| فقار فاضل
أسفرت عقوبات الولايات المتحدة الأميركية الجديدة على أربعة عشر مصرفاً عراقياً، تتهمها واشنطن بـ«تعاملات مشبوهة كغسيل الأموال والاحتيال وتهريب العملة الأجنبية» إلى إيران، عن تدهور جديد في سعر صرف الدولار في السوق العراقية. إذ وصل سعر المئة دولار إلى مئة وخمسين ألف دينار عراقي
تتواصل الحملة الأميركية لتقييد التعاملات مع إيران بالدولار
وعلى خلفية ذلك، أفادت مصادر نيابية بأن البرلمان يعتزم استضافة وزيرة المالية، ومحافظ البنك المركزي، ومدير مصرف كلٍّ من «الرشيد» و«الرافدين»، خلال الأسبوع المقبل، لمناقشة الأزمات الاقتصادية والمالية، وارتفاع الدولار. وتقول عضو اللجنة المالية النيابية، نرمين معروف، لـ«الأخبار»، إن «حظر التعامل بالدولار على المصارف ليس أمراً جديداً، خاصة وأنه تم الإفصاح مسبقاً عن الإجراءات التي يجب الالتزام بها للتعامل بالعملة الأجنبية في العراق، وكذلك مع إيران التي تخضع لعقوبات أميركية منذ سنوات». وحول التأثير على سوق الصرف، ترى معروف أن «ما حدث مجرّد ردّ فعل للسوق وتوقعات المتشائمين، وليس له علاقة بإجراءات عرض الدولار. فجميع الإجراءات التي كانت متّبعة من قِبل البنك المركزي في آلية بيع الدولار مستمرة»، مضيفة أنه «بالنسبة إلى الدولة العراقية والمصارف الحكومية، فهي ملتزمة، فيما المصارف التي تعرّضت للعقوبات هي مصارف أهلية ولم تلتزم بالإجراءات. وحسب معلوماتنا، فإن هذه المصارف كان لها تعامل مع إيران، سابقاً وليس حاضراً».
بدوره، يقول مسؤول في أحد المصارف المشمولة بالعقوبات، لـ«الأخبار»، طالباً عدم ذكر اسمه، إنّ «إدراجنا على لائحة العقوبات الأميركية، لا يؤثر على عملنا، ونستطيع بالتضافر مع المصارف الأخرى التي أُدرجت على لائحة العقوبات، إغراق السوق بالدولار، وبالتالي يبقى السعر المهيمن هو الموازي». ويوضح «أننا كإدارة مصرف نعلم بالعقوبات منذ فترة، وجاءنا إشعار بمنع تعاملاتنا بالدولار وتحويلها إلى الخارج، لكنها لم تهمنا، بسبب تعاملاتنا الداخلية من خلال شراكات الصرافة وفروعنا في كلّ محافظات العراق”. ويتابع المسؤول أن «المصارف التي تمّ حرمانها من الدولار، بكل تأكيد تبقى تعمل بالعملة المحلية، فضلاً عن تعاملاتها اليومية المعروفة». ويرى أن «العقوبات لم تكن مهنية بشأن المصارف المتورّطة في غسيل الأموال وتهريبها، لأن هناك طرق احتيال كارثية في السوق العراقية».
وفي المقابل، ترى النائبة عن «ائتلاف دولة القانون»، ضحى القصير، أن «السياسة الأميركية تهدف إلى جلد الشعوب، وحرمانها من الاستقرار الاقتصادي، وإفشال الحكومات التي تسعى لتحقيق الرفاهية الاقتصادية لمواطنيها». وتعتبر، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «العقوبات الأميركية، هي استهداف للاقتصاد العراقي، وتتعامل بها واشنطن لغرض الحصول على مصالحها في العراق»، مضيفة أن «أزمة الدولار بالأساس سببها أميركا بحجة تهريبه إلى إيران وغيرها من الدول». وتدعو القصير «البنك المركزي العراقي إلى اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة، ولا سيما أن الفقير يعاني من ارتفاع سعر الصرف، بسبب المضاربين بالعملة والمسيطرين على السوق واستيلائهم على البنوك والشركات المصرفية في البلاد».
أما أستاذ الاقتصاد، عبد الرحمن المشهداني، فيرى أن «العقوبات الأميركية على البنوك ستؤثر بشكل كبير على السوق العراقية وتسهم في ارتفاع سعر صرف الدولار في البلاد. والدليل عندما فرضت الولايات المتحدة عقوباتها على أربعة مصارف في وقت سابق، تمت ملاحظة ارتفاع في أسعار الصرف». ويقول المشهداني، لـ«الأخبار»، إن «المصارف المشمولة بالعقوبات، لها أهمية في السوق العراقية، لكن بنسب متفاوتة، مع أن أغلبها لديها مبالغ ضخمة من التحويلات المالية بالعملات الأجنبية».
سيرياغهوم نيوز3 – الأخبار