د.ريم حرفوش
يتبعني تمردي كظلي ..
لا ..
لن أسجن ضمن جدران أربع ..
وضوء شاحبٌ معتم الأنوار ..
يُبقيني رهينة أهواء ومزاجية مجتمعٍ ..
يصحو وينام على تقاليد وعادات بالية ..
أنتظر كل فجر أمر السلطان للسيّاف ..
أنا والموسيقا الرتيبة الضجرة لعقارب الساعة على خلاف ..
لا أحب البكاء على الأطلال ..
أحطم النوافذ أمزق الستائر ..
إن حجبت عني الهواء و الضياء ..
أحرق قوارير العطر وأثوابي الحريرية ..
إن كانت سترهنني للعبودية ..
تسترخي جدائلي على كتف الأرض ..
تلهو عند خط الأفق تتنفس حريّة ..
لن أساهم هذا العام في حملة المناصرة لحقوقي ..
قانون في ظاهره ينصفني ..
وفي أعماقه يجرّدني حتى من ظلي ..
القرآن في آياته كرّمني ..
وقومي لا يتذكروا منه إلا مايأسرني ..
كالعادة ..
في حملة ستة عشر يوماً ..
لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ..
نحتل الإعلام المحلي العالمي المرئي والمسموع والمقروء ..
مواقع التواصل .. المنظمات الجهات الحكومية الرسمية وغير الرسمية ..
يعربون عن شجبهم واستنكارهم لكل أنواع العنف الممارس ضدي ..
ستة عشر يوماً كملكات ..
ننصت للنفاق .. نستمتع بالوعود الخلبية الداعية لإنصافنا ..
نتابع الجري فوق شظايا انكساراتنا في العتم الموحش ..
جرح القهر ينزف وجعاً ..
يزعج هدوء الضمائر النائمة ..
يعتلي الصوت الساخر المنابر صارخاً ..
أحتاج قانوناً ينصفني ..
خارج عباءة حريم السلطان ..
لاتحكمني سلطة الدين أو السياسة ..
الحرب وتدهور الاقتصاد والدولار ..
تحرش واغتصاب زواج القاصرات تعدد الزوجات ..
حرمان من إرث وتهديد بالتهميش والإقصاء ..
أحتاج يوماً واحداً فقط ..
يوماً لاأحتاج فيه للاحتجاج والتبرير ..
والسقوط في دوامة الحصار و الفراغ ..
لا يكون فيه على رقبة طموحاتي سيف الجلاد ..
أُشعل الحرائق برسائل الحب والغرام الكاذبة ..
ليتدفأ بها الأيتام ..
في وطن حضنه جداً بارد ..
يتسلى القوم فيه بالخطابات الرنانة ..
من أجل أنثى لا تملك زاد أطفالها ..
يفترسوها .. يلتقطوا الصور للتوثيق ..
صفقوا سعيدين بالإنجاز الفريد ..
يطفئوا الأضواء أسدلوا الستار ..
غادروا مسرعين ..
تعودين إلى قوقعتك وحدك ..
حتى في أشد لحظاتك ضعفاً ..
تغيرين ترتيب الأبجدية وتضاريس الكره الأرضية ..
ابتسمي ..
ف جبروت صبرك على ماحولك من رياء ..
سيسجله التاريخ ..
أنتِ لست جارية ..
ولا من بقايا سلالة نساء باب الحارة وأهل الراية ..
أنتِ الأم والأخت والحبيبة والزوجة والصديقة ..
أنتِ سيدتي الجميلة ..
أول وآخر وأجمل المعجزات .
(اخبار سورية الوطن-1)