عمر الطويل
بين عطاء الأم وحب العلم نجحت إلهام سلمان ريدان أم ثائر من محافظة السويداء بتدوين قصة نجاح سطرت عنوانها بأحرف من قيم التضحية والكفاح لتكون مثالاً للأم المتميزة المعطاءة.
زواجها المبكر بعمر 15 عاماً لم يقف عائقاً أمام طموحها في متابعة دراستها وخاصة بعد الإنجاب حيث تستذكر خلال فترة تقدمها لامتحان الشهادة الثانوية اللحظات الصعبة التي عاشتها بدءاً من غياب زوجها الملتحق بالخدمة العسكرية وصولاً لظروف الحمل وقدوم مخاض الولادة الثانية في آخر يوم امتحاني لها وانتهاء بوجود طفلة بعمر ثلاث سنوات كانت تنتظرها خارج القاعة الامتحانية مع كل مادة تتقدم إليها.
وتروي أم ثائر ذات 59 عاماً لمندوب سانا كيف تابعت دراستها في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة دمشق والتخرج عام 1986 رغم إنجاب طفل وهي في السنة الثالثة وسفر الزوج بعد ذلك للعمل خارج سورية مستعرضة كيف كانت تدرس وترعى أبناءها وتدرسهم بالوقت نفسه وتسهر معهم وتساندهم وتعطيهم من وقتها حتى تفوقوا ووصلوا إلى مراتب متقدمة.
وتبين أم ثائر أن ابنتها الكبيرة سوسن طبيبة باختصاصين جلدية من جامعة دمشق وأطفال من فرنسا وابنها ثائر دكتوراه في الهندسة المدنية ويعمل حالياً مديراً لإحدى الشركات في الخارج وابنها سلام يحضر حالياً للدكتوراه بنفس الاختصاص وابنتها لينا خريجة معهد متوسط هندسي وتتابع حالياً تحصيلها العلمي بالدراسات القانونية بالتعليم المفتوح بينما ابنها الأصغر يسار الخريج الأول على كلية الهندسة الكهربائية بالسويداء وعين فيها معيداً وحالياً يحضر لرسالة الماجستير.
ودرست أم ثائر بعد التخرج مواد الفلسفة والاجتماعية والوطنية في العديد من مدارس المحافظة حيث كانت تتعامل مع كل طالب كأنه ولد من أولادها وبعد تقاعدها تقدم دروساً بشكل مجاني لكل محتاج لها من الطلاب ضمن منزلها.
“لم أعش طفولتي بشكلها المعتاد لكنني عشت مع أبنائي وطلابي طفولتهم وشاركتهم بأفراحهم وأحزانهم وكنت سعيدة مع كل تفوق وتميز يحققونه” هذا ما قالته أم ثائر التي تدعو كل أم ألا تهمل تربية أبنائها وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.
وما يزيد معاني الأمومة قيمة لدى أم ثائر عملها بالجانب الخيري من خلال تقديمها المساعدات العينية والمادية وتوطيدها العلاقات مع الجمعيات الأهلية حيث تعمل لإدخال البسمة لوجوه نزلائها من العجزة والأطفال الأيتام إضافة إلى تبرعها بمحل ضمن الشارع المحوري بمدينة السويداء لوضع قطع ثياب فيه من قبلها وقبل صديقتها لتقديمها للمحتاجين.
وبحسب المدرسة رويدة الحجلي فإن زميلتها أم ثائر إنسانة ومدرسة معطاءة وتمتاز بأن أي عمل تقوم به يكون هادفاً مشيرة إلى قدرتها على نشر المحبة والسلام وترك أثر طيب لدى الاخرين وتحفيزهم وإعطائهم من طاقتها الإيجابية.
ووفقاً لموجه مادة الفيزياء المدرس أكرم الجباعي فإن أم ثائر التي درس برفقتها سابقاً في مدرسة المتفوقين الأولى تعد مثالاً للمرأة العاملة والأم المعطاءة التي حققت ذاتها وأعطت فوق طاقتها وكونت أسرة مثقفة متعلمة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا