فاز الكاتب اللبناني-الفرنسي أمين معلوف، الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية، بجائزة الأدب باللغات الرومانسية التي يمنحها معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب (FIL)، وهي إحدى أرفع الجوائز الأدبية في العالم، وتُمنح للمؤلفين البارزين الذين يكتبون بالإسبانية أو الكاتالونية أو الفرنسية أو الإيطالية أو الرومانية أو البرتغالية.
وأشادت لجنة التحكيم بمعلوف “بوصفه واحداً من أبرز الأصوات الأدبية في زمننا”، مشيرةً إلى أنّ “أعماله تستكشف تصدعات العالم المعاصر وتمازجه، مع رفضه للنزعات القومية والتعصّب الديني”.
من جانبه، استقبل معلوف الجائزة بمرافعة ضدّ التطرف ودعوة إلى التآزر، معتبراً أنّنا “نعيش في زمن مثير للقلق، وأحياناً مرعب. وفي الوقت نفسه هو زمن آسر. يجب أن نُقنع أنفسنا بأننا سنجد في النهاية القوة الداخلية للبقاء؛ فالإنسانية ستتجاوز هذه المرحلة”.
“صوت ضروري لفهم ما يحدث”
اعتبرت الأكاديمية الإسبانية كارمن أليماني أنّ “من العوامل التي أخذتها اللجنة في الاعتبار هذا العام كان الطابع الفكري-التحليلي في أعمال معلوف، والتي تفضح المعاناة والتعسّف، وتمتلك قدرة شبه نبوية على التحذير من انحراف البشرية عن مسارها”. ورأت أنّه “صوت ضروري لفهم ما يحدث لنا اليوم؛ كان يحدّثنا دائماً عن ذاك الإصرار على التمسّك بالقوميات والأديان، ويكتب عن أولئك المقتلعين من جذورهم، عن الفقراء والبائسين الذين كثيراً ما ننساهم، مع أنهم أساسيون وضروريون (…) وما زالوا على الهامش”.
أُعلن عن الجائزة (قيمتها 150 ألف دولار)، صباح الإثنين، في مدينة غوادالاخارا، التي تحتضن أهمّ معرض للكتاب في أميركا اللاتينية، وثاني أكبر معرض من نوعه في العالم؛ وذلك خلال احتفال رسميّ حضره مسؤولون محليّون وأعضاء إدارة المعرض وأكاديميون وصحافيون.
“ذهنيّتنا تتراجع”
وذكرت صحيفة “إل باييس” الإسبانية أنّ معلوف أعرب، عبر اتصال بالفيديو، عن قلقه من أنّ التطرف قد يقود مجتمعاتنا إلى الغرق، قائلاً: “من الصحيح أنّ هذه المرحلة هي على الأرجح الأخطر في تاريخ الإنسانية منذ بداياتها”. ورأى صاحب “ليون الأفريقي” أنّ التقدّم الذي أحرزته البشرية سمح لها بالتطور في مجالات عديدة، “لكن ما لم يتقدّم بما فيه الكفاية -بل تراجع أحياناً- هو ذهنيّتنا”. ومن هنا، تبرز أهمية الأدب بالنسبة إليه بوصفه “علاجاً” لمداواة زمنٍ يطغى عليه سوء التفاهم بين الثقافات.
ورغم إقراره بأهمية الهوية، شدّد معلوف على أنّ “الهوية التي يجب أن نحترمها هي هوية الإنسان ذاته. نحن ننتمي إلى ثقافة أوسع، هي الثقافة الإنسانية. ولا يحق لأي حضارة أن تتعالى على أخرى”.
وسيُسلَّم معلوف الجائزة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل خلال افتتاح الدورة الجديدة من المعرض السنوي الذي يُقام في عاصمة ولاية خاليسكو في غربي المكسيك. ويُعدّ هذا المعرض من أبرز المحافل الأدبية في القارة اللاتينية. وكانت الجائزة قد مُنحت العام الماضي بالإجماع للكاتب الموزمبيقي ميا كوتو، ليصبح أول كاتب أفريقي يتوج بها.
أخبار سوريا الوطن-وكالات-النهار