أمثال شعبية وعادات وتقاليد تعكس منهج الحياة وطريقة التفكير لدى أهالي درعا خلال جني محصول الزيتون، الذي ينتظره المزارعون بشغف لتأمين مؤونة الشتاء من الزيتون والزيت.
شجرة الزيتون متجذرة في سهول حوران منذ آلاف السنين، ويستفيد المزارع من حطبها في الشتاء وثمارها وزيتها في مؤونة البيت وفقا للباحث في تراث وتاريخ المنطقة الجنوبية نضال شرف، الذي أوضح لمراسل سانا أن الأمثال الشعبية التي تحدثت عن زيت الزيتون كثيرة، ومنها ما أوردها علماء الآثار عندما تحدثوا عن إنارة أماكن العبادة في حوران بزيت الزيتون، حيث قالوا: “بزيت زيتونهم ينيرون كنائسهم” في إشارة إلى أن الكنائس والأسقفيات قديما كانت تنار بزيت الزيتون المستخرج عن طريق المعاصر الحجرية القديمة.
وأشار الباحث شرف إلى أن أهل حوران يتفاخرون بإنتاجهم من زيت الزيتون، ويقولون: “ما حدا بقول عن زيته عكر”، إضافة إلى أنهم يشحذون همم بعضهم البعض للعمل والعطاء، ويعتقدون أن شجرة الزيتون تعطي بقدر ما تعطى، فقالوا: “متل ما بدك من الشجرة بدها منك “، ناهيك عن أن زيت الزيتون هو الطعام الأساسي ولا يخلو بيت منه.
وأوضح الباحث شرف أن أيام موسم القطاف تأتي بسرعة عند أهل درعا، ووصفوها بالمثل الشعبي أيام الزيت أصبحت أمسيت” وقالوا: “أفضل الزيت من الشجر للحجر”، أي من الشجرة إلى المعصرة الحجرية فوراً، في دلالة على مخاطر تخزين ثمار الزيتون وتكديسها ما يفقد الزيت بعض خواصه.
وبين أن موسم الزيتون مصدر للدخل والرزق في حوران، وفيه من العادات والتقاليد الكثيرة والأهازيج كالحدادي والهجيني والزغاريد لشحذ الهمم عند القطاف، مبيناً أن النساء يضعن زيت الزيتون على جسم المولود بعد الولادة مباشرة، ووصف المثل الشعبي هذا العمل بالقول: “أدهن الطفل بزيت وارميه بالبيت”، وعندما يكبر قليلا حث المثل الشعبي على إطعامه
الزيت مع الخبز بالقول: “بس يكبر طعميه زيت وارميه بالبيت” ،في إشارة إلى أن الطعام صحي ويقي من الأمراض.
سيرياهوم نيوز 1-سانا