آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أميرة الأندلس ولّادة 994 م _ 1091 م 

أميرة الأندلس ولّادة 994 م _ 1091 م 

 

محسن سلامة

 

أميرة الأندلس ولّادة بنت المستكفي تكتب على عاتقها الأيمن بالذهب بكلّ هذا الكبرياء وعزّة النفس :

 

أنا واللّهِ أَصلُحُ للمعالي و أَمشي مِشْيَتي وأتيهُ تيها

 

و تكتب على عاتقها الأيسر :

 

و أُمْكُنُ عاشقي من صَحنِ خدّي و أُعطي قُبلَتي مَنْ يشتهيها

 

و تكتبَ إلى حبيبها ابن زيدون :

 

ترَقَّبْ إذا جنَّ الظّلامُ زيارتي فإنّي رأيتُ الليلَ أَكتَمَ لِلسّرِّ

 

فيقول ابن زيدون بعد أن افترقا تلك الليلة :

 

وَدَّعَ الصّبرَ مُحِبٌّ ودَّعَكْ ذائعٌ من سرّهِ ما استودَعَكْ

 

يا أخا البدرِ سناءً و سناً حَفِظَ اللّهُ زماناً أرجعَكْ

 

فتردّ شاكية فراق حبيبها ابن زيدون :

 

ألا هل لنا من بعد هذا التّفرُّقِ سبيلٌ فيشكو كلُّ صبٍّ بما لَقي

 

سقى اللّهُ أرضاً قد غدتْ لكَ منزلاً بكلّ سكوبٍ هاطلِ الوبْلِ مُغدِقِ

 

وتتحرّك غيرة المرأة العاشقة الأميرة عندما استحسن حبيبها ابن زيدون عزف جارية ، فقالت :

 

لو كنتَ تُنصِفُ في الهوى ما بيننا لم تَهْوَ جاريتي ولم تتخيَّرِ

 

وتركتَ غصناً مثمراً بجمالهِ و جَنَحتَ للغُصنِ الذي لم يثمرِ

 

ولقد علمتَ بأنّني بدرُ الدُّجى لكنْ دُهِيتَ لشقوتي بالمُشتري

 

فكتبَ لها قصيدته الشهيرة الرائعة من ذوب قلبه :

 

أضحى التّنائي بديلاً من تدانينا ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافينا

 

غِيظَ العِدا من تساقينا الهوى فَدَعَوا بأنْ نغصَّ فقال الدّهرُ آمينا

 

واللّهِ ما طلبتْ أهواؤُنا بدلاً منكم و لا انصرمتْ عنكم أمانينا

 

 

كان منزل ولّادة منتدىً أدبيّاً لشعراء و أدباء ومغنّي عصرها ، لم تتزوّج من ابن زيدون ظلّ هذا الحبّ طيف تقدير وإعجاب متبادل

 

ضريحا ولّادة وابن زيدون في الأندلس غرناطة

(سيرياهوم نيوز1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الهوية هل هي رأي شخصي لا يطوله التغيير؟ … من هنا أو من هناك هل يتحسر الإنسان على ما فارقه فنجح بعيداً عنه؟

    | إسماعيل مروة   صراع الهوية والانتماء هو واحد من أخطر الصراعات التي تعاني منها مجتمعاتنا، والتي يمكن أن تبقي الخلاف متجذراً بين ...