أحمد يوسف داود
أُتيحتْ لي قَبلَ أيّامٍ فُرصَةُ القراءَةِ عَنْ مَشروعٍ أميركيٍّ جَديدٍ لِلمَزيدِ مِنْ فَرضِ العُقوباتِ الجَديدةِ على سوريّةَ العَربِيّةِ، أَوْ بالأَحرى على عامّةِ السُّوريّينَ: شَعباً، وحُكومَةً ودَولَةْ، ورُبَّما هوَ سيَطالُ كُلَّ ماهوَ حيٌّ من طُيورٍ وأرانبَ وجَنادبَ، وما إلى ذلكَ من سائرِ الكائِناتِ الحَيّةِ الأُخرى في هذا الوَطنِ المُرهَقِ الصّابِرِ الصّامِدْ!.
ولهذِهِ (الوِلاياتِ المُتّحِدَةِ) تاريخٌ غَيرُ مُشرّفٍ بَتاتاً، ويَبدَأُ منذُ وُصولِ أَوّلِ المُهاجِرينَ الّذينَ طَردَتْهم بريطانيا إلى هولندا في نِهاياتِ القَرنِ السادسَ عشرْ: إذْ إنّ السُّكانَ في هولَندا ضاقوا ذَرْعاً بِهِم وبِسَفالتِهم، فارتَحَلوا إلى أَميركا التي وَصَلوها عامَ 1607 وبَدَؤوا فَوراً بمُحاربَةِ الهُنودِ الحُمرِ/ سُكانِها الأَوائلِ الذينَ احتَفَوا بهم أوّلاً بطيبَةٍ كَبيرةْ، لكنّهم غَدَروا سَريعاً بأَصحابِ تلك الطِّيبةِ وتَنكَّروا لَهم، وحاربوهم حتّى أَوشَكوا أَنْ يُبيدوهم: تارةً بِبنادِقِهِم، وطَوراً بتَقديمِ أغطيةٍ وفَرشٍ لَهم، والكُلُّ كانَ مُلوَّثاً بجَراثيمِ مَرضِ الجُدَريّ، حَيثُ قَضَوا بذلكَ على أَكثَرِهِم، ثم أَجبَروا مَنْ سَلِموا مِنْهم على الإقامَةِ في (مُعتَزَلٍ قَسريٍّ) أو لنَقُلْ: في سِجنٍ كَبيرٍ، إذا شِئْنا الدّقّة!.
ويَطولُ الحديثُ عمّا تَمَّ لَهمْ فِعلُهُ من أُمورٍ مُشينَةٍ ولاإنسانيَّةٍ في مُختلِفِ أَرجاءِ العَالمِ حتّى اليَومْ، فَهمْ روّادُ الاستِهانَةِ بِكَرامَةِ مُختَلفِ شُعوبِ العالَمِ الضَّعيفَةِ منذُ أنْ تَمَّتْ لَهُمُ السَّيطَرَةُ على الأمْكنَةِ الأساسيَّةِ لِدَولتِهِمُ الحالية!.
وتأتي مُبادَرتُهُمُ القَذِرةِ الجَديدَةِ المُعادِيَةِ للشَّعبِ العَربيَّ السُّوريّْ إِكْمالاً لِما سَمَّوهُ: (قانون سيزارْ) مُنذُ رِئاسةِ تَرامبْ لدَولتِهِمُ الشّرّيرَةِ نَوعاً منَ التّدَخُّلِ الإضافيِّ الجَديدِ القَبيحِ المُنسَجِمِ جِداً معَ طَبعِهِمُ القَبيحِ المُعادي لِسائرِ القِيَمِ الإنْسانِيّةِ النّبيلَةْ، إذْ إنَّ إصْدارَ قانونٍ جَديدٍ يُكمِلُ فَداحَةَ ماقد بَدؤوهُ (بقانونْ سيزارْ) لَهوَ إِحْدى أَسوأِ الجَرائِمِ الجَديدَةِ المُضافَةِ إلى تاريخِهِمُ القَذِرِ جُملةً وتَفصيلاً!.
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)