آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » أميركا ترصد تحرّكات إسرائيلية هجومية: مفاوضات «النووي الإيراني» على المحكّ

أميركا ترصد تحرّكات إسرائيلية هجومية: مفاوضات «النووي الإيراني» على المحكّ

 

ريم هاني

 

تزامنت «المناوشات» الكلامية التي اشتدّت في الأيام الماضية بين واشنطن وطهران، في ما يتعلق بشروط إبرام أي اتفاق نووي محتمل، مع تسريبات «استخباراتية» نشرتها شبكة «سي أن أن» الأميركية، الثلاثاء، تفيد بأنّ إسرائيل تستعد لشنّ ضربة على المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ قرار إسرائيل شنّ الهجوم المشار إليه سيكون مرتبطاً، على الأرجح، بـ«رأيها» في المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وإنّه في حال تمّ التوصل إلى اتفاق «لا ينتزع اليورانيوم الإيراني بأكمله»، فإنّ احتمال توجيه الضربة «سيزداد».

 

وعلى الرغم من أنّ المصادر نفسها حذّرت من أنّ مثل تلك الخطوة ستقود نحو «قطيعة كاملة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب»، الذي يسعى إلى تجنب اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، فقد أكّد مسؤول أميركي رفيع المستوى أنّ واشنطن «تكثّف جهودها لجمع معلومات استخبارية للمساعدة، في حال قرّر قادة إسرائيل شن الهجوم»، الذي «من غير المرجّح أن تشارك الولايات المتحدة فيه»، فيما قال مصدر مطلع آخر إنّ إسرائيل «لا تمتلك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني من دون مساعدة أميركية».

 

ويأتي ذلك بعدما وضعت المفاوضات الدائرة أخيراً، رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في موقف «صعب»؛ إذ يتعرّض الأخير لضغوط لمنع التوصل إلى اتفاق أميركي – إيراني لا تعتبره إسرائيل مرضياً، من جهة، ويريد في الوقت عينه تجنب إغضاب ترامب، الذي بدأ بفصل نفسه، بالفعل، عن إسرائيل، في جملة القضايا الأمنية الرئيسية في المنطقة، من جهة ثانية. وطبقاً لأحد المصادر المطّلعة على المعلومات الاستخباراتية الأميركية، فإنّ فرصة شن ضربة إسرائيلية على منشأة نووية إيرانية ارتفعت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وإنّ التقييمات لا تستند فقط إلى الرسائل العامة والخاصة التي تمّ تبادلها بين كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل أيضاً الاتصالات الإسرائيلية التي تمّ اعتراضها والتحركات العسكرية الإسرائيلية التي تنذر، على الأرجح، بحصول ضربة وشيكة. وتشمل تلك الاستعدادات، طبقاً لمصدرين، نقل الذخائر الجوية واستكمال مناورة جوية.

 

على أنّه طبقاً للتقرير الذي نشرته «سي أن أن»، قد تكون كل تلك المؤشرات، ببساطة، محاولة من جانب إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن المبادئ الأساسية لبرنامجها النووي، فيما يبدو أنّ ترامب يعتمد استراتيجية مشابهة؛ إذ قال دبلوماسي غربي كبير التقى الرئيس الأميركي، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الأخير أبلغه بأن الولايات المتحدة ستمنح المفاوضات الراهنة «أسابيع فقط للنجاح»، قبل اللجوء إلى الضربات العسكرية، وإن كانت سياسة البيت الأبيض في الوقت الراهن، تميل نحو «الدبلوماسية».

 

يدرس الجانب الإيراني ما إذا كان سيشارك في الجولة القادمة من المفاوضات أم لا

 

 

وعلى خط مواز، أدّت التسريبات التي نشرتها شبكة «سي أن أن» إلى «قفزة» في أسعار النفط – بحسب وكالة «بلومبرغ» -، بعدما شهدت الأسعار، طوال الأسبوع الماضي، تقلبات على خلفية المعطيات «المتضاربة» حول مصير المحادثات النووية. ويأتي هذا في وقت يحذّر فيه محللون من أنّ النفط الخام سيحافظ على درجة «مخاطر عالية»، من دون التوصل إلى اتفاق، وأنّه من شأن أي هجوم من جانب إسرائيل أن يعيق أي تقدّم في تلك المفاوضات ويزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط، الذي يزوّد حوالي ثلث النفط الخام في العالم.

