتعذيبها، فيحاول معرفة مصدر الأوراق ويدرك أنه من بناء معين فيقوم بقرع أبواب المنازل فيه ليجد الفتاة وينقذها، لنكتشف في النهاية أن القصة ليست كما ظن، ويحتم عليه القدر البقاء في المكان الذي هو فيه.
عن دلالات عنوان الفيلم يؤكد المخرج أنه يحتمل القراءة وفق معنيين، الأول بمعنى الأمان والثاني الأمنية، وفيما يتعلق بالاختلاف الذي يسعى إلى تحقيقه والهموم الأخرى التي يسلط الفيلم عليها الضوء، يقول: أعالج عدة قضايا، منها موضوع الأمان بمعناه الكبير للطفل وهو أمان الأسرة أساساً وإلى أي مدى هناك تغييب لهذا الأمر خاصة بعدما أصاب الأسرة في الحرب في إشارة إلى منعكساتها على العائلة، فقد فقدت الأسرة هنا معيلها الذي توفى ما اضطر الأم إلى الزواج من آخر قام بتعنيفها، هي امرأة مغلوب على أمرها وغير قادرة على الدفاع حتى عن ابنها عندما يُضرَب.
كما نطرح موضوع التعلّق بالمدرسة والتعليم.
وهناك أيضاً إدانة للشريحة المثقفة المُفترض أن ترعى هؤلاء الأطفال وتأخذ بيدهم، فلدينا شخصية كاتب نراه في المشهد الأخير إنساناً نرجسياً منفصلاً عن الواقع حتى إنه لم يحاول الاقتراب من الطفل وتركه يذهب دون مد يد المساعدة إليه، واكتفى بالنظر إليه مشيراً إلى أنه أعطاه أفكاراً جديدة لروايته، ما يترجم مقدار الأنانية في رؤيته للطفل، ومحاولته استثمار حضوره لمجده الشخصي.
حول حالة التحدي على قدرة الفيلم الوصول إلى قلوب وعقول الأطفال وتفاعلهم معه يقول: (العمل ليس تربوياً أو ترفيهياً كما أنه غير موجه للأطفال بشكل مباشر، وإنما موجه لكافة الشرائح، فهو فيلم واقعي نذهب فيه إلى عالم الطفولة، ندمج بين حياة الكبار وقسوتها والدخول من خلالها إلى عوالم الطفولة، وكيف يرى الطفل العالم بعينيه، بطريقة سينمائية واعية كل ما فيها مدروس بعناية لتحقيق المتعة ومخاطبة العقل والوجدان بالوقت نفسه).
ويؤكد المخرج أن فريق عمل الفيلم تبنى الفكرة المطروحة وما تحمله من هدف إنساني، يقول: (تشجع الأستاذ أسامة الروماني للنص ورغب في العودة إلى السينما من خلاله، ولم توفّر المؤسسة العامة للسينما وإدارة إنتاج الفيلم جهداً لتأمين كل ما يلزم العمل، وقام مدير الإضاءة والتصوير باسل سراولجي بتقديم اقتراحات إبداعية للحالة الفنية للفيلم ككل)، وفيما يتعلق بالطفل “حمود أبو حسون” الذي جسد الشخصية الرئيسية يشير المخرج إلى أنه موهوب جداً وذكي ولديه حس عالٍ بالحالة المُقدمة (طفل معجزة ومبدع).. موضحاً أن والده الفنان عادل أبو حسون قام بتدريبه على الدور.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة