طرطوس:سيرياهوم نيوز
بدعوة من مديرية الثقافة بطرطوس، تمّت استضافة الشاعر السوري (صقر عليشي) في أجواء دافئة و حميمية، وبحضور نخبة مميزة من محبّي الشعر و أصدقاء الشاعر و المقربين، فالشاعر اسم معروف و قامة مخضرمة في الساحة الإبداعية المعاصرة، و يُعد برأي النقاد و القراء من رواد الاتجاه الحداثي في الشعر السوري، و من المجدّدين فيه. *ميرفت علي في قراءة انطباعية بدأت الفعالية بقراءة انطباعية في تجربة الشاعر الأدبية، قدمتها الأديبة (ميرفت علي)، و اقتصرت على ديوانيْه الأحدثيْن: (معنى على التل) و (أسطورة فينيقية)..حيث رأت أنَّ تجربة الشاعر استمدت نضجها و تبلورها من الملكة الإبداعية المتأصلة أساساً لدى الشاعر، و التي زادتها المعرفة و الاطلاع الثقافي صقلاً، و الشاعر ما يزال رغم ما أحاط به من شهرة يتعلم و يعلم نفسه بنفسه، فالشعر كأية مهارة تتطلب المواظبة و الاغتناء و الاطلاع على صنوف الشعر المختلفة في الشرق و في الغرب.. و حددت في قراءتها أبرز الموضوعات و المضامين التي أخذت مساحة أوسع في شعره، و الذي أغلبه شعر وجداني ذاتي، لكنه ينسجم مع تطلعات القارئ و يجد له صدىً في نفسه، و قاسماً مشتركاً بين الشاعر و المتلقي..فللشاعر الحق في الاعتزاز بنفسه؛ و قد أوصلَ نفسه بنفسه إلى مصافّ الشهرة، و بذلَ مجهوداً في تطوير تجربته الشعرية دون فضل من أحد، و الطبيعة الساحرة التي يمتاز فيها الريف/ قرية عين الكروم بشكل خاص، هي ملمح بارز في شعر الأستاذ (صقر)، الذي اعتبر نفسه عنصراً من عناصرها و ليس سيّدها، يشاركها أفراحه و أتراحه ووجهات النظر، حتى لتظنّ ــ كقارئ ـــ أنّه يكتب بسقسقةِ النهر، و بهسيسِ العشب البري، و بحفيف أوراق الشجر. كما تحدثت الأديبة (ميرفت) عن موضوعات أخرى بارزة في ديوانيّ الشاعر بوضوح، مثل أنسنة غير البشر من مكونات هذا الوجود، و شعر الرثاء و ما امتازَ به هذا الصنف من القصائد عند الشاعر،و أضاءت على اهتمام الشاعر بفلسفة الأشياء ــ دون استثناء ــ و بالتعامل الماهر له مع المفاهيم المجردة و الأفكار الذهنية و بثّ روح الحياة و الحيوية فيها،وأشارت إلى علاقته بالحيوان و حضور هذا الشريك للبشر في شعر (عليشي) كصديق مرحَّب به، يتبادل معه الشاعر ـــــ كما النبات و الجماد ــــــ وجهات النظر و الآراء.. وذكرت أن الشاعر عليشي قدّم في شعره بعض الفكاهة، و حضرت روح المرح في بعض مقطوعاته الشعرية، و هو ــ حسب رأيها ــ مرحٌ مستمد من روح الطفل الذي يسكن داخل الشاعر و يُملي عليه الأفكار بحرية. أما أسلوب الشاعر فأشارت (ميرفت) إلى أنَّه اتَّسم بالتكثيف، و بالرشاقة، و ببساطة التعبير، و بأنَّ إيقاعه الموسيقي بارز، و كثير من قصائد الشاعر أقرب إلى أن تكون أناشيد و أغنيات.. كما استطاع الشاعر أن يستلهم ضروب البلاغة الشعرية و يُحسن توظيفها في شعره و مواربتها، دون أن يُثقل بها شعره الجميل المنساب كجدول رقراق. *أجمل القصائد قدَّم الشاعر (صقر عليشي) بعد ذلك باقةً من أجمل القصائد، و فاجأ جمهور طرطوس بقصائد جديدة غير منشورة، فيها تنويع في الإيقاع الشعري و في الملمح، و استعادَ أيضاً بعض المقطوعات الشعرية المشهورة و المعروفة المنسوبة إليه. و كما هي عادته فإنّه يُبهر و يُدهش في القليل الذي يقدِّم، و هذا ما تركَ أثرهُ و صداه عند الحضور، ما جعلَ قريحتهم الحواريّة تنفتح، فدارَ نقاش ساهمَ فيه أهل الأدب و أصدقاء الثقافة، الذين أثنوا على أداء الشاعر (عليشي) الخلاق، و على تجدُّده المستمر و تطويره لنفسه، و اعتبروا وجودهُ في طرطوس حالة استثنائية احتفالية لا تتوفر دائماً، شاكرينَ مديرية الثقافة و المركز الثقافي العربي بطرطوس على احتضان هذه الفعالية.
(سيرياهوم نيوز10-5-2022)