 

وإلى جانب المخاوف التي أثارتها المعلومات الاستخباراتية الأميركية، أنذرت التصريحات المتبادلة الصادرة عن واشنطن وطهران بصعوبة التوصل إلى اتفاق في وقت قريب، ولا سيما وسط «التقلبات» المستمرة في التصريحات الأميركية؛ إذ اعتبر كبير المفاوضين في فريق ترامب، الأحد، ستيف ويتكوف، أن على طهران التخلي عن تخصيب اليوارنيوم بالكامل، في إطار أي اتفاق محتمل، قبل أن يأتيه، سريعاً، الرد الإيراني على لسان وزير الخارجية، عباس عراقجي، الذي رفض الشرط الأميركي جملة وتفصيلاً. وزعم ويتكوف أنّ طلبه يستند إلى فكرة أنّ التخصيب «يتيح التسلح»، قائلاً إنّ واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.

 

وبعد ساعات قليلة من تصريحات ويتكوف، اتّهم عراقجي، الولايات المتحدة، بمحاولة التفاوض على الاتفاق علناً، مؤكداً، مرة جديدة، أنّ إيران «لن تتخلى أبداً عن حقها في التخصيب». وفي وقت لاحق أمس، أشار عراقجي، خلال حديث مع الصحافيين، إلى أنّ «الجانب الايراني يدرس حالياً ما إذا كان سيشارك في الجولة القادمة من المفاوضات أم لا»، مضيفاً: «قدّمنا بالفعل ردوداً على المطالب غير المنطقية، وهذه التصريحات الأميركية غير الاعتيادية لا تساعد في الحوار. إن موقفنا واضح تماماً، فالتخصيب سيستمر سواء كان هناك اتفاق أم لا، ولكن إذا كانت الأطراف الأخرى ترغب في وجود شفافية حول البرنامج السلمي الإيراني، فنحن مستعدون.

 

في المقابل، يجب أيضاً رفع العقوبات الظالمة التي فرضوها بحجج متعلقة ببرنامجنا النووي». وكان المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي الخامنئي، أكّد أن إيران «لا تنتظر الإذن من أحد لتخصيب اليورانيوم»، قائلاً: «سأوضح للشعب الإيراني في مناسبة أخرى السبب وراء تركيزهم على موضوع التخصيب، ولماذا يُصرّ الغربيون، والأميركيون بشكل خاص، إلى هذا الحد على منع التخصيب في إيران، ليعلم الشعب الإيراني ما هي نوايا الطرف المقابل».

 

وعلى المقلب المضاد، وفي حين ينفي المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون، في العلن، وجود أي تباينات بين ترامب ونتنياهو في الفترة الماضية، إلا أنّ الكثير من المراقبين يرون أن الرئيس الأميركي «سئم» من مماطلات نتنياهو الذي يتمسك بتوسيع عدوانه على قطاع غزة، ويسعى، أخيراً، لعرقلة الاتفاق النووي.

 

وفي هذا السياق، وعلى الرغم من أنّ المتحدث باسم نتنياهو، عمر دوستري، نفى، في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، حصول أي خلاف خطير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، مستشهداً بزيارتي نتنياهو للبيت الأبيض في الأشهر القليلة الماضية، وتعليق ترامب الأخير بـ«أننا على نفس الجانب في كل قضية»، فقد نقلت الصحيفة نفسها عن إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، قوله إنّ «الإحساس العام في إسرائيل هو أنّ اهتمام ترامب تحوّل إلى دول الخليج حيث الأموال». وأردف رابينوفيتش أنّ ترامب «فقد على ما يبدو الكثير من اهتمامه بالعمل مع نتنياهو لحل الحرب في غزة، بسبب شعوره بأنْ لا جدوى من ذلك».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين يزور كورسك لأول مرة منذ طرد القوات الأوكرانية… وروسيا تسقط 159 مسيرة

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منطقة كورسك لأول مرة منذ أن طردت القوات الروسية القوات الأوكرانية من المنطقة.   وقال الكرملين اليوم الأربعاء إن بوتين ...