أخيراً اعترفت مصر بأن اتفاق التطبيع الإماراتي ــ الإسرائيلي سيضرها. باتت «المحروسة» الآن مضطرة إلى العمل على تخفيف الآثار السلبية لإعادة العمل في خط أنابيب إيلات ــ عسقلان، ولا سيما بعد إقرار «هيئة قناة السويس» بأن نسبة التأثير ستصل إلى نحو 16%
من الحلول المقترحة الشراكة مع الإمارات وإسرائيل في خط النفط!
في المقابل، تكشف مصادر، في حديث إلى «الأخبار»، أن التقديرات المعلنة لنفي تصريح رئيس الهيئة «ليست صحيحة»، بل «مرتبطة بحملة إعلامية منهجية طُلب فيها من أعلى التركيز فيها على إخفاء الآثار السلبية للمشروع من أجل تجنّب أزمة سياسية بين القاهرة وأبو ظبي، خاصة أن الأولى ليس من حقها المطالبة بألا يكون هناك تعاون بين الإماراتيين والإسرائيليين في المشروع الجديد»! الأزمة الفعلية للنظام في مصر هي عجزه أصلاً عن ممارسة ضغوط كبيرة على السلوك الإماراتي الهادف إلى تعزيز نفوذ أبو ظبي على السياسيين الإسرائيليين عبر ضخ مزيد من الأموال في فلسطين المحتلة، بما يسمح بتشكيل لوبي اقتصادي مؤثر في الحكومة الإسرائيلية، طبقاً لتصورات التقارير الرسمية للرئاسة.
من جراء ذلك، طُرحت حلول سريعة، منها أن تقدم «السويس» حوافز إلى الناقلات وفق المسارات القادمة من الخليج في طريقها إلى أوروبا، في محاولة لتخفيف الخسائر التي يُتوقع أن تتلقاها القناة مع السياسات الخليجية الجديدة، علماً بأن الهيئة لا تزال تسدد كلفة التوسعات الكبيرة التي أجرتها خلال السنوات الماضية بتوجيهات مباشرة من عبد الفتاح السيسي، من دون دراسة جدوى دقيقة لعائداتها، خاصة مع المعدل السريع للتنفيذ. كذلك، تراهن هيئة القناة على الخدمات اللوجستية التي تقدمها مع التخفيضات الجديدة التي ستقرّها تدريجياً، بما يسمح بتحقيق أهدافها، إضافة إلى سيناريوات أخرى يجري بحثها على أعلى مستوى حالياً، في مقدمتها «الدخول في شراكة استراتيجية مع الإمارات وإسرائيل» في تنفيذ الخط، فضلاً عن تدشين أنابيب لنقل النفط عبر القناة، إلى جانب تقليل رسوم العبور الذي بات أمراً محسوماً.
ولا يبدو أن شيئاً سيوقف المشروع إسرائيلياً، خاصة مع الرهان على كون المسار الجديد أكثر أمناً من قناة السويس التي تتأثر بالتوترات في الصومال واليمن وسيناء نفسها، مقابل استقرار مسارات خط النفط وتأمينه بصورة كاملة وسهولة النقل عبره، الأمر الذي تحاول القاهرة معالجته بسيناريواتها المتأخرة جداً!
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)