أنا المستبد في عمق الزمان والمكان..!

المهندس نضال رشيد بكور

تجد الحاكم المتسلط الذي يعتقد أن القوة والبطش والقتل هي كل شيء
وأن السلطة هي المفتاح الذي يفتح له أبواب التحكم والتوجيه والحكم
لكن !!! هل تساءل هذا المستبد في يوم من الأيام عن ثمن استبداده؟؟؟
هل فكر في أنه رغم سيطرته الظاهرة التي كانت ماهي إلا أصداءً صامتة تعصف في الداخل خوفاً من الحرية والعدالة القادمة ؟
إن الاستبداد ليس مجرد حكم بالسلطة المطلقة بل هو فلسفة حياة تتغذى على الخوف والعنف وتطمس الحقائق تحت وطأة القمع
كان يعتقد المستبد أن الإخضاع والتوجيه يمكن أن يبنيا هيبةً لكن في الواقع ما بني هي جدران وهمية ..وحول مجتمعه
وفي سعيه للهيمنة ينسى المستبد أن الإنسان لا يُقاس بالقوة التي يمتلكها
بل بالمسؤولية التي كان يتعهد بها أمام شعبه …
قد يظن المستبد أن الانصياع هو السمة الوحيدة التي تضمن استمراره
ولكن الحقيقة أن الانقضاض من داخل قلوب الناس أصدق من أي تهديد خارجي
في عالم يغلي تحت عبء الاستبداد
تظهر إرهاصات التغيير حين تبدأ الهمسات الصغيرة بالتجمع
وها هي الأيام تمر والمستبد يظل يتوهم أن السيطرة هي السبيل الوحيد
بينما يقبل به الناس بحذر شديد
بل وبقناعة أن هناك دائماً من يهدم تلك الأسوار
ليس من عجب في أن المستبد مهما طال حكمه سيظل في آخر المطاف في مواجهة مع الشعب الذي لا تقوى على كسرها أي قوة فالتاريخ لا يرحم
والشعب لا ينحني أمام العروش
بل يسطّر أسماء من سعى لإرساء وتعزيز الثورة التي حملت معها العدالة.
وفي النهاية يعلم المستبد أنه لا بد وأن يأتي يوم لن يعود فيه القمع كافياً لاحتواء الحرية التي تنبت في كل زاوية
وأن الزمن كفيلٌ بإزالة كل دكتاتور،مهما كان وهذا ما حصل والحمد لله رب العالمين
(أخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